تحقيقات وتقارير

تعريفة المواصلات .. المواطنون في رحمة (الجوكيّه )


صفقات عديدة أبرمتها حكومة الخرطوم مع عدد من الشركات لوضع حدا لأزمة المواصلات التي ظلت ناقوسا يؤرق مضاجع الدوله السودانية ، ولعل أزمة المواصلات تكشف عنها تلك الصفوف المتراصة ، التي ظلت تشهدها كل مواقف المواصلات خاصة عند بداية الدوام الحكومي ومع نهايته في المساء ، وربما هذه الفجوة هي من أغرت بعض أصحاب الأجندة لاستغلال تجمعات المواطنين على رصيف الانتظار لإلغاء خطب سياسية وإشعال شرارة الاحتجاجات ، وربما تلك الفجوة هي أيضا من أغرت بعض الانتهازيين من أصحاب حافلات النقل الوسيط (الهايس ) إلى رفع سعر الراكب للضعف، دون مبرر وهي تعمل بدون ترخيص ، والملاحظ أن هناك عربات نقل (ملاكي) ظلت تشكل حضورا أنيقا ليلا، بعد أن يغمض جفن رجال المرور،الذين غالبا ما يتركون مواقعهم عند المساء ليتركوا بذلك الحبل على قارب أصحاب ( الهايس )، الذين يقومون بممارسة الابتزاز على المواطنين برفع سعر التعريفة لأضعاف مضاعفة ، دون رقابة .

شكاوى المواطن :
لا زال عدد كبير من المواطنين بالخرطوم الذين استطلعتهم ( السياسي ) يجأرون بالشكوى من زيادة تعريفة المواصلات ، حيث ارتفع سعر تعريفة خط (المربعات – السوق العربي ) إلى جنيهان بدلا من جنيه ونصف للحافلة الكبيرة ، بينما وصلت تعريفة نفس الخط ، (3) جنيهات للهايس بدلا من جنيهين ، دون معرفة أسباب ، و بلغ سعر التذكرة للحاج يوسف (7 ) جنيه للهايس ..و يقول المواطنون زيادة التعريفة لا يوجد مبرر لها ، بل هي استغلال من قبل السائقين للمواطن في أوقات ( الذروة )، وبصورة عشوائية يرتفع سعر التعريفة ، وذلك نسبة لعدم وجود ( الرقابة ) من قبل الجهات (نقابة الحافلات) .. ويعاني سكان ( الجريف و حلة كوكو و سوق ليبيا و الكلاكلات وشرق النيل و الصالحات ) وعدد من أحياء الخرطوم من ظاهرة ( الفوضى ) التي يتسيّدها أصحاب الحافلات و ( الكماسرة ) في زيادة التعريفة التي تبلغ نسبة (200 % ) في كثير من الأوقات دون معرفة أسباب.

غياب الرقابة :
أكد رئيس نقابة الحافلات بولاية الخرطوم، دياب قسم السيد، في تصريح لـ ( السياسي )” أنه لا توجد أي زيادة في تعريفة أسعار مواصلات ولاية الخرطوم” ، وكشف عن عقوبات رادعة تجاه من يتجاوز التعريفة المحددة من قبل النقابة ، موضحا نزول عدد كبير من عضوية النقابة إلى مواقف المواصلات، من أجل الرقابة على أصحاب الحافلات ، و ذلك من أجل ضبط تجاوزات أسعار التعريفة المتفق عليها ، و قال دياب: إن العربات غير المرخصة و الملاكي ( الهايس ) هم الذين يتلاعبون بزيادة التعريفة للمواطن ، وللحد من تلك الظواهر السالبة ، طالب دياب وزير البنى التحتية و شرطة المرور بالجلوس معهم من أجل الوصول لقرارت حاسمة تنهي ظاهرة استغلال المواطن من أصحاب الحافلات و ( الهايس ) الذين يفرضون تعريفة مضاعفة لاوجود مبرر لها . وفيما يتعلق بمعرفة من المسؤول عن زيادة التعريفة العشوائية التي يفرضها أصحاب الحافلات قال دياب: ( النقل والبترول و النقابة و شرطة المرور ) هم يلعبون دورا تكامليا ، لذلك قال دياب: إنهم بصدد الجلوس معهم للوصول إلى نتائج ترضي المواطن ، و تقلل الاستهداف.

