تحقيقات وتقارير

انفصال جنوب السودان اربع سنوات عجاف لكلى البلدين


اليوم التاسع من يوليو العام 2015 تكون قد مرت اربع سنوات عجاف على انفصال السودانيين إلى دولتين شمالا وجنوبا، وربما كان هذا يوماً أسود أو يوم نحسٍ على البلدين إذا تدهورت أحوالهما بصورة مفزعة ولم تتحقق السعادة والاستقرار أو الخير لكليهما كما كانا يأملان عندما وافقا على هذا الانفصال المشئوم.

فما كاد مواطني جنوب السودان يصلون إلى بلدهم ويحتفلون بانفصالهم حتى عادوا لاجئين على ذات الطريق الذي اتخذوه معبراً لدولتهم الوليدة، حيث كانوا يحلمون بالاستقرار في ديارهم وتداعبهم صور رفاهية العيش وحلوه، ولكن ما أسرع ما تبخرت أحلامهم على وقع صراع مرير، جرجر معه آلاف المواطنين إلى اللجوء إلى السودان الأم.

وقد نشب الصراع الدموي بسب لا شىء مهم، سوى خصومة وطموحات شخصية بين السياسيين في حكومة الجنوب كما يقول ذلك مواطنون جنوبيون، زاق ويلاته سكان القبائل التي ينتمي إليهما قائدي الصراع على السلطة الرئيس سلفاكير ميارديت الذي ينتمي لقبيلة الدينكا وريك مشار نائبه السابق الذي ينتمي لقبيلة النوير وكذلك قادة قبيلة الشلك وهم أهم قبائل الجنوبيين.

واليوم المعارك التي بدأت داخل ثكنات الجنود في مدينة جوبا أنتشرت مثل النار في الهشيم ولم يسلم منها صقع في البلد الوليد. وقد وقع كل من كير ومشار سبع اتفاقيات لوقف إطلاق النار إلا أنها فشلت خلال أيام بل وفي خلال ساعات من توقيعها.

وطلب الأمين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون لدى لقائه النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق بكري حسن صالح ، حيث شاركا في القمة الأفريقية لتمويل التنمية مؤخرا بالعاصمة الإثيوبية أديس، من السوان استخدام نفوذه وكل ما يملك من علاقات لوضع حد للصراع في جنوب السودان واقناع الأطراف المختلفة للجلوس للسلام وإنهاء الصراع ووضع حد للمأساة التي بلغت حدودا مأساوية هناك .

عباس العشاري صحفي سوداني يعمل الخرطوم يقول بأنه أحس بالحزن العميق نحو الجنوبيين وهم قد فروا من الحرب وقد عادوا كرة أخرى للخرطوم ويضيف” كنت أشجع الانفصال من حيث هو رغبة للجنوبيين لكن لم أكن أؤيده . واليوم أرى عودتهم مؤسفة لانهم سيعانون في اقامتهم وسيجدون صعوبة في ظروف العيش لانهم فقدوا الكثير من الحقوق التي كانو يتمتعون بها سابقا في الشمال”.

عواطف عز الدين موظفة بأحدى المؤسسات الاتحادية بالخرطوم تقول “كنا أسرة واحدة ولا أدري لماذ أنفصلنا أحس بالحزن تجاه أخواننا في الجنوب كلنا لم نكن نرغب فيه وأحمل وزر هذا الانفصاللسياسيين الذين لم يحافظوا اليوم على استقرار الجنوب “.

ناهد عثمان تعمل محررة صحافية بوكالة السودان للانباء تقول (على الرغم من مرور أربع سنوات على أنفصال الجنوب والسودان لا زلنا نذكر أخوة لنا تقاسمنا معهم حلو ومر الحياة ،إلا إنهم أختاروا أن ينفصلوا عنا ووقد كان الخيار سياسيا أكثر من أى شيء أخر وتقبلنا الاختيار على مضض نزولا على رغبتهم إلا أن السنوات والايام أثبتت أنهم لم يحققوا ما رغبوا فيه ونحن صرنا اليوم تستقبل الالاجئين والفارين من الحرب في الجنوب إذن الطرفان لم يسلما وزي ما بقول بالسوداني الدارجي لا هم ولا نحن ارتحنا”.

