بيانات ووثائق

نص كلمة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية امام الاجتماع الثالث للجمعية العمومية للحوار الوطني


خاطب المشير عمر البشير رئيس الجمهورية مساء الخميس بقاعة الصداقة بالخرطوم الاجتماع الثالث للجمعية العمومية للحوار الوطني
وفيما يلى تورد سونا نص الخطاب
بسم الله
والحمد لله
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
محمد رسول الله
اما بعد
نلتقى اليوم حول أهم أجندة العمل الوطني وأعلاها رتبة وأولوية وهي قضية التحاور حول قضايا الوطن لرأب الصدع ، ولم الشمل ، والإنطلاق لبناء الوطن.
الأسبوع قبل الماضي لجنة سبعة + سبعة وتوافقت حول هذا اللقاء للجمعية العمومية لحث الخطى جميعا نحو موعد معلوم لإنطلاق الحوار الوطني هو اليوم العاشر من الشهر العاشر في عامنا الجاري هذا.
ولكى لا يكون الحوار قائما من أجل مجرد الحوار نحب أن نذكر انفسنا ببعض المعاني التى أرسيناها في خطابنا الأول وتداولنا حولها كثيرا من بعد
ان التحدى الحقيقي امام الاصلاح السياسى الشامل هو انقسام الساحة الوطنية السياسية وانقسام وتفتت الكيانات السياسية .. والحوار وحده هو السبيل لاعادة اللحمة وجمع الكلمة وتوحيد الصف امام تحديات الوطن.
o ولن يتحقق ذلك إلا بالتجرد من التعصب كل انواع التعصب والتجرد من الذاتية والانانية كل انواعها ، فردية وحزبية وجهوية وقبلية وعصبية .
o اعلاء الولاء الوطني
o وجعل الولاء الحزبي طريقا للولاء للوطن
o وتسليك سبل التواصل والتنافس السياسي ليكون فاعلا وعادلا.
o وتأهيل وتوحيد واصلاح الكيانات السياسية لتصبح بمستوى هذا التحدى الوطنى
o الإقبال على ترتيب بيت السودان بالرأي المتوافق عليه وبالعزيمة والتصميم الذى تنعقد عليه الخناصر وتترابط به الاواصر.
o وترتيب بيت السودان يقتضي تدابير عاجلة وتراتيب دستورية أجلة تتأسس على إرادة المواطنين السودانيين جميعا ويصار إليها عبر مخرجات الحوار المجتمعي والسياسي.
o وأول مطلوبات هذا التدبير والترتيب هو السعي بهمة صادقة نحو تحقيق السلام الشامل والعادل ووقف الحرب فتلك هي خطوة الانطلاق الأولى لتحقيق الوفاق الوطني الشامل ونحن اذ ندعو إلى وقف الحرب لا ننطلق من موقف الضعيف فالجميع يعلم ان مسارح العمليات العسكرية جميعا تحت هيمنة قواتنا المسلحة والنظامية ولكن طلب السلام هو مقتضى الايمان الذى وقر في صدورنا ومقتضى الاعتبار لمصلحة الشعب والوطن إن هذا التاكيد على أولوية وقف الحرب ينصب على الخيار الأول في تحقيق مقتضى الدين والايمان وإحراز حقوق الشعب هو الخيار السلمى السياسى الواعى.
o من بعد السلام فلابد من صيانته من خلال الترتيب السياسي الحر المتوافق عليه وطنيا وشعبيا . إن القصور والإستثناء في الحرية السياسية ليس إلا نتاجا لثقافة العنف والحرب ونعلم جميعا ان المسبب يزول بزوال السبب.
o وقد تداولنا في هذه الجمعية كثيرا حول قضية الحريات السياسية واكبر ما يعوق تحقيق فهم وتوافق مشترك حول هذه المسألة التى لا نختلف على أصولها
o هو عدم ثقة البعض فى صدقية الفعل السياسى من هذا الطرف او ذاك
– عدم قبول البعض الإنخراط في هذا التوجه السلمي الذي يسعي الي التوافق علي ترتيب سياسي حر يرفض و يدين الحرب و العنف و يجعل الحوار سبيلا للاتفاق حول تأسيس الوضع الذي نبتغيه جميعا .
– إننا نؤكد علي أن نيتنا كلها صدق و عزم و نرجو أن يقبل عليه الاخرون بذات الصدق والعزم و قد مهدنا و عبرنا عن هذا العزم بعدد من الإجراءات التي نؤكد عليها مجددا .
– كان إصدار القرار 158 إستجابة لمطلب مشروع في تهيئة المناخ للحوار الصادق الجاد بين جميع الفرقاء دون إقصاء و لا يزال القرار قائما و نافذا .