(خميرة عكننة) :
في عهد الوالي السابق د / عبد الرحمن الخضر وصلت الخرطوم أعداد كبيرة من البصات، وقتها تفاءل المواطن بقدوم تلك البصات ، على أمل أن تنهي أزمة المواصلات التي أصبحت (خميرة عكننة ) للمواطن ، تلك البصات لم تنهي مشكلة المواصلات المتكررة بالولاية ، بل أصبحت جزء من الأزمة .. داخل ولاية الخرطوم التي يتواجد فيها ( 10 ) مليون مواطن تقريبا ، إلا أن بصات ( الوالي ) أصبحت جزء من الأزمة في الولاية وذلك نسبة لكثرة أعطالها ، و لصعوبة تحركها داخل شوارع الخرطوم ( الضيقة )، لذلك طالب الموطنون إرجاع السكة حديد للعمل مجددا في الخرطوم ، ومن الملاحظ أن مواقف المواصلات ظلت تعاني من الأوساخ و سوء تصريف المياه، خاصة في فصل الخريف و هذا يضاعف معاناة المواطن.
تحمُّل المسؤولية:
حمّـل عدد كبير من المواطنين زيادة سعر تعريفة المواصلات لحكومة ولاية الخرطوم ووصفوها بالعاجزة عن رقابة أصحاب الحافلات الذين أصبحوا يستهدفون المواطن بصورة متكررة دون سابق إنذار ، وبالرغم من تلك الزيادات غير المبرره ، لا يجد كثير من المواطنين ما يقلهم إلى منازلهم .. بينما يقف عدد كبير من الطلاب و الموظفين و العاملين ، داخل المواقف و الطرقات الرئيسة لفترات طويلة في انتظار المواصلات التي أصبحت ( هاجسا كبيرا ) لهم ، و يتساءل المواطنون .. ماهو دور الهيئة الفرعية لمواصلات ولاية الخرطوم ؟ و أين نقابة الحافلات من هذا الاستهداف ؟

بصات ( الوالي ) بالأرقام …!
رئيس الهيئة النقابية لعمال بحري والمسؤول عن قسم الصيانة بشركة البريمت ( حسين أبو ريم ) قال لـ (السياسي ): إن لديهم قرابة الثلاثين بص متعطل عن العمل ، كما أكد أن عدد البصات التي تعمل في الولاية عددها يفوق ( 100 )، و أشار إلى أنهم في الشركة لديهم خطة شاملة لتأهيل البصات المتعطلة ، و قال : في الأيام الفائتة تمت إعادة 19 بصا للعمل بعد أن تمت لهم الصيانة الشاملة ، و أقر أبو ريم بزيادة التعريفة من قبل السائقين في أوقات الذروة، و أضاف ( عندنا مشكلة في التعريفة و هي غير مغطية )، كما وعد أبو ريم المواطنين باكتمال أعمال الصيانة في البصات حتى نهاية الشهر، لتصبح نسبة البصات فى الولاية 95 % ، لكن المفاجأة هي أن يعمل أبو ريم بدون راتب من أجل توفير رواتب العاملين، وزاد ( والله نحنا شغالين بدون راتب عشان نوفر رواتب العاملين و المكنيكية داخل الشركة ) ، كما ذكر حسين عدد من الإشكاليات التي تواجههم، مثل تهشم ( قزاز ) البصات ، و التأمين يعتبر هاجسا كبيرا ، واحتج حسين على وصول سعر تأمين البص الواحد 9 ألف ، لذلك اقترح حسين تبنّي ولاية الخرطوم لتأمين البصات لحل المشكلة ، فهل يصدق المواطن حديث أبو ريم ؟ وهل تقبل ولاية الخرطوم هذا المقترح ؟ أم يتواصل مسلسل معاناة المواطن !!

السياسي


تعليق واحد