الفاتح جبرا

الشيخ والشاي


في قديم الزمان لم يكن سكان (أفغانستان) يستخدمون السكر مع الشاي وكان الناس يستعيضون عنه بثمار الفواكه الطبيعية والتمر ويستمتعون بطعم الشاي الأصلي دون أن يغيره طعم السكر، وقد ساروا على هذا الأمر ردحاً من الزمان حتى فكر أحد كبار التجار أن يقوم بإنشاء مصنع للسكر في العاصمة وبالفعل قام بإنشاء المصنع ولكن ما أن بدأ الإنتاج وتراصت جوالات السكر حتى واجهته مشكلة كبيرة فبعد توزيع السكر على البقالات والأسواق لم يجد من يشتريه إذ كان الناس لا رغبة لهم فيه وغير متعودين عليه ، وبدأ المنتج يتكدس في المخازن والتاجر يزداد هلعاً وفزعاً لبوار تجارته فأخذ يقلب في ذهنه لعله يجد طريقة للخروح من ذلك المأزق وما لبث أن راودته فكرة خبيثة وهي أن يقوم بالاستعانة بأحد المتلبسين بعباءة الدين والدين منه براء حيث طلب منه أن يجد له حلاً قبل أن (بيتو يتخرب) فوافق الأخير على طلبه بشرط أن يدفع له التاجر 10 % من قيمة كل السكر الذي سوف يبيعه فوافق التاجر على الفور قائلاً لنفسه:
– يعني شنو 10% مقابل أن أطلع من المأزق ده !
الاتفاق خرج الدجال وأخذ يعمل ذهنه في الكيفية التي يستطيع أن يقنع بها الناس بشراء السكر مستغلاً إيمانهم وتدينهم وفطرتهم البريئة وما لبث أن تفتق ذهنه الخبيث عن فكرة شيطانية فانتظر حتى إذا ما جاء يوم الجمعة ذهب إلى المسجد كعادتة ثم طلب الإذن من إمام المسجد أن يعتلي المنبر ليقول شيئاً مهماً للمصلين فأذن له الإمام بذلك وصعد صاحبنا على المنبر وقال :
– أيها الناس أني قد رأيت ليلة أمس في منامي أحد ملائكة الرحمن قد أتاني على صهوة جواد أبيض له جناحان يشع منه النور وقال (ليَّا) :
– إنتو السكر ده ما بتشربوهو مع الشاي ليه؟ ما عايزين ليكم حسنات؟
– كيف؟
– السكر ده رحيق زهور الجنة ومن يشربه فله في كل رشفة ألف ثواب ومش كده وبس أي واحد يشتري كيلو بتتكتب ليو مليون حسنة !
ثم واصل (صاحبنا حديثه للمصلين) :
• إنتو عارفين إني زول شيخ وما بكضب .. الكلام ده حصل وإنتو بعد ده بي طريقتكم !
ما أن سمع الناس البسطاء حديث (صاحبنا) حتى هرعوا بعد الصلاة يشترون السكر، حتى أن بعضهم كان يشتري أكثر من حاجته (ما الكيلو بألف حسنة وكده) ، و ماهي إلا أيام حتى فرغت المخازن وعاد المصنع يعمل بكامل طاقته الانتاجية، بل أنه أصبح لا يستطيع أن يلبي الطلبات التي أخذت تنهال عليه من كل مكان .
عند ذلك ذهب (صاحبنا) إلى التاجر يطالبه بحصته من الأرباح المتفق عليها ولكن التاجر استكثر عليه المبلغ في جشع وخاطبه قائلاً:
– إنتا أصلك عملت شنوو؟ ما كوول العملتو خطبة في الجامع دقيقتين ما أخذتهم، عشان أكون منصف وما (أملحك) ح أديك بس 1% من الأرباح بدل 10%
خرج (صاحبنا) غاضباً على خسارته المبلغ الضخم الذي وعده به التاجر وعقد العزم على أن ينتقم منه شر انتقام فكرر فعلته وطلب من إمام المسجد أن يسمح له باعتلاء المنبر فخاطب الناس وقال :
– أيها الناس أني قد رأيت ليلة أمس في منامي أحد ملائكة الرحمن قد أتاني على صهوة جواد أبيض له جناحان يشع منه النور وقال (ليَّا ):
– حذار من هذا السكر الذي يباع عندكم فإنه مخلوط بعظام الموتى المطحونة وأي واحد فيكم يختو في الشاي ويشربو (الشياطين) ح تدخل معدتو وتلازمو مدى الحياة وأهو كلمتكم .. اللهم أني قد بلغت اللهم فاشهد .
ما أن سمع الناس كلام (صاحبنا) حتى القى كل منهم ما لديه من سكر في (القمامة) ، ومن كانت لديهم طلبات من التجار قاموا بإلغائها وعاد الكساد إلى مصنع التاجر وتملكه الرعب والفزع مرة أخرى وعرف أن (مدعي التدين) قد انتقم منه شر انتقام فقام بتسجيل زيارة له في منزله وأخذ يطيب في خاطره وقال له :
– ياخ الزول ما يهظر معاك ، ياخ أنس الحصل ده وأنا وعدي معاك قائم ودي الحصة بتاعتك بالكمال والتمام وده تعهد مكتوب ومختوم مني إنو عندك 10% من أي سكر يتباع ! بس يلا خارجني من الورطة دي أخذ (صاحبنا) النقود وهو يكاد يطير من الفرح واتجه من وقته إلى الجامع وكرر نفس فعلته وصعد إلى المنبر وخاطب الناس قائلاً :
– أيها الناس قد شرفني الملاك بزيارة ثالثة وقال (ليَّا) إنتو والله قاعدين تضيعوا جنس حسنات من عدم شراب الشاي بالسكر؟
– قلت ليهو أنت ما قلت (ليَّا) فيهو أرواح خبيثة وشياطين؟
– قال لي: دي بسيطة لمن تختو السكر في الشاي أضربوهو بالمعلقة تقوم الشياطين يهربوا وتنعمون بالثواب
ما يستفاد من القصة :
كل من لديه بضاعة كاسدة يقوم بالبحث عن طريقة كي يلصقها بالدين مستغلاً طيبة الناس وتعلقهم بدينهم !
كسرة :
* القصة مقتبسة (بتصرف) من التراث الأفغاني … (يعني ما السوداني) !
• كسرة ثابتة (قديمة) :
• – أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+(وووو)+(و+و+و)+و
كسرة ثابتة (جديدة) :
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(ووووووووو) +(وووو)+(و+و+و)+و


‫2 تعليقات