منوعات

الزفاف.. احتفالية تتحول من جماليات السيرة إلى الزفة.. عصر الصالات


“عريسنا الليلة سائر / ولي بت القبائل سيرو معاه، سوا لي الضريرة / وربطوا لي الحريرة / سيروا”.. كلمات يرددها أهل العريس عند زفه لأهل عروسته، وهي ختام لأيام تتواصل فيها الاحتفالات، ولكن الصالات المعلقة جاءت ممسكة بزمام الأمر وبدلاً عن السيرة تسيدت الموقف الزفة التي في كثير من الأحيان تكون من اختبار وذوق العروسين.
ومع إيقاع الحياة المتسارع تقلصت تجمعات الأقارب والأصدقاء وحتى الجيران في بيوت الأعراس وفضل الأغلبية الحضور في الصالة فقط لوقت لا يتعدى الـ3 ساعات مع يناسب سبب ظروف العمل ومسؤوليات الحياة.
تغيير للنمط التقليدي
وفي السياق، تقول رزان مأمون – معلمة رياض أطفال: الدعوة في الصالة تتيح فرصة أكبر للحضور خاصة للنساء العاملات. وأضافت: ليس لدينا زمن أكثر من الـ3 ساعات هذه نجتمع فيها مع الأقارب والأصدقاء، ونواجب أصحاب الشأن، وكذلك تعد تغييراً للنمط التقليدي القديم وترفيهاً. ولا تؤيد رزان فكرة التمسك بالعادات وتجمع الناس في بيت المناسبة وتعطيل مصالحهم وإرهاق أهل الدار جسدياً ومادياً. وتشير إلى الاهتمام بالوقت وعدم تبديده في الفارغة حتى نتقدم اقتصادياً وثقافياً. ولرزان خطة منهجية لتعليم الأطفال الإدراك بقيمة الوقت في مجالها الذي تسعى من خلاله لصنع جيل يعي معنى مقولة (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك). وتختم حديثها: درست في جامعة الأحفاد، وهنالك تعلمت أن أقيم الوقت وأن قطار الحياة ماضٍ ولا توقفه محطات الفرح ولا غيره.
البكاء على الأطلال
تنعي الأجيال المعاصرة بالاستمرار في العادات والطقوس القديمة، ويبكون دوماً على الأطلال، ويعتقد بعضهم التجديد في نمط الحياة واختلاط الثقافات بحكم السودنة والمواطنة بالإعدام. ومن جانب آخر نستعمل الأغذية والملابس وحتى الأجهزة الكهربائية المستوردة فقط الأرض التي نمشي عليها سودانية إذن لماذا المفاضلة في دخول بعض الثقافات المختلفة؟ في مجرى حديثه يقول مهند حسن (طالب جامعي) التجديد في المألوف لا يعني التنصل من العادات المتعارف عليها، ولكن لكل جيل زمانه ولا أرى داعياً لمشاركتنا زماننا طالما عاشوا كل الفرص التي أتيحت لهم آنذاك. ويستطرد: دعونا نواكب ما يحدث في العالم وتغيير بعض التفاصيل في الزواج تغيرت لتوائم أفكارنا المجنسة إذا صح تعبيري. وأضاف: العالم عبارة عن مشهد متنوع الفقرات في أي زمان ومكان تشاهد فيه ما يعجبك وتدع الآخر، لذلك تتماذج الثقافات والأفكار. ويختم قائلاً: كبارنا هم من جاءوا بفكرة إقامة دعوات الزواج في الصالات وفقاً للنظام والبرستيج في الوقت الذي يرفضون فيه رقصة (أسلولي) وزفة العروسين وما يتبعها.
حلوة اللمة
نجد بعض الفئات مازالت تحرص على العادات القديمة رغماً عن قلة مؤيدها، في هذا الصدد تقول العافية أحمد: عرست لأولادي كلهم بنظامنا القديم، الناس يقعدوا معاي قبل أسبوع من يوم الدعوة، ونعمل منه العريسة الصغيرة والكبيرة، وما بخلي حاجة بتسوه ما بسويها. وأضافت: الفرحة في اللمة والأم عمرها كلو تربى وتقري مستنية لمتين يجي جديد أولادها. وختمت: “والصالة دي آخر المطاف بالنسبة لينا”.
توقيع احترافي
من اللمسات الجديدة وجميلة في إحدى الصالات بعد مراسم زفة العروسين، وقبل جلوسهما، اتجهوا نحو قبة صغيرة إذا أحسنت التشبيه في زاوية الصالة توجد بداخلها طاولة وعليها دفتر وقلم دخل العروسان، وكنت كالذي يشاهد المباراة، زاد فضولي حتى أعرف ما يحصل بداخلها، حينها أضاءت فلاشات الكاميرا، ورأيت العريس يفتح الدفتر ويكتب بحبك ويوقع اسمه وفعلت مثله عروسته، وأغلقا الدفتر وخرجا إلى الحفل.. حقيقة الفكرة تثير العواطف وأعجبت كل الحاضرات تحديداً، اعتراف بالحب وتوثيقه أمام الجميع، التفت إلى قريبتي التي تجلس بجواري، وقلت لها معلقة: ما رأيك في هذا؟ ضحكت وأجابت: “والله يا صاحبتي نحن غشونا ودقسونا”

اليوم التالي


تعليق واحد

  1. الكلام دا اصلا لازم تكون كاتباهو مره لانهم بس شاطرات في الكلام الفارغ