مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : وزارة المعادن بين المحاسبة والذراع الخفية!!


> تعويل وزارة المعادن على شركة سبيرين الروسية في زيادة إنتاج الذهب بزيادة هذا العام يجعلنا نقرأ مشهداً بألوان مختلفة فيها ما يعبر عن التفاؤل وما يوحي بالمصير الحزين كما يقول من يقرأون شخصيات الناس من خلال ميولهم الى الألوان.
> وفي المشهد نجد تحمس الدولة ممثلة بوزارة المعادن لاستخراج الذهب كبديل من حيث العائد لاستخراج النفط الذي ما عاد نفط أرض سودانية ولن يعود طبعاً استجابة لرغبة الكثيرين ما دام أن الانفصال أمريكي البناء والحرب أمريكية الاشتعال.
> وفي المشهد نجد أيضاً أن الشركة الروسية آنفة الذكر محاصرة بالتوعّد بالمحاسبة مع الوزارة إذا حدث تأخير في إنتاج الذهب عن الجدول الزمني الموضوع.. وسقفه نهاية هذا العام.
> وفي المشهد ذلك اللون الأحمر الذي يرمز الى مآسي الحروب.. ويحكي حكاية مشروع «خرب الموارد».. أو تعطيل استخراجها حتى لا يتمكن بها السودان من فك حبل العقوبات الاقتصادية الملفوف بيد أمريكية على عنق اقتصاده.
> والتعويل لا بأس به وهو محفوف بالتفاؤل ما دام أن أرض السودان غنية في أحشائها بالذهب.. التعويل على هذه الشركة الروسية طبعاً. لكن اذا توفرت إرادة «التعويل» لدى الوزارة.. فإن إرادة التعويق متوفرة لدى القوى الأجنبية تحت لافتة خرب الموارد.
> مناطق كثيرة بالسودان يمكن أن يستخرج منها الذهب.. وهي بعيدة من أهداف مشاريع التآمر الأجنبي على أمن واستقرار البلاد، ولكن يمكن أن تكون لهذه المشاريع التآمرية الأجنبية أذرع طويلة خفية تمتد الى عمق البلاد.. فيحدث التعويق بعد «التعويل»، تفويق استخراج الذهب بعد تعويل الوزارة على الشركة الروسية المنتجة.
> فهي شركة روسية وليست أمريكية ولا يهودية وروسيا كانت الجمهورية السوفيتية الأعظم التي تحتضن العاصمة موسكو في اتحاد الجمهوريات السوفيتية.. واستطاعت واشنطن أن تفكك هذا الاتحاد العظيم بالتآمر على إنتاج مشاريعه الزراعية.. فكانت تستخدم الذراع التآمرية الطويلة الخفية.
> لا نستبعد تحوطات وضعتها الحكومة السودانية لكن بعد افشال أية محاولة «تعويق» حتى لا تفرع عائدات الذهب العقوبات الاقتصادية على السودان من مضمونها فإن حديثاً يهمس به الكثير في السابق حول عدم دخول عائدات صادر الذهب الذي كانت تنقب عنه شركة فرنسية في ميزانيات الدولة السنوية قد تُعاد إثارته. وهذا تساؤل نطرحه على وزارة المعادن وهي تعوّل على نجاح الشركة الروسية وتتحسب لمحاسبة ستواجهها مع الشركة إذا ما تأخر إنتاج الذهب.
> يمكن أن نفهم أن إنشاء وزارة خاصة بالمعادن يعني أن عائد الصادرات التي تنتجها أوتشرف على إنتاجها هذه الوزارة ستدخل الميزانية باعتبار أنها مال عام «غير مجنَّب» ولا يمكن طبعاً تجنيب أموال لعائدات بهذه الضخامة.
> لكن المواطن لابد أن يوضح له الأمر ببساطة وبتفاصيل ليطمئن قلبه. «قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي». ولكي تطمئن القلوب، فإن ادارة الإعلام والعلاقات العامة بوزارة المعادن مطالبة بأن تتواصل مع الجماهير من خلال إشاعة المعلومات.. والمعلومات في كل شيء.
> وطبعاً الشركة الفرنسية لم تنتج الكمية التي وعدت بها الشركة الروسية.. ولا مقارنة، لكن شركات فرنسا لا تتعرض للتآمر من القوى الأجنبية مثلما يمكن أن تتعرض شركات روسيا.. ففرنسا نفسها باعتبارها دولة غربية تبقى جزءاً مهماً من القوى الأجنبية صاحبة التآمر على موارد العالم الثالث حسداً منها.
> فرنسا ساعدت الثوار على الإطاحة بالقذافي.. لكنها لم تقف لمعالجة الأوضاع الأمنية الآن في ليبيا رغم أنها أسوأ مما كانت أيام القذافي.
> إذن.. أية شركة ليست غربية تريد أن تستثمر في السودان أو غيره، تحتاج الى حماية أمنية من مشاريع التآمر الأجنبي الغربي اليهودي وأذرعها الطويلة الخفية.
غداً نلتقي بإذن الله.