اسحق احمد فضل الله

حوارات ورسائل


(1)
> والمعلم محترم ومسكين ومضطهد ومحبوب في الزمان كله.
> والجاحظ يؤلف كتاباً في حمق المعلمين.. مع أنهم يصنعون الحياة.
> وفي جيل التلفزيون التلاميذ ينظرون إلى المعلم الجديد وأحدهم يقول للآخرين
: أراهن ــ إنه معلم رياضيات.
الآخر قال.. لا بل معلم جغرافيا.
وثالث من وراء نظاراته يقول في ثقة
: لا .. لا هو معلم رياضيات ولا جغرافيا.. هذا معلم عربي وعلامة ذلك الفتحة الظاهرة في آخره.
> بنطلون المعلم كان مقطوعاً من الخلف.
> وفي معركة الشهادة الثانوية هذا العام يرسب مائة وعشرون ألفاً.
> والقرى البعيدة في أطراف السودان تظل بعيدة.. وثلاثة من كل أربعة من الطلاب يذهب إلى الظلام.
> لكن..
> مشروعاً صغيراً.. يقول الآن »أربعون معلماً.. طلابهم هم الذين يحصلون على الدرجات الأولى للشهادة هذا العام.
> والمعلمون هؤلاء يدخلون على ابنك الطالب.. يقدمون له الشهادة الجامعية وهو على فراشه.
> وفي بيته مهما كان البيت على الحدود من الغرب أو الشرق..
> ومجاناً..
> وابنك يستمع للمعلمين الأربعين هؤلاء وهو متكئ على فراشه يتناول إفطاره في البيت.. و…
(2)
أستاذ إسحق
> أنت تتوهم حرباً طويلة ضد السودان.. ونحن لا نعيش في المريخ.. أين هي؟
»عمر«
أستاذ عمر
> أنت بالتأكيد وملايين معك شهدوا أيام ثورة أكتوبر ــ فمن قتل القرشي؟!
> ملفات التحقيق تقول حتى اليوم إن الرصاصة التي قتلت القرشي لم تصدر عن أسلحة الشرطة.. نوع مختلف من الأسلحة كان هو مصدر الرصاصة.. من أطلقها إذن؟! الحكاية هي
: كل شيء كان هادئاً عام 1964م.
> وفي سبتمبر حزب يقيم دعوة عشاء لطلابه في الجامعة.
> وفي أكتوبر الندوة.. ثم الرصاصة المجهولة.
> وعبود يذهب.
> وما يقود كل شيء هو أن جهة خارجية كانت تجد أن عبود يوشك أن يحسم التمرد.
> والجهة هذه تصنع كل شيء.. والتمرد ينجو.. ويطارد السودان بعدها لأربعين سنة.
> وكل شيء يتم علناً.. ويستخدم حتى المثقفين ويجعلهم يقتلون البلاد.. وهم يتبعونه عمياناً.
> باسمك الأخضر يا أكتوبر.
> لهذا ــ أستاذ عمر ــ لا ترى أنت الآن ما يجري تحت أنفك.
(3)
أستاذ إسحق
: هذه أيام جيڤارا.
.. هل عندكم.. جيڤارا؟
> وتقول: جيڤارا الشاب القوي قائد المضطهدين ضد أولاد الـ »….«
> وتطلب إجابة.
> والإجابة بعضها هو:
جيڤارا هذا.. شاب هو مخلص وذكي؟؟
: نعم.
: وقائد للمضطهدين في الأرض ضد الظلم؟
: نعم.
> لكن من يجمع صفات جيڤارا هذه ويصفق لها هو.. الإسلاميون.. قبلكم ومعكم.
> والسبب هو أن ما تسرده كله عن جيڤارا هو/ عند الإسلاميين وغيرهم/ شيء يسمى »مكارم الأخلاق«.
> والإسلام إنما جاء »ليتمم« يتمم.. مكارم الأخلاق.
> الأمر يعني أن الإسلام يعرف أن مكارم الأخلاق موجودة.. وناقصة .. تائهة في الصحراء.
> يعني أن جيڤارا »حقنا« نحن الإسلاميين.
> بينما الشاهد الآخر هو أنتم.
> الشاهد الثاني هو »179« قياديا شيوعياً هم أعضاء مجلس السوڤيت أول مجلس لقيادة الدولة الشيوعية.
> لكن؟
> القادة هؤلاء »179« كلهم قائد مثقف.. شجاع و.. و… ينتهي أمرهم أغرب النهايات.
