د/ عادل الصادق المكي

المهنة:- “جوكي” شحـاد


(1) من أرض الفرنجة
الشحدة في كل الدنيا موجودة.. ما عندنا هنا.. شغلة ساهلة وما بتكلف الشحاد غير إنو يغسل وشيهو بي مرقة.. ويتوكل يشحد.. ومع تطور الحياة تتطور أساليب وتقنيات الشحدة.. مع ظهور النت وفي التسعينيات تحديدا كانت الحقبة الذهبية للشحدة عير النت وخصوصا من الخواجات.. ولأسباب غريبة.. لو لميت في الزول البيشحد دا تعضيهو في نص راسو من الغاظة.. واحدة فتحت موقع مخصوص.. عشان تشحد.. وتشحد عشان الثدي بتاعها صغير وما عاجبها وعامل ليها نفسيات.. ودايرة تعمل عملية تكبير.. وقالت بتكلفها عشرين ألف دولار.. وفي خلال خمسطاشر يوم بس.. جمعت المبلغ من فاعلين الخير ورجال البر والإحسان.. وعملت العملية وحسي تقدل بيهو في أمان الله..!!!.. وفي ميزان حسناتهم بقدر وزنو..
وواحد برضو بيشحد عشان يغير موديل عربيتو.. لأنها قديمة.. وعقدتو.. برضو فاعلين الخير ما قصروا.. واشترى عربية جديدة ومبسوط ويفحط.. وواحد برضو بيشحد عشان يكمل الفيلا بتاعتو وقروشو قصرّت ومتمحن حسي يسوي شنو.. وبرضو لقى من يتعاطف معاهو ورسل ليهو وممكن يكون يتعضّر عشان المبلغ شوية.. ودا القدر عليهو.. أما خارج الأسافير “النت”.. فالشحدة عند الخواجات مبرراتها غريبة.. وأحيانا يقصدوا الطرفة والونسة وفي نفس الوقت تديهو.. يعني واحد يكون شايل يافطة وواقف في ركن شارع وكاتب على اليافطة: “صراحة داير لي مرا سمحة وغنيانة وانا التكتح ما عندي” أو واحد شايل يافطة ومتفرجخ وقاعد ومكتوب على اللوحة “أراهن بدولار إنك ح تقرا اليافطة دي” وفعلا تكون قريتها وخسرت الرهان.. وأخلاقك ما بتسمح ليك تاكل الزول ساكت وتبقى في فضيحة.. تديهو الدولار والسترة والفضيحة متباريات.. أو واحد قاعد فوق برميل وشايل يافطة مكتوب عليها “أكضب عليكم لشنو؟.. صراحة نفسي في بيرة ساااااقطة وما عندي حقها”..
(2) إلى أرض المحنّة:
(عليك الله أديني كرامة.. ربنا يخلي ليك ولادك أديني كرامة.. ربنا يزورك بيت النبي تديني كرامة.. إلخ)
“”يا بنتي بديكي كرامة لكن حسي لو قريتي مش أحسن ليكي؟ وبعدين تتخرجي دكتورة مش أحسن ليكي؟”
أديتها جنيه.. عاينت ليهو وهي تنقنق (عان دي بالله؟.. قال دكتورة؟.. خلي بنتك إنت يشتغل دكتورة)
كان هذا حواري مع إحدى الشافعات الشحادات الفخورات بالمهنة.. حكيتو لمن أثق فيهو حكى لي المساومة التالية والتي كان شاهدا عليها بين شحاد بيتفق مع شافع داير يأجرو عشان يقودو ويمشي يشحد:
– الشحاد: “دايرك توديني وتقودني جنب الجامع الفلاني” وهو جامع بيجوهو كل المرطبين..
– الشافع: (تديني كم؟)
– الشحاد: “بديك خمسين جنيه”
– الشافع: (خمسين؟ خمسين شنو؟.. باخد منك مية وخمسين)
– الشحاد: “خلاص خليها مية؟”
– الشافع: (لا لا مية وخمسين).. قبل الشحاد.. وقادو وتوجهو إلى الجامع المستهدف..
أيها الشاب الطموح إنها مهنة جديدة ومربحة.. مهنة (جوكي) شحاد.. تسوقو وتحوم بيهو يمشي يشحد وتتفق معاهو.. بعد سنة لو ما عرست لومني..!!
و.. عان دي بالله؟ قال دكتورة؟؟؟؟؟