مصطفى أبو العزائم

المبعوث الأمريكي في السودان


الوفد الأمريكي الرفيع الذي بدأ زيارة لبلادنا قبل أيام قليلة، ويترأسه المبعوث الخاص للسودان ودولة جنوب السودان السيد (دونالد بوث) أجرى عدة لقاءات مع مسؤولين ونافذين حكوميين على رأسهم وزير الخارجية البروفيسور إبراهيم غندور، ظل ما دار فيها بعيداً عن عيون وآذان الصحافة والإعلام، ولم يرشح من تلك اللقاءات سوى ما أراد له الطرفان السوداني والأمريكي أن يرشح.
نتوقع نتائج عاجلة أو آجلة وذلك من واقع مراقبتنا للشأن السياسي، والحراك الأخير على مستوى الداخل، والمتمثل في برامج إصلاح الدولة والعمل على تحسين مستوى معيشة المواطنين من خلال الارتقاء بالاقتصاد، ثم الجهر الحكومي.. بمكافحة الفساد وإجازة مشروع قانون إنشاء مفوضية خاصة بمكافحة الفساد من داخل مجلس الوزراء، توطئة لتقديم مشروع القانون إلى البرلمان، مع تنامي الدعوة إلى الحوار الوطني بين الحكومة بأحزابها المتحالفة وبين المعارضة بكل مكوناتها.. مع ربط ذلك بحراك الداخل المتمثل في اتفاقية السلام بين طرفي النزاع في دولة جنوب السودان، ودور الخرطوم في تلك الاتفاقية، ثم ما يجري على اليمن.. وما يحدث في الشمال الأفريقي جهة ليبيا وتنامي ظاهرة العنف والإرهاب.. كل ذلك يجعل من زيارة الوفد الأمريكي الرفيع، زيارة لها أهميتها، ونتوقع أن يكون (دونالد بوث) قد ناقش مع البروفيسور غندور مجمل تلك القضايا، وما يمكن أن تقوم به (واشنطن) من أجل إنجاح الحوار.. ومناقشة دور (الخرطوم) في استقرار المنطقة والإقليم بعد أن لم تعد (طهران) رمزاً لصداقة خاصة، وبعد أن غيّرت عاصفة الحزم تركيبة التحالفات العربية العربية في المنطقة، وعاد السودان جزءاً من أسرته العربية عضواً فاعلاً ومؤثراً، ولاعباً أساسياً في الأحداث.
أما موضوع المصالح الاقتصادية الأمريكية واجتماع الوفد الزائر باتحاد أصحاب العمل السوداني، ومجلس الصمغ العربي، في اجتماعين مختلفين، فإن ذلك سيؤدي بالتأكيد إلى رفع جزئي للعقوبات الاقتصادية المفروضة على بلادنا، بعد أن نجح الجانب السوداني في الاجتماعين من نقل صورة حقيقية لتأثير العقوبات على رجال الأعمال السودانيين جراء ذلك الحظر.. لأن الولايات الأمريكية المتحدة إن أرادت الصمغ العربي (السوداني) والذي تنتج منه بلادنا (85%) من الإنتاج العالمي وتستورد الولايات المتحدة وحدها (70%) منه، عليها إن إرادت هذا الصمغ الذي استثنته من قبل بالفعل من قائمة العقوبات، عليها أن تفك القيود على التحويلات البنكية المتعلقة بتجارة الصمغ العربي والآليات الزراعية وكل ما له علاقة بإنتاج وتسويق هذه السلعة المهمة.
أما تفاصيل ما دار بين السيد وزير الخارجية البروفيسور غندور وبين السيد (دونالد بوث) فلابد أن نعرفه قريباً جداً إن كان يحمل بشريات أو لم يكن.. لكننا نرجح البشريات.


تعليق واحد

  1. هذا ضعف ما بعده ضعف عندما تجعل اي دولة تتمكن منك وتلوي يدك وتمسكك من يدك التي توجعك وانت ضعيف وتصرخ فريسة طالبة نجدة من مفترسها هل بعد الغباء غباء