تