عثمان ميرغني

حديث المدينة


وجَّه الرئيس البشير، في اجتماع مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني.. انتقاداً ﻻذعاً لحزب المؤتمر الوطني وحذره من مصير اﻻتحاد اﻻشتراكي.. عندما ينفصل الحزب عن القواعد.. وقال البشير إن الشجرة التي يستخدمها الحزب رمزاً له.. جذورها في السطح..
حديث البشير قفز فوق كل ما يقال من جانب المعارضة.. وكأني به يسحب البسط من تحت ارجل الشعارات المضادة.. فيبدو المؤتمر ممارسا لنقد الذات والجرح والتعديل بما يفوق الجرعة التي تحاربه به المعارضة.. على مبدأ (وداوني بالتي كانت هي الداء..)..
وإذا استمر المؤتمر الوطني يستخدم ويبتلع مثل هذه الجرعة من النقد الذاتي.. فلن نجد نحن ما نكتبه في الصحف.. فضلا عن المعارضة.. فيصبح المؤتمر حكومة ومعارضة.. يمين ويسار.. اثنين في واحد.. أو حزب ب(شريحتين)..
مع هذه الدرجة من النقد المؤلم الذي يمارسه المؤتمر الوطني تبدو مهمة المعارضة أصعب.. مهمة تتجاوز (طق الحنك) وبهارج الشعارات المتوجعة بالآهات.. ومن عندي – وللمرة المائة- اهدى المعارضة (كتالوج) العمل السياسي الرشيد.. حتى تخطي المأزق الحالي..
القاعدة الأولى.. أعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا.. وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدا.. أعمل سياسيا وكأن الوطني سيسلمك الحكم غدا.. وأعمل لمعارضتك كأن الوطتي يحكم أبدا.
لو ذهب المؤتمر الوطني للإذاعة والتلفزيون وأذاع البيان رقم واحد (معكوس).. وقال للشعب السوداني (العفو والعافية).. بضاعتكم ردت إليكم.. حكمكم مردود إليكم.. ماذا ستفعل المعارصة؟؟
هل ستتقدم بطلب (سري) للمؤتمر الوطني وتلتمس منه مهلة.. ريثما تستعد للحكم.. أو ريثما تتغلب على خلافاتها في اختيار الرئاسة والوزارة.. وبقية (الكيكة)..
ام ستقدم رجلا وتؤخر أخرى وتترنح قبل تبدأ فتفاجأ بربيع عربي معكوس.. الشعب يخرج إلى الشارع ويهتف (عائد عائد.. يا وطني)،
من خطل الرأي أن تنتظر المعارضة (اليوم الآخر) لتستعد له. ماهي مطلوبات وشروط أن تحكم حكما راشدا.. عندما يتطلب الأمر ذلك.. أليس من الحكمة ممارسة حصافة الإدارة والحكم قبل أن يصبح الأمر فرضا حتميا.. هل ستتعلم أحزاب المعارصة قيادة الطائرة بعد ارتفاع.