منوعات

“محمود عبد العزيز” الصوت الأكثر تأثيراً في مدح الرسول يؤدي المديح بإحساس وانفعال صادق


مطرب الشباب الراحل “محمود عبد العزيز” امتلك موهبة باهرة وحباه الله بخاصية الأداء الصوتي الساحر وتطويع جميع الأعمال الغنائية الخاصة والمسموعة لتنساب عبر صوته وتسيطر على حواس الجميع شيباً وشباباً، و”محمود” يعتبر المطرب الوحيد الذي استطاع بملكاته الصوتية الهائلة أن يجذب ملايين الشباب للانتباه للأغنيات السودانية الأصيلة عندما بدأ يردد مختارات من روائع ودرر الزمن الجميل لعمالقة الغناء السوداني،. وليس هذا وحسب فقد استطاع مطرب الشباب (الحوت) أيضاً أن ينتقل بجمهوره العريض إلى درجة عالية من السمو الروحي في الاستماع، حينما بدأ يمدح الحبيب المصطفى سيد الخلق أجمعين سيدنا “محمد بن عبد الله” (صلى الله عليه وسلم)، وعندها بدأ الشباب يتابعون باهتمام كل ما يقدم من مدائح تعظيم للرسول “صلى الله عليه وسلم”، بل وجعل الكثير من عشاق فنه ينضوون تحت لواء ورايات الطرق الصوفية عندما بدأ يقدم أميز قصائد المديح منها (خدام النبي) التي حملت اسم أول ألبوماته في مجال المديح ومدحة (ناقة النبي المأمورة) و(حائر اللب) وغيرهما من الدرر، إلى أن جاءت مدحة (مقاييس الرسم) التي وبفضل طريقة الأداء المبدعة لـ(الحوت) صارت تتردد على كل لسان
( ﻳﺎ ﻛﻞ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻟﺮﺳﻢ في ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﺷﺮﻗﻲ ﻏﺮﺑﻲ
ﺡ ﺗﻠﻘﻲ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﺑﻲ ﺍﻻﺳﻢ أﻛﺘﺮ
ﺑﻠﺪ ﻋﺎﺷﻖ ﺍﻟﻨﺒﻲ إلى أن تصل في القول
ﻗﻮﻝ ﻳﺎ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﻮﻝ.. ﺧﻠﻲ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻳﻮﺻﻞ ﻳﻘﻮﻝ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺩي ﺑﺘﺤﺐ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﻮﺩ
ﺩﻩ ﺑﺤﺐ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
أركان ﺑﻠﺪﻧﺎ ﺻﻠﻰ ﻭﺳﻼﻡ ﻟﻲ ﻃﻪ
ﻟﻲ ﻫﺎﺩﻱ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ
ﻣﺴﺘﺒﺸﺮﻳﻦ ﺑﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﻭﻓي
ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺧﻠﺪﺍً ﻻﻳﺰﻭﻝ).
ومن المواقف الشهيرة التي تؤكد حب وعشق مطرب الشباب “محمود عبد العزيز” للمصطفى “صلى الله عليه وسلم”، أنه وأثناء مشاركته في مهرجان المديح الذي نظمته قناة (ساهور) قبل عدة سنوات بأرض المعارض بـ”بري”، عندما اعتلى خشبة المسرح خاطب جمهوره قائلاً هذه الليلة صادفت (الاثنين) يوم ميلاد الرسول “صلى الله عليه وسلم”، ولذلك أطلب منكم أن تحتفلوا بمولده يومياً عبر الصلاة عليه، وحينها ردد “محمود” الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) عدة مرات، فرددها الجمهور خلفه ثم قدم مدحة (عز الـورود) من كلمات الشاعر “نزار قباني” ولحنها “ناصر عبد العزيز”. وبعد أن انتهى منها قال هذه المدحة جسدت حالي عندما وقفت أمام قبر النبي (صلى الله عليه وسلم).

انفعال بإحساس تلقائي
وفي جولة استطلاعية عشوائية أردنا خلالها التعرف على آراء بعض الشباب في “محمود عبد العزيز” (مادح الرسول)، كانت بدايتنا مع الشاب “حبيب عبد الله” طالب بكلية التقانة بأم درمان، فقال إنه لم يكن يستمع للمدائح، وكان يعتبره شيئاً خاصاً بالصوفية وكبار السن، ولكن مجرد الاستماع لمطربي الأول “محمود عبد العزيز” يردد العديد من المدائح وجدت نفسي انفعل معه بإحساس تلقائي، شيئاً فشيئاً إلى أن صرت من عشاق سماع المدائح بل ومتعمقاً لمعاني كلماتها.
“عهود عثمان” موظفة قالت في إفادتها بأنها تعرفت على فن المدائح من خلال جدتها المتصوفة العاشقة للنبي “(صلى الله عليه وسلم)، والعاشقة لمدائح أولاد حاج الماحي، ثم قالت لكن عند سماعي لـ”محمود عبد العزيز” للمرة الأولى وهو يؤدي مدحة (أكتر بلد عاشق النبي)، انجذبت نحوه وصرت مدمنة لسماع المديح.

(الحوت) مقنع في أي شيء
أما “أحمد حسين” صاحب طبلية وجدناه بالقرب من إستاد المريخ لفتتنا إليه صور (الحوت) التي تملأ مساحات طبليته أكد أنه (حواتي) من الدرجة الأولى، ومجرد أن سألناه عن رأيه في “محمود” المادح قال “محمود عبد العزيز” في رأيي ما في أفضل منه في المداحين الشباب، وبالنسبة لي يومياً لازم أسمع مدح الرسول بصوت “محمود” وأنا على هذا الحال منذ أن بدأ “محمود” يمدح في إذاعة (الكوثر) وقناة (ساهور).
“حذيفة إبراهيم” خريج هندسة مدنية وسائق ركشة التقيناه بالصدفة وطرحنا علية ذات السؤال أوقف محرك ركشته ثم قال لنا: (الحوت) ده في أي شيء مقنع، عندما يغني ينتقل بك إلى قمة الطرب، وعندما يمدح يسمو بك إلى عوالم محبة المصطفى ويحرك بداخلك روح التصوف. وأضاف قائلاً بالمناسبة معظم سائقي الركشات يحرصون على تشغيل المدائح بصوت “محمود عبد العزيز” أكثر من الأغاني.

هذا ما جعله سريع التأثير
وللوقوف عند تميز تجربة “محمود عبد العزيز” الإبداعية في مجال المديح النبوي بدرجة فاقت نجاحه الباهر في مجال الغناء العاطفي، التقينا المطرب القدير والمادح الوقور الأستاذ الفنان “إسماعيل حسب الدائم” حيث بدأ حديثه لنا قائلاً: المديح النبوي والإنشاد الديني من أصعب ضروب الإبداع، ومضى في الحديث قائلاً يمكن لأي مطرب عادي أن ينجح في أداء الأغنيات العاطفية، ولكن النجاح في أداء المدائح والأناشيد الدينية يحتاج لمطرب بإمكانيات خاصة. وأضاف ما جعل ابننا الراحل “محمود عبد العزيز” ينجح في هذا الضرب من الأداء الإبداعي إمكانياته الصوتية المهولة وطريقته الأدائية التطريبية المؤثرة، بالإضافة إلى أنه يؤدي المديح بإحساس وانفعال صادق، وهذا ما جعله سريع التأثير على كل من يستمع لمدحه للمصطفى، وساعده على ذلك أيضاً حسه الصوفي ومحبته وتعظيمه للنبي (صلى الله عليه وسلم”).

المجهر السياسي