والمشهد في شمال السودان ايضا يبدو حرجا حيث تحولت معدلات النمو الايجابية التي شكلت الاستقرار وبداية التعافي الاقتصادي للسودانيين ووصلت حتى نسبة 10% كواحدة من أعلى معدلات النمو في العالم إلى حوالي 3% وارتفع معدل التضخم إلى 36.9% وفقا للبنك الدولي.
وكنتيجة لهذا يعاني السودانيين كل يوم من ارتفاع البطالة وغلاء المعيشة وارتفاع اسعار المحروقات والوقوف في صفوفها.

إشراقة عباس
الخرطوم في 20-8-2015-(سونا)


‫10 تعليقات

  1. اختيار الجنوبيين للانفصال كان لا بد منه لسوء اخلاقنا و تعاملنا الممزوج بالاستعلاء و العنصرية حيالهم !!!!! نحن كشماليين جذرنا الوباء القبيح الذي سعى المحتل لبذره بيننا كشماليين و جنوبيين منذ ايامه الاولى !!! لو كنا طبقنا معاني الاسلام كما هو في تعاملنا مع اخوتنا في الجنوب لكنا مثالا” للبشرية اجمع و لكن للاسف نحن لم نطبق شئ من ذلك نحوهم و لا حتى مع بعضنا البعض فما بالكم بهم ؟؟؟؟؟؟ و رغم الذي حدث لكننا لم نتعظ الى اليوم بتلك الدروس القاسية بالنسبة للانسانية و لنا كمسلمين و عرب نعيش في وسط القارة السمراء التي سقاها المحتل كل مساؤنا و عيوبنا التي تقلل من مكانتنا الاجتماعية و الانسانية بين الافارقة ان لم يكن بين الامم !!!!

  2. كلمة “عجاف” جعلتني اتذكر مقولتي التي أصر عليها وقلتها للكثير من الناس وهو أن السودان فعلا يمر بمرحلة السنين العجاف. فكان من عام 2005 إلي عام 2012 (سبع سنوات سمان من البترول وغيره ) ومن 2012 إلى 2019 ستكون هي السنين العجاف وبعدها سينقلب الحال إلى الأفضل ان شاء الله.

  3. المدعو محمد شداد
    سوء أخلاقنا أم سوء أخلاقك ؟
    قليل من الأدب لأ يضر يامحمد
    قالوا ماعاوزنك برضو منبطح تحت ارجلهم ؟ اى صنف من البشر انتم ؟
    لو عاوزهم أمشى ليهم

    1. اخي ص ع خ ….. ليه قالوا ( ما عاوزنك ) لان تعاملنا معهم كان فيه شئ من الاستعلاء و العنصرية !!!! هل لو كان تعاملنا معهم راقيا” و احسسناهم بانهم مواطنيين من الدرجة الاولى من حيث الحقوق و الواجبات مثلنا … لا الدرجة التى وضعناهم فيها قسرا” و هي الدرجة الثانية ان لم تكن الثالثة !!!! هل كانوا يقولون لنا ( ما عاوزنك ) أخي يجب علينا ان نعترف بأخطائنا حتى نعرف الحقيقة كاملة !!!! انا لست جنوبيا” و لكني اتحدث بالذي كان يحدث في السودان نحوهم !!!! بعدين عندما تريد ان تتناول موضوع مثل هذا يجب عليك اولا” ان تتحلى بحسن الخلق و الصبر و لاتحكم على الناس و انت منفعل فهذا رأي و ذاك رأيك و من خلالهما نحن جميعا” نبحث عن الحقيقة و الفائدة ….. لا السباب و المهاترات التي لا تزيد و لا تنقص منا شئ !!!!! اكرر شكري لك على كلماتك النبيلة نحوي !!!!!