> أكثر من مائة من هؤلاء انتحروا أو نحروا.
> و»الجنون« ينقذ كثيرين منهم من الانتحار أو النحر
> والسبب؟
> السبب هو:
> الشيوعيون هم.. من هنا.. ومثل كل البشر يحبون مكارم الأخلاق.. راجع صفات جيڤارا.
> والشيوعيون.. من هناك يرفضون مكارم الأخلاق باعتبارها صفات برجوازية.
> والصراع بين فطرة الله وفطرة ماركس يقود إلى الجنون والانتحار والذبح.
> والمفتاح هذا يصلح لتقديم تفسير لكل كتابات وأدب وفكر الشيوعيين في تاريخهم.
(4)
أستاذ
»الشاب الذي يجادلنا أمام بوابه الوطني إلى حد الاصطراخ«.
> أستاذ
> الصلحي كان أصدقاؤه وهو صبي حين يسألون عنه تقول أمه
: ذهب يصطاد الطير في طرف أم درمان.
> أم درمان كانت هادئة إلى درجة تجعل الطير يهبط.
> وقهوة وحيدة تشتهر.. والشهرة سببها ليس هو ضخامة القهوة.. الشهرة سببها هو أن المدينة صغيرة مثل قهوة.
> وحفلة العرس في الدومة يهاجر إليها شباب بري.. يستمعون لإبراهيم عوض.. صبي السمكري الذي يصبح فناناً له شقة شعر يقلدها الشباب.
> وجكسا.. الذي يتحدث الأسبوع هذا هو صبي يومئذ.. حين يزوره »كيشو« مدير نادي الهلال المرح وآخرون يستقبلهم جكسا في جلباب ليس جلبابه.. وبعد شهر جكسا يزلزل السودان.
> والسيد عبد الرحمن المهدي كان قبلها بقليل حين يغاضب الإنجليز يعود إلى بيته.. وبيده ينزع سلك الهاتف.. كان ذلك هو العنف الأعظم في السياسة.
> …
> وكانت هناك الخدمة المدنية..
> وعبد الله الطيب يقول إن الإنجليز صنعوا السودان حين صنعوا الحدود والخدمة المدنية.
> وفي الخدمة.. مدير الأشغال.. مستر»بوتر« يقص حكاية الموظف حسن عتباني..
> وحسن يصمم مدرسة وادي سيدنا.. و حين يشير بوتر إلى خطأ في التصميم/ لا يسميه/ يسهر حسن الليل كاملاً يبحث عن الخطأ.
> ويجده.. ويصلحه.. ويسلمه لبوتر..
> ويسقط مغمى عليه.
> الخدمة والموظف كان هو هذا لهذا كان الجنيه يجرجر ثلاثة دولارات خلفه.. كلها تحمل صورة بنجامين فرانكلين.
> والتعليم كان هناك.
> وفي التعليم جامعة الخرطوم وبخت الرضا كلاهما كان »يصنع« السودان.. والعالم العربي.. فعلياً.
> والسوداني ـ المواطن ـ كان هناك.
> والخراب.. الخراب اللذيذ.. كان يعمل تحت حقيقة أن هدم المواطن يبدأ بهدم الخدمة المدنية.
> من ارشيف الكاتب


‫2 تعليقات

  1. اسحاق يتحدث عن مكارم الاخلاق وبخص بها من اسماهم بالاسلاميين
    يا شيخ ما شفنا منكم اي مكارم
    بل هي سنوات عجاف في كل شي بدءا بمكارم الاخلاق
    وانتهاءً بتقسيم الوطن
    ورحم الله ياسين عمر الامام حين قال انه يخجل من الانتماء لهكذا تنظيم
    قال مكارم اخلاق الاسلاميين
    الله غالب

  2. و الله الواحد يستغرب , اما ان فضل الله يتحدث عن اسلامي بلد اخر غير السودان او اننا لا نعيش في السودان !!.

    ماذا تعرف انت و رهطك عن مكارم الاخلاق يا فتى , القتل و التزوير و السحل و اكل مال السحت و الفصل التعسفي و الاضطهاد و شراء الذمم و و و و !! .
    لم نسمع بهم الى عندما حكمتم يا اكذب الناس باعترافكم …