تحقيقات وتقارير

الافراح تحت تهديد العيار الناري


مامن تناقض يظهر شتيت الضدين بمثل صوتي زخات الرصاص والزغاريد في لحظات الفرح في مناسباتنا السودانية الخاصة ..
فهو مشهد ومسمع بالكاد تخطئه عين ونادرا ما تنصرف عنه اذن في معظمها ان لم يكن جلها ..
وحتي وان اختلف مصدر ومكان كل منهما في ببوت الافراح باعتبار ان الاول سلوك للرجال والثاني للنساء الا ان كليهما مرتبط بلحظة اشهار عقد الزواج واعلان اتمامه ..
.. بيد ان الافراط في استخدام السلاح بشكل فوضوي وعشوائي في مناسبات الافراح باتت ظاهرة امنية مقلقة وسالبة .. فصارت لحظة اشهار العقد حالة ضغط نفسي رهيب يترقبها البعض بحذر لان صوت الاعيرة النارية تمطر سماء المكان من كل اتجاه وزاوية من غير حسيب او رقيب ..
فكم من مرة طاشت اعيرة نارية في عشرات المناسبات فتحول الفرح الي حزن مقيم في ظل عدم معرفة استخدام الكثيرين للسلاح و قلة خبرة حاملي البعض الاخر ..
والواقع ان استغلال السلاح في اشهار عقد الزواج يعتبر تقليد قديم نابع من تراث الكثير من القبائل والمجموعات السكانية في عدد من مناطق السودان ..
ولكن بمرور الزمن ومع رواج وانتعاش تجارة الاسلحة بشكل مشروع ومحظور لاغراض سلمية وغيرها انتشرت قطع السلاح بيد المواطنين ..
في السابق كان القلائل من يحملون السلاح معروفين لدي عامة الناس بالاسم والصفة والعنوان ..
بل وكانت تتم دعوتهم خصيصا لضرب النار بطقوس وبروتكولات معلومة اما الان فالامر مشاع ومتاح ..
وحول هذه الظاهرة ..
مهددات و تداعيات استخدام السلاح في المناسبات علي نحو ماهو مشهود الان وموقف الدين والشرع والمجتمع والقانون استنطقنا العديد من وثيقي الصلة بالامر في اكثر من اتجاه ..
فإلى الحصيلة ..
الشيخ محمد ياسين (مواطن) ..
السلاح آلة لا يمكن ان يحملها اي شخص ولم تصنع للفرح ولا الابتهاج وانما صنعت من اجل حماية النفس والعرض والمال والذود عن الحياض وفق شروط وقوانين..
استخدامها في عقود القران او غيرها من المناسبات شي غير مستحسن ولابد من تركها ومنعها بالقانون .. وقد راينا بام اعيننا وسمعنا ايضا حوادث عديدو بسبب جهل مستخدمها وافتقاده لاحد شروطها وكثيرا ما تتحول الافراح الي احزان ..
الخضر عبد القادر .. (أمام مسجد) لما تأت النصوص برأي قاطع في هذا الامر ولكن الاجتهاد يقول ان ترويع المسلم من اكبر الذنوب واعظمها عند الله تعالي .. فالسلاح لا يجوز ان يكون اداة تستخدم في غير موضعه وعقد الزواج ليس موضعا ملائما لها ولا مكان لضرب الاسلحة والنيران بالكثافة التي هي عليه الان .. وهذا نوع من انواع الفخر والمباهاة والتبختر ..
وقد حرم الفخر والمباهاة الجوفاء الا في مواضع الحروب
عثمان احمد بابلوس (عسكري متقاعد) استخدم السلاح يمنع منعا باتا في عقود الزواج للمدنين وحتي العسكريين الذين لم يكملوا كافة دورات حمل السلاح
وقد قال بلغته البسيطة .. (ده سلاح ما لعب) …. ويواصل بابلوس نصحنا كثيرا ممن دربناهم بخطر حمل السلاح واشهاره واستغلاله في غير مواضعه ..
ومع ذلك يمنع ايضا من ضربه في المناسبات امام الاطفال والنساء وغيرهم ممن لم يعرفو لغة السلاح .. ولهذا انا احذر كل من يحمل سلاحا بغير تدريب ان يضع سلاحه ويخضع للتدريب اولا ان كان لابد من امتلاكه
فضرب السلاح فن ودراية وليست هواية ..
ختاما فإن واقع الامر ان بعض المحليات احتاطت لمجابهة تفشي الظاهرة باصدار اوامر محلية تشددت في احكامها وصياغتها …
لكنها فشلت في تفعيلها وتحريك اي اجراءات قانونية بناءا عليها ..
وهو ما ابقي المخاطر والمهددات الامنية المحتملة باقية ومؤكدة و في اتساع وتنامي جراء انتشار السلاح في الاونة الاخيرة ..
نخلص الي انه يجب ايجاد حلول مناسبة لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة ومن هذه الحلول ..
اولا . سحب السلاح من كل شخص لم يتجاوز ال20 عاما
ثانيا . وضع رخصة خاصة لضرب السلاح في المناسبات لشخص واحد مثل سلطة الماذون الشرعي
ثالثا ..
اصدار التشريعات والاوامر المحلية الصادرة في هذا الشان وتفعيل القوانين ان وجدت .

كتب : مأمون بابكر- الوان