      1. لأول مرة أسمع بأن الشعب السوداني ( المجتمع) يعتبر أن الجنوبيين كانوا مواطنين من درجة تانية أوتالتة!!! وهذا الكلام أبداً ما حاصل إلا في أضيق نطاق ، مش كانوا يتعلمون حتى وصلوا الجامعات؟ مش كانوا يتعالجون في المستشفيات كمواطنين أصليين؟ نعم قد توجد بعض المضايقات هنا وهناك ولكنها ليست بالدرجة التي تُعمم على كل المجتمع، فالمجتمع السوداني يتعامل بأرقى التعامل حتى مع الوافدين( المُتسللين) من دول الجوار فكيف بناس كانوا يُعايشونا سواءاً بسواء؟ ولا يُحسب تقصير الحكومات منذ الإستقلال كتقليل من مكانتهم و إعتبارهم مواطنين درجة تانية،ولكن ما بال بعض الإخوة ينسون ما تسببت فيه لجنة سكرتير الإستعمار في تزوير رغبة الجنوبيين عام1947 عندما (غيّرت) في التقرير بأن الجنوبيون يرغبون في البقاء في سودان موحّد فكان بسبب هذا التزوير سبباً في كل المشاكل التي أدّت وأقعدت بالسودان ، كما يقول البعض بسبب” مقطورة جنوب السودان” وهذا موضوع آخر لا داعي لإثارته الآن. وكان أكثر المواطنين السودانيون لا يعتقدون أن الجنوبيين سيُصوتون للإنفصال، ولكن الخداع الذي مارسه الساسة قادة الحركة الشعبية على مواطنيهم وعودهم و وعود الصهيونية العالمية و دول الغرب هو ما جعلهم يُصوتون بكثافة للإنفصال. ولكن أقول للأخ محمد شداد لم تكن معاملة المجتمع السوداني للجنوبيين معاملة سيئة بل كان يتعامل معهم كمواطنين أصليين ، وقد يكون هناك بعض التعامل السيئ من بعض الناس ولكنه نقطة في بحر المجتمع السوداني المتسامح.

  4. الموتمر الوطنى المسئول الاول والاخير للانفصال الجنوب لانو فصل الجنوب وقدمة قوربان للامريكا والغرب من اجل البقاء فى كرسى الحكم

  5. الاخ/ محمد شداد
    تصف أهل الشمال بسوء الأخلاق لعدم رضا الجنوبين عنهم ولا تريد انفعال ولامهاترات ؟ هذا ليس رأى يامحمد هذا قذف وتعدى فاعلم .
    الجنوبيون كانوا مواطنين درجة أولى بنص القانون والمواطن لايحتاج لمن يحسسة انه درجة أولى إلا أن يكون غير راضى عن نفسه اصلا
    ثانيا أسألك هل تعرف تاريخ السودان كويس ؟ إن كانت الإجابة بالإيجاب فهلا حدثنا قليلا عن علاقة الجنوب بالشمال قبل الاستعمار ؟
    يلخى الاستعلاء البتتكلم عنه دا هو سبب مشكلة الجنوب اليوم يمارس فى أبشع وفى أبناء جلدتهم يحرقون احياء .
    ثم السؤال الأهم الذى لم يستطع أحد الإجابة عليه هو أعطاء أمثلة لاستعلاء وعنصرية أهل الشمال على أهل الجنوب ؟
    أنتم فى الشمال سواسية؟ قبائل وشعوب وهذه سنة الله فى خلقه .
    وأعتقد أن السودان يحتاج لأخصائي فى الطب النفسى وسيلة 90% من مشاكله

  6. اخي الكريم ….. انتمائي الى الشمال لا يمنعني ان اقول الحقيقة التي تدين الجهة التي انتمي اليها بل علي ان اقولها و لو ضد اهلي و عشيرتي !!!!! من منطلق تقويم مسالكنا المعوجة !!!!! فظلم الانسان لاخيه الانسان ظلم تعافه الطباع السليمة و هو بلا شك من سوء الاخلاق !!!! أليس كذلك ؟؟؟ نحن في الشمال ننعت اخوتنا في الجنوب بلفظة نتنة لو مزجت بأنهار الارض لغيرت طعمها و مذاقها !!!! ألم يدل استعمالنا لها بهذه الكيفية من سوء الاخلاق ؟؟؟؟ اخي انا عشت في بحر الغزال و اعالي النيل و رأيت افعالنا السيئة و حتى في الخرطوم انا اتحدث من منطلق واقغي لا خيالي !!! اما القانون الذي تتحدث عنه غير موجود على الواقع المجتمعي !!!! نحن لا زلنا نعيش ازمة العدل الاجتماعي في السودان !!!! سؤال اخير هل اذا اراد اي اقليم ان يقول لنا كما قلت ( ما عاوزنك ) نتركه ينفصل عن الدولة الام ؟؟؟؟

  7. الأخ شداد
    مادام أخلاقنا سيئة ونتعامل معهم باستعﻻء وعنصرية معنى ذلك دول الجوار اﻻخرى أوغندا وكينيا و…. أفضل منا بالنسبة لهم .لماذا يلجأون للسودان فى اﻻزمات ؟
    الجنوبيين كانوا مدللين فى السودان مش مضطهدين
    هذا زمن ولى ولن يعود .