منوعات

بالصور: جولة في مصيف أركويت.. جنة الله في السودان.. يقهر الطيبعة الأوروبية وعدم زيارته خسارة مؤكدة!


مصيف أركويت أو كما يطلقون عليها فردوس الشرق حبتها الطبيعة بطقس غاية في الاعتدال والسحر في فصل الصيف فكانت بحق من من أجمل المناطق السياحية، حيث تحفها الجبال من كل جانب بارتفاعات متفاوتة كمنطقة جبلية متميزة. توفر الراحة والهدوء.

الموقع :

تقع مدينة أركويت على بعد 205 كيلو متر غرب مدينة بورتسودان وتبعد 29 كيلو متر من ساحل البحر الأحمر.و حوالى 700 كيلو متر من العاصمة الخرطوم.

وتتميز أركويت بمصنوعاتها الشعبية الخاصة، ومن أشهر الصناعات اليدوية الزينة النسائية المصنعة من الفضة والنحاس وصناعة السيوف. كما تتميز بهطول الأمطار في فصلي الشتاء والصيف. لذلك هي موقع خصب لنمو أنواع الأشجار المختلفة و خصوصا شجر الصبار. يتميز الطقس
بالاعتدال معظم أيام السنة حيث لا تتعدى درجة الحرارة 35 درجة مئوية أما الشتاء فيكون بارد.

هي عاصمة وكيل نظارة الهدندوة في القنوب. ومصيف مشايخ المجاذيب وآل القاضي عبد القادر عمر محي الدين. ومنذ انضمام محافظة سواكن إلى بقية القطر السوداني سنة 1865 م أصبحت أركويت مصيفا للحكومة. وبعد المهدية استأنفت الحكومة الاصطياف فيها. واختارتها الحكومة مقرا يمضي فيه معالي الحاكم العام فترة تبدأ من أوائل أبريل إلى مايو كل عام لطقسها الجميل وأشجارها المتشابكة والمتعانقة خصوصا الياسمين. وكانت فيها حدائق جميلة جدا تنبت فيها كل الثمار ومن ذلك حديقة القاضي فضيلة الشيخ عبد القادر حسين وأهله.

وتوجد صخرة كبيرة عليها نقش لقدم رجل ضخم يقال إنها قدم أحد الصالحين وفيها نبع ماء يجري صيفا وشتاء وسلسلة جبال تتصل بجبال الجميلاب (أوَرِّبا) غرب طوكر.

ويكثر في أركويت النمور والقردة وكافة أنواع الغزلان ولها طريق سيارات من سنكات وآخر من محطة صمت. وأما من سواكن فلها طريق واحد بالجمال هو عقبة جبل كُلْكُلاييت Kolkolaeet التي يتسلقها المرء برجله. والجمل برحله فقط لوعورة مسالكها وطلوعها نحو ساعتي و النزول منها ساعة على الأقل وقد ألغي هذا الطريق لخطورته ومن الزعماء الذين يصطافون في أركويت الإمام السيد عبد الرحمن المهدي. فتأتي الوفود لزيارتة من كل أنحاء شرق السودان لتجديد عهد الاستقلال والحرية.

وقد بنى المرحوم الشيخ محمد السيد البربري جامعا في أركويت يتعهده أبناؤه كلما احتاج إلى ترميمات وتصليحات.

وكانت الحكومة التركية تحتفظ بفرقة من البوليس في أركويت لحفظ الأمن بين القبائل. وآخر معاون في تلك الجهة كان محمد علي أفندي حمو حكمندار القنوب. ولقد استقال لما تنازلت تركيا عن سواحل البحر الأحمر وخلفه محمد أفندي أونور.

