عمر الشريف

26 عاما ومازال الفشل مستمر (1و2)


أحبائى ومتابعى الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،

قبل يومين عدنا من أرض الوطن الضائع بعد أن كان أملنا أن نستمتع بأحاديث الاهل وأجواء الخريف ونتذوق كرم السودانيين ونعيد الشوق والحنين الذى فقدناه ونحن فى الغربة وداخل الوطن . لقد عدت ومن معى فى ذلك اليوم وكلنا حسره وألم مما وصل له حال بلادنا والأسوء من ذلك حال مطارنا الدولى الذى كان يعج بالركاب فى تلك الساعات لوجود أربعة رحلات دولية حيث تعطل سير العفش مما جعل تكدس العفش أمام الكاونتر حتى أنك لم تجد طريقا للوصول الى الكاونتر لتوزن وتستلم كبون صعود الطائرة مما تسبب فى تأخر الرحلات وتفويت الرحلات التى نواصل عليها للوصول الى مقر عملنا وجلوسنا فى الانتظار لوجود رحلات اخرى لنواصل سيرنا . لقد تذمر الجميع سودانيين وأجانب لتعطل السير و المكيفات بالصالة والجميع يتحدث عن السودان فى السبعينات وأوائل الثمانينيات عندما كانت سودانير تهبط فى هثروا ونيويوك وفرانكفورد وكانت الناقل الافريقى والعربى من ناحية الدقة والمواعيد والسلامة .

عن ماذا نتحدث عن المعاناة التى واجهتنا ؟ وعن ما وصل له حال بلدنا ؟ عن ما يعانيه أهلنا ؟ عن عاصمتنا التى لا تشبه العواصم من ناحية النظافة والطرق وتوفر الكهرباء والماء وفوضت المواصلات التى تجوب شوارعها المظلمة ؟ نتحدث عن الاحياء التى لا تشبه أحياء نيويورك وطوكيو وبكين رغم اسعارها الخرافية بالعملات الاجنبية ام نتحدث عن معاناة المواطن فى كل شىء ام عن النظافة وأنت تشاهد أكوام القمامة فى واجهات المنازل والطرق أم عن الطرق السيئة والضيقة أم عن الصحة التى لا ترضى بها الحيوانات فى الدول الاخرى ؟

أين السودان وأين شعبه ؟؟ لقد أصبح السودان يصدر بناته ليعملن خادمات بعد أن كن كريمات عفيفات ؟ السودان مهدد بالانقراض إذا لم يتدارك شعبه الوضع ويتحرك للإنقاذ . من لم يستطيع أن يهاجر يموت بسبب المرض وعدم توفر الدواء أو بسبب الحسره والندامة أو بالحالة النفسية التى يعيشها هذا الشعب وما يعانية من صعوبة توفر قوته اليومى . رغم تلك المعاناة مازال الشعب صابر محتسبا ينتظر الفرج من الله لكنه فقد البسمة والكرم والطيبة التى عشناها قبل ثلاثون عاما . اللهم ألطف بالسودان وأهله وفرج عنهم ما هم فيه وولى عليهم من يتقيك ويخافك ويصلح .

نواصل مسيرة الفشل خلال تلك الاعوام الماضية التى مرت على السودان ، لنذكر بعضنا ونُعلم جيل هذه الفترة ما كان واقعا وحاصلا قبلها وهم شاهدوا ويشاهدوا السودان خلال 26عاما .

كان يعرف شعب السودان بأنه الشعب الأمين ، الكريم ، الشهم ، الصبور والحسن الاخلاق والتعامل .

كان السودان يمتلك إقتصاد قوى وبنية تحتية ثابتة حسب وضعه ووضع الدول فى تلك الفترة .

كان الجنية السودانى يتفوق على العملات الاجنبية العالمية قبل تلك الفترة .

كان السودان يصدر القطن والصمغ والفول والكركدى والسمسم وكثيرا من الحبوب و الفواكه والخضروات .

كان السودان يمتلك اسطول جوى يجوب مطارات العالم ويشهد له بدقة المواعيد والسلامه .

كان السودان يمتلك اسطول بحرى ونهرى وخط سكك حديدية تربط كل أجزاءه .

كان السودان يصدر ذكور المواشىء بكل انواعها لكثير من الدول الافريقية والعربية والاروبية .

كان السودان مقر للمؤتمرات والمصالحات لكثير من الدول .

كانت الخرطوم عاصمة السودان من ارقى وأنظف العواصم العربية والافريقية .

كانت السياحة نشطة ويقصدها الكثيرون من الدول الاروبية والعربية وخاصه بعض الشخصيات المشهوره فى مجتمعاتها .

كان للسودانيين مكانتهم وهيبتهم العالمية فى المحافل الدولية والمؤتمرات والمؤسسات العالمية .

جامعة الخرطوم كانت من أفضل الجامعات العالمية وأذاعة أم درمان من اشهر الاذاعات العالمية .

القوات السودانية مشهود لها بالشجاعة والكفاءة والبسالة فى الحروب وصد العدوان .

الكفاءات السودانية مطلوبة عالميا وذلك لتفوقها العلمى والعملى .

كان هناك النفير السودانى الذى يقوم به أهل الاحياء والقرى لمساعدة بعضهم البعض من غير مقابل لاى عمل .

الفن السودانى يمتاز بكلماته وألحانه وأحترام أهل الفن لمهنتهم .

الكرة السودانية كانت لها إنتصارات العربية ووالافريقية والعالمية .

لقد ضاع الكثير من تلك الاشياء والصفات والعادات والتقاليد والمكانة والعلم خلال السنوات الماضية وكل يوم نفقد الكثير حتى الكثيرون من البشر ونواصل بأذن الله .