رأي ومقالات

الذهب ..الذهب ..يكاد عقلي يذهب


(الذهب الذهب يكاد عقلي يذهب ) ..مقولة اطلقها ميداس اليوناني في اسطورة حملت حكمة تناقلتها الاجيال …ذلك الرجل كان قد خلب لبه بريق الذهب حتى تمنى أن يصير كل ما يلمسه ذهبا …فرح عندما لمس الجدران ..الأواني …الابواب ..النوافذ.. فاستحالت ذهبا …ولكنه صدم عندما وجد ان الاكل قد تحول الى المعدن الأصفر فاهلكه الجوع …الماء صار تبرا يبرق فانهكه العطش ..وكانت الطامة الكبرى عندما لمسته ابنته فتحولت الى صنم من الذهب …فذهب عقله او كاد ……اما صديقنا العالم أرشميدس فقد تم استدعائه على عجل من قبل الملك الذي أسر له بشكوكه في غش الصائغ وانه لم يصنع له تاجا من الذهب الخالص …وطلب من ارشميدس ايجاد طريقة يكشف بيها خداع ذلك الصائغ …اتعب التفكير صديقنا ارشميدس ..فقرر الاستحمام ..ما ان ادخل جسمه في حوض الاستحمام ..حتى لاحظ ازاحة بعض الماء خارج الحوض …فخرج وهو يجري ناحية قصر الحاكم وهو يصيح (وجدتها ..وجدتها ) …فكاد عقله ان يذهب … وحكينا القصة دي لييييه ؟؟ …ذلك انه ومن قرائن الاحوال يبدو ان الذهب ما ان يلوح في الافق ..الا ويعترى العقل بعض التوهان وينتاب الخاطر بعض الهذيان…وهذا على حد قول صديقي المبرراتي هو التفسير الوحيد للعبارة التي صدرت من وزارة المعادن ردا على التساؤلات التي ثارت حول الشركة الروسية …العبارة المذهلة هي (الشركة غير متخصصة ..ولكنها مقتدرة )…الذهب الذهب يكاد عقلي يذهب …من يقول للسادة في وزارة المعادن ان هناك شركات (متخصصة وكمان مقتدرة ؟؟؟) ..من ؟؟؟ من يهمس في أذن الوزارة بانو الشعب عارف وانا عارف قصة عارف؟؟؟ من ؟؟ ولكنه الذهب الذهب …تكاد عقولنا ان تذهب …طيب يا جماعة بما ان الامر قد نفذ وان الشركة المقتدرة ستبدأ عملها خلال الأشهر القادمة دعونا ونحن لا نزال نحتفظ ببقية من عقل وقبل ان يذهب بريق الذهب بالبقية الباقية ..دعونا ننظر الى النصف الملئ من الكوب ونقول ..ان الشركة لابد لها من الحفر للتنقيب عن الذهب …هذه الحفر اذا وجدت بها الذهب …خير وبركة سيتحول كل ما نلمسه الى ذهب ..ويبقى الخوف من مصير ميداس …وان لم تجد الشركة الذهب …فانا اقول (وجدتها) على ذات نسق ارشميدس …سنطالب الشركة بالزراعة في تلك الارض المحفورة …اذ ربما تثمر الأرض قمحا ووعدا وتمني …واهو برضو تكون فايدة للجميع ..منها نكون لقينا الدهب الاصلي في هذه البلاد وهو الزراعة واحتفظنا بعقلنا وكمان عملنا تشجير أوقفنا به الزحف الصحراوي الذي لا ندري اين سيقف لو استمر بهذه الدرجة من السرعة ونحن لاهين بين الذهب الاسود الذي ذهب مع الجنوب والذهب الاصفر الذي لا زال في رحم الغيب …وناسين ومتناسين الذهب الاخضر الذي بين ايدينا …. ووووو(كلموه اللاهي …في الغرام بالله)

د. ناهد قرناص