صلاح الدين عووضة

نبكي أحرفا !!


*تفتح فضائية السودان تجد مذيعاً ومذيعة ومعهما ضيوف ومطرب..
*تفتح فضائية النيلين تجد الشيء ذاته مع اختلاف في الشخوص فقط..
*تفتح فضائية الخرطوم أو أم درمان أو الشروق تجد (التشكيلة) نفسها..
*ثم في اليوم التالي تُفاجأ بأن الفضائيات المذكورة (تبادلت) الضيوف والمطربين فيما بينها..
*بل حتى البرامج الخاصة بالصحافة تتشابه كما التوائم..
*قبل الطبع، بعد الطبع، أثناء الطبع، ما وراء الطبع..
*تكرار ممل إلى حد الشعور بالغثيان..
*وما ينطبق على الفضائيات ينسحب على الإذاعات كذلك..
*فبرامجها جميعاً لا تخرج عن دائرة مذيع ومذيعة وضيوف ومطربين..
*وكذلك البرامج الرياضية – إذاعة وتلفزيوناً- تتشابه مثل (التعاريف)..
*ولمن لا يعرف (التعريفة) – من جيل اليوم- نقول إنها كانت عملة أقل من القرش وأكبر من المليم..
*والقرش نفسه – بما إنه صار مجهولاً- هو عملة أقل من الشلن..
*والشلن أقل من الريال الذي هو أقل من الجنيه..
*ومع انقضاء زمان العملات المعدنية (ذات القيمة) هذه انقضى زمان كل ما هو (قيم) من البرامج..
*ليس في مجال البرامج المسموعة والمرئية وحسب وإنما المجالات كافة..
*سواء البرامج السياسية أو الاقتصادية أو التعليمية أو الأدبية..
*بل حتى الإعلام المقروء لم ينج من لعنة (عدم الابتكار الخلاق) هذه لينصرف الناس عنه..
*ولكن قضيتنا اليوم هي (إفلاس) شاشاتنا من عناصر جذب المشاهد..
*وما جعلني انتبه للحقيقة المؤلمة هذه برنامج أرشيفي شاهدته بالأمس..
*أيام كان التلفزيون (أبيض وأسود) ولكنه غني بـ(ألوان) الإبداع..
*كان برنامجاً يحكي (قصص) بعض أغنيات الحقيبة من تقديم محمد سليمان..
*وهو أحد مذيعي ذياك الزمن (الأنيق) من أمثال حمدي بولاد ومتوكل كمال وحمدي بدر الدين..
*أما الضيوف فعلى رأسهم الشاعران العملاقان عمر البنا ومحمد بشير عتيق..
*ومن المطربين بادي وعوض الكريم وثنائي الدبيبة وميرغني المأمون وأحمد حسن جمعة..
*لم يكن برنامجاً (سطحياً) مثل برامج أيامنا هذه وإنما غاص (عميقاً) في النفوس والمعاني والتأريخ..
*ولعل أبلغ دلالة على ذلك الدموع (النوادر) التي طفرت من أعين البعض..
*ولو كانوا يعلمون (حال) برامج ستأتي من بعدهم لبكوا أكثر ربما..
*برامج ليس فيها ما هو أنيق سوى عبارة (الحضور الأنيق)..
*ونبكي نحن بالنيابة عنهم (أحرفا !!).


تعليق واحد

  1. سيأتى إليكِ زمان جديد
    و يصبح وجهى خيالاً عَبَرْ
    و نقرأ فى الليل شعراً جميلاً
    يذوب حنيناً كضوء القمر
    و فى لحظة نستعيد الزمان
    و نذكر عمراً مضى و اندثر
    فيرجع للقلب دفء الحياة
    و ينساب كالضوء صوت المطر
    و لن نستعيد حكايا العتاب
    ولا من أحب .. ولا من غدر

    وقالت : سوف تنسانى
    وتنسى أننى يوماً
    وهبتك نبض وجدانى 
    وتعشق موجة أخرى 
    و تهجر دفء شطآنى 
    وتجلس مثلما كنا
    لتسمع بعض ألحانى
    و لا تعنيك أحزانى
    و يسقط كامنى اسمى
    و سوف يتوه عنوانى
    ترى .. ستقول يا عمرى 
    بأنك كنت تهوانى ؟!!