داليا الياس

أوجاع نسائية !


على الرغم من كونهن جُبلن على الاحتمال، فإن بعض أوجاعهن لا تطاق.. يكابدن آلامها في صمت ويحجمن عن الإفصاح خشية من المجتمع والأعراف والمفاهيم المغلوطة للدين.. يتوقنَّ للمودة والرحمة.. ويحلمن دائماً بالاهتمام والاحترام.. سقف تطلعاتهن قريب من الوجدان، ولكنه في الغالب بعيد عن إدراك الرجال.. يتشدقن بطلب المساواة وتعلن بعضهن الثورة الناعمة أو الناقمة، وهن في الحقيقة يبحثن فقط عن الحنان!
إنهن النساء.. في نسختهن الأصلية البسيطة.. دون تزييف ولا أصباغ ولا أقنعة.. وقبل أن يمتهن (النقة) والقسوة ويبرعن في (النكد) والتمرد على ثوابتهن الأنثوية الفطرية.
هكذا يجب أن يكونن.. وهكذا نريدهن في تمام وداعتهن وبكامل كرامتهن ووعيهن الجميل.. وللكرامة النسائية أبعاد.. وللكبرياء الأنثوي مقاصد نبيلة أبعد ما تكون عن التكبر والمكابرة والعناد، لهذا استجبن طائعات وفرحات للدعوة الكريمة التي وردت إلينا من القائمين على أمر (مكافحة العنف ضد المرأة والطفل) في إطار سعيهم الدؤوب لإشاعة المودة والرحمة في المجتمع السوداني على اعتبارهما حجر الزاوية في هذا البناء الذي نحتاجه متماسكاً وشاهقاً يصد رياح التغيير السالب وربما عواصف الانحراف السلوكي.
تناول الملتقى وجهات نظر مختلفة للعنف ضد المرأة على كافة الأصعدة الاجتماعية والفنية.. وتطرق لتفاصيل ربما لم يتم تناولها من قبل وبمنتهى الشفافية والاحترام، وهو يفتح عيوننا على مشاهد جديدة حرية بالتمحيص.
وإن كان الحب شعوراً نبيلاً وحميماً.. فإن المودة هي الوجه العملي لذلك الشعور، والرحمة هي سياجه المنيع، وكلاهما حماية للأسرة وصون للمرأة.
وأحسب أن وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفلة تظل مهمومة بأهدافها النبيلة التي تنعكس في شكل ملتقيات ونقاشات ومسوحات وبحوث ودراسات تصب جميعها في اتجاه توفير الأمان البدني والمعنوي للنساء، حتى يتمكنَّ من القيام بدورهن الرئيس، وهنَّ في تمام عافيتهن الإنسانية.. ويحسب لأهل الأمر حرصهم البالغ على استصحاب جميع الشرائح في ذلك الدور الرسالي على أمل أن تتحول مكافحة العنف ضد المرأة والطفل إلى سلوك يومي ينداح في جميع الاتجاهات.. علماً بأنه حالما شعرت المرأة بالأمان والاحترام ووُفِّرت لها بيئة صالحة عامرة بالتوادد والتراحم والترفق، فذلك يعني أن كل المجتمع سيتمتع بما سبق.. فأفراح النساء تمنح الحياة ألقاً باذخاً يتبدى في كل الملامح، أما أوجاعهن فلا تُورِّث من حولهن سوى الكثير من العذاب والضياع والقلق.
تلويح:
بالحنان تكسب مع المرأة أضعاف ما تكسبة بالمنطق.


تعليق واحد

  1. بيض الحمام حسبهن اني اردد سجعهن …. بالحنان والحب تسعد الحياة وتسير سفينة الأسرة الي بر الأمان .