**جَدَلَيَّّةُ الزَّمَانِ وَالْمَكَانْ :

لعل التاريخ لم يحدد ميلادًا للمدينة كما سائر بقية مدن السودان ،بيد ان القبور والحفريات الضاربة في قَدم التاريخ تدل علي مدي قدم المدينة ،اذ ان ثمة مقابر استُقبلت شواهدها شطر بيت المقدس ،كما وُجد بعض آخر صُمم بنائه كمقابر الفراعنة التي تدفن فيها مع الميت حاجيّاته الاساسية من اكل وشرب وغذاء وحاجيّاته الثمينة كالذهب والفضة وبقية المعادن ، وقد وجد السكان قبرًا هو في حقيقته حفرة عميقة توجد في قاعها حفرة اعمق منه واضيق مغطاة بكتل خشبية متينة ،،، اما عن المدينة في عصر صدر الاسلام فيحدس قدمائها ان النبي محمد (صلعم) قام بزيارتها ،ويستدلون على ذلك باثر قدم انساني بيِّن على صخرة ،وقد قادهم الحدس الي ان ذلك قدم النبي فسموا المكان بـ(نَبِيتْ قِدَئْ) أي نعل النبي ،كما راجت بين الناس حكاية اخرى مفادها ان عليًا بن ابي طالب قاتل النساء عند مدخلها فانتصر لهم ويقال ان الرجل عقل حصانه في صخرة مشذوبة على هيئة الكتل الخشبية وسمي المكان بـ(هَتَايِيتْ مَهْكَرْ)أي مربط الفرس ولا تزال الصخرة حاضرة ، اما في تاريخ السودان المعاصر فخير شاهد علي تاريخ المنطقة وبطولاتها هي تلكم السجالات والجولات علي ايام المهدي وحركته ابان عهدي الترك والانجليز ، اذ ان اميرها في الشرق عثمان ابوبكر دقنة (أَتْمانْ دِغْنة) ، احتمي بها ابان موقعة اوكاك /قباب/ابينت، وقد آزروه ونصروه ، ولم ينسى ذلك لهم ،لذا ضمّنهم طي ّخطاباته للمهدي بقوله بـ(المحل الذي به اهلنا وهو مكان يسمى اركويت) (و) ( اركويت محل اقامة اهلنا ) – مذكرات عثمان دقنة / ت:م إ ابوسليم / ط1/ص 40-43- ، وقد التقيت بمن حدثني ان (انه كانت ثمة (سرايا) للحاكم العام يصطاف فيها ،وهي توازي القصر في المفهوم الحديث ،وقد كانت هذه السرايا بخشب الفلنكوت وارضيتها بالاسمنت ، وعندما تولي الانجليز حكم السودان وزاروا منطقة اركويت ،كان اول ما قاموا به هو حرق تلك السرايا ، والآن بقي من تلك السرايا ارضيتها الاسمنتية )- مقابلة مع العم /جمعة عوض الله.
اما من ناحية الاسم فقد جال جدل طويل لم يزل ،وان لم يُسكب مداد ، فهي اركويدج عند جاكسون ، واركٌوِيتْ عند المؤرخ محمد صالح ضرار، وإر+ كويت=المنطقة المعتدلة الطقس عند سليمان صالح ضرار، اما عند العمدة سيدنا بدري الامين رحمة الله عليه فهي أَرْكَُايْتْ ويقول ان اسمها واسماء مناطق أُخَر في الشرق مثل : قبيتْ (جبيت)،سَنكاتْ (سِنكات)،اركايتْ(اركويت)،يقول انها مستوردة من لغة حبشية ، ولعله اصاب ،لأن جدل الاسم اصبح لغزًا حيّر البجا قبل الاعاريب.

 

النيلين


‫3 تعليقات

  1. في زمن مضى كانت أركويت وجهة العرسان لقضاء شهر العسل بها وقد زرتها في صيف 1971 عندما كان السحائي يحصد الناس كنا نشكو من شدة البرد فيها, ياليت الدولة تلتفت إليها قليلا بإعادة إعمارها وتسويقها سياحيا فهي فعلا تستحق أن تزار.

  2. مناظر طبيعية خلابة لكن قليلة دائما نحن معشر السودانيين مقصرين تجاه وطننا

  3. كنار صدقت نحن مقصرين في حق أنفسنا ليتنا نفيق من هذا السبات العميق ونمد أيدينا للجوعي في الدول الآخري