– أكدنا مرارا و تكرارا علي ترحيبنا بانضمام حاملي السلاح للحوار و استعدادنا لبذل كل الضمانات المناسبة التي تكفل لهم المشاركة الحرة في الحوار الوطني و الشراكة في انجاز مخرجاته أو الإنصراف الي حيث جاء دون التعرض لهم و توفير كل ضمان يتفق عليه في هذا السبيل .
– و ليس هدف الحوار محض مصالحة سياسية أو بناء شراكة سياسية لأجل تقاسم السلطة بل هو بناء جبهة وطنية صلدة و موحدة لتحقيق أهداف البناء الوطني و درء كل ما يضعف الوطن من فقر و ضعف إقتصادي . فالنهضة الإقتصادية و تحسين حياة و معيشة المواطن هو هدف المسعي السياسي الرئيس .
– إن إقتصادنا الوطني يعاني من مشكلات موجعة أهمها :-
– البطالة الواسعة و قلة كفاية القوة العاملة .
– ضعف الإنتاج و بخاصة تحقيق الكفاية في إنتاج القوت .
– الحاجة الي تحسين جودة الإنتاج الوطني الزراعي و الحيواني ثم الحاجة الي صنع علامة تجارية متميزة .
– تحقيق هذه الأهداف و غيرها يتطلب إجراء إصلاحات في السياسات الإقتصادية الكلية يتوجب التوافق عليها مجتمعيا و سياسيا و لن يتحقق ذلك إلا بتحقق الشرط الأول و هو إيقاف الحرب واستدامة السلام و الإستقرار .
– إن قدرة أهل السودان علي التعايش السلمي إنما تكمن في قدرتهم علي بناء جماعة وطنية موحدة تؤسس علي رؤية يتوافق عليها لخطاب الهوية الوطنية . هذا الخطاب الذي ظل وسيلة تسعر بها الحروب الداخلية .
– لا يجب أن نتحارب علي الهوية التي هي أمر واقع و قد تختلف رؤانا في وصفه و لكننا لن نختلف اننا جميعا سودانيون بكل إنتماءاتنا و صفاتنا وعقائدنا و ثقافتنا في تنوعها الفريد .
– فإذا إتفقنا علي توحيد أهل السودان و رؤاهم حول بناء الوطن فيترتب علينا أن نحدد موقفنا في الساحة الإقليمية و الدولية من خلال رؤية متوافق عليها تحقق سيادة الوطن و أمنه و مصالح شعبه و فق المبادئ الدولية الراسخة التي يؤمن بها أهل السودان جميعا .
– و نحن إذ نتذاكر أهداف هذا الحوار الذي نرجو أن يكون مفصلا تاريخيا في سيرة الوطن نؤكد اننا لم نيأس و لن نيأس من دعوة جميع الفرقاء السياسين بالداخل و الخارج و حاملي السلاح و من يظاهر دعوتهم للإستجابة لنداء الحوار و التبرؤ من إتخاذ العنف وسيلة للوصول للسلطة أو البقاء فيها .
– و في هذا الصدد نجدد العفو الكامل عن حاملي السلاح الراغبين بصدق في المشاركة في الحوار و كذلك إستعدادنا لإطلاق سراح جميع المحكومين إذا تأكد وصول محازيبهم للمشاركة في الحوا ر.
– كذلك نحن علي إستعداد لإعلان وقف شامل لإطلاق النار تهيئة للمناخ عند إنطلاق الحوار ما التزم الطرف الآخر بوقف إطلاق النار و تعهد بعدم إعادة الإنتشار إستغلالا للهدنة لتسعير الحرب من جديد .
– و ختاما :
نؤكد أن للحوار ما بعده الأمر الذي سوف يهيئ الوطن لمرحلة إنطلاق جديدة نحو تحقيق نهضته و رفاهة أهله و أن المؤتمر الوطني و الحكومة القائمة سوف يلتزمان إلتزاما صادقا و ناجزا بتنفيذ كل ما يقع التوافق عليه بين المتحاورين .
– ختاما :
نجدد التأكيد علي صدق نوايانا وعزمنا علي إنجاح هذا الحوار و نحن في هذا الصدد عازمون علي تقبل كل رأي مسؤول يتضمن سبيلا إلي الوفاق و صلة الرحم و توثيق العروة الوطنية و تحقيق النهضة و الإصلاح و ندعو الآخرين إلي إعلاء روح المسؤولية و الإقبال علي دعوة الحوار دون تردد او مناورات لا يكسب به أحدا إلا تضييع مقدرات الشعب و الوطن .

الخرطوم 21-8-2015(سونا)


تعليق واحد

  1. ياليت ان كل مشاكلنا تزول ويتفق الجميع على كلمة واحده وهو الوطن السودان الشامخ
    لنفوت الفرصة على قوى البغي والعدوان لنيل من مقدرات هذا الوطن المعطاء
    لينعم شعبنا بالامن والاستقرار والرفاهية وتعود الطيور المهاجرة الى ديارها بكل عزة وكرامة
    لصبح السودان في قمة الدول المتحضرة بإنسانها والغنية بمواردها والقوية بعلمائها
    اللهم احفظ السودان وشعبة وجنبه من كل سوء ومكروه