عمر الشريف

مواقف تجعلنى أفقد الأمل


بعد سنين من الغربة والبعد عن الوطن رغم زياراتى المتكررة له كل عام أوعامين فى فترات وجيزة لكن ما شاهدته أخيرا جعلنى أفقد الأمل فى هذا الشعب وتقدم الوطن . تلك المواقف اصبحت عادية لكثير من الناس وبعضهم إعتاد عليها ولم يرى فيها أى مخالفة شرعية أو عقاب ربانى أو تربية أسرية صالحة او تربية وطنية مخلصة أو أحتراما للغير ولا نلوم بعضهم أذا كانت القمة تفعل أكثر من ذلك وأذا كانت ظروف المعيشة جبرتهم وضعف الايمان والخوف من الله ساعدهم وصمت العلماء جعلهم يتمادون ويستمرون فى تلك المواقف السيئة التى لا تليق بمسلم ولا خلق ولا دين ولا صفات وأخلاق سودانى .

من تلك المواقف والتى تشاهدها بكثرة وخاصه مع أصحاب وسائقى العربات الكبيرة والصغيرة ما يفعله معهم بعض رجال المرور وذلك بقبض مبلغ لتنازل عن تسجيل المخالفة بدل أن ترد تلك المبالغ لخزينة الدولة وهى من العادات السيئة التى لا تعالج حتى بالايصال الالكترونى لان اصحاب تلك العربات تعودوا عليها واقتنعوا إذا ذهبت تلك المبالغ لخزينة الدولة لم تصرف فى مسارها الصحيح . ولهذا يفضلون ان يعطى العسكرى أقل من قيمة المخالفة افضل من أن تدفع لدولة وهم يعلمون بأن لعنة الله على الراشى والمرتشى . كذلك الامر مع كثير من موظفى الدولة وذلك بتعطيل أعمال المواطنين ليتم رشوتهم أو وجود واسطة تَخدم وتُخدم ( بفتح التاة فى الاولى وضمها فى الثانية ) حتى وصل للخدمات التى يكفلها الدستور للمواطن مثل استخراج الرقم الوطنى والجوازات وتسجيل الاراضى وهى حق مشروع لكل مواطن .

من أغرب المواقف موقف حارس الأمن فى احد المستشفيات الكبيرة بالخرطوم يتقاضى رشوة للإدخال الزائرين فى غير أوقات الزيارة وهذا ما شاهدته ، والعاملين بمكاتب حجز الباصات السفرية أو الطيران أو البواخر تجدهم يحجزون مقاعد لنفسهم وخاصه أوقات الاعياد والزحام ليتم بيعها بسعر أعلى وكذلك من تثق فيه لينجز لك عمل تجده يأكلك بطريقة ما . أصبحت حياة الكثيرون من هذا الشعب هى الرشوة والواسطة والتسيب فى إنجاز العمل . إذا نصحت احدهم يقول لك الكل يعمل كذلك حتى الكبار. نعم الخطأ من الكبار وليس الصغار الذين يستغلون صلاحياتهم ومكانتهم الوظيفية بالتصديق للأنفسهم وأهلهم بالاراضى والخدمات ولهم الاولوية فى كل مرفق حكومى بحكم وظيفتهم وليس وطنيتهم . من أسوأ المواقف أن تكون منتظم فى الصف وتجد شخص يدخل من الداخل ليسلم الموظف معاملته ومعاملات معارفه ويتوقف الموظف لينجز له ويؤخر الصف ثم تجده يتحدث بجواله لان المتصل مرسل له شخص آخر وبعدها يقوم من مكان عمله بحجة الفطور . والاغرب من ذلك إذا سألته او قدمت إحتجاج يتم معاكستك وتأخيرك أكثر أويقول لك هذا قريب المدير او المسئول . الى متى يستمر هذا الحال ؟؟ هل هناك أمل بعد أن تفشت الرشوة والواسطة أن يعودوا الناس الى الله ويخلصوا فى عملهم ؟؟ هل تنظف الحكومة هؤلاء أم ينظفها الشعب ؟؟ متى نجد الناس سواسيا من وزير الى عامل فى نفس الصف ليستفيدوا من تلك الخدمة ؟؟ ومتى نجد الموظف يعمل بكل اخلاص وبعدل وخوف من الله ولا يهمه المسئول او الغنى او الفقير؟؟


تعليق واحد

  1. با شيخ الكلام اللي تتحدث عنه هذا سوف يحدث عتدما تسقط حكومة الأخوان الشياطين …