احمد دندش

وانا في نومي (بتقلب).!


تغير الزمان في كل شئ…حتى في جزئية (اللصوص)…حيث لم يصبح (اللص) اليوم هو ذلك اللص القديم بجبروته وبعنفوانه وبقسوته في أحايين كثيرة…واصبحت البيوت السودانية تنعم بالكثير من الامان الذى كان مفقوداً قبيل سنوات…بعد أن إعتزل كبار اللصوص وتركوا المهنة بحجة انها اصبحت (مابتغطي)…ودخل إلى المجال لصوص جدد من خريجي عصر التكنلوجيا والعولمة و(التويتر)…أولئك الذين يعتقدون أن حكاية (نط الحيطة) هي اسلوب (متخلف)، لايليق بـ(لص محترم)، ويفضلون الدخول للمنازل من ابوابها، وهؤلا هم نوعية جديدة من اللصوص تدخل الي منزلك وانت تشاهد التلفاز، وتأخذ ماتريد وتتركك (تبكي) مع احداث الحلقة الاخيرة من ذلك المسلسل التركي الذى يموت فيه البطل بعد ان يكتشف ان محبوبته خانته مع (زوج جدته باللفة).!
لصوص هذا الزمان صاروا (وديعين) وغير مؤذيين بصراحة…فالواحد منهم صار يأخذ مالك (على عينك ياراجل)…ولاتستطيع ان تقول له (بغم) وذلك بعد ان يستغفلك ويستخدم معك الكثير من الاساليب المتطورة والجديدة والتى لايستطيع عقلك ان يتخيلها.
حتى خطط لصوص هذا الزمان تغيرت، فقديماً كان اللص يحتاج لان يكون صاحب بنية جسمانية ضخمة حتى يستطيع حمل المسروقات من المنازل و(التنطيط) بها من جدار الى جدار، أما لص اليوم فقد صار يركز بصورة شبه دائمة على سرقة (ماخف وزنه وغلا ثمنه)، والموبايل صار أحد تلك الاهداف الرئيسية لحرامية عصر (التويتر)، لذلك اتجه الغالبية العظمى لشراء التلفونات الصينية والتى يكرهها اولئك اللصوص تماماً مثل كراهية (شافع لحقنة التطعيم).
جدعة:
من أطرف المواقف في جزئية سرقة الموبايلات، رواها لي أحد الاصدقاء بعد ان قام حرامي (ثقيل) بسرقة جواله من تحت وسادته وهو يغط في نوم عميق، ولم يكتف بهذا…بل قام بالاتصال بآخر رقم قام صاحبنا بالتحدث معه وهو رقم محبوبته، الشئ الذى دفع بصاحبنا للاتصال بالرقم ومحاولة استعادته لكن ولدهشته الشديدة رد عليه الحرامي وقال له بسخرية: (لكن ياحبيب ماتقول لي…صوت الدامة بتاعتك عجييييييييييب).!!!
شربكة أخيرة:
أجمل مافي (حرامية) هذا الزمان أنهم دخلوا حتى في الاغنية…وصرنا اليوم نمتلك حرامي (عفش)..وحرامي (موبايلات)… و……حرامي (قلوب) يُتلب على القوافي، ويزيد اوجاعنا و………(لاعزاء لرامي ورندا..القفلوا البرنده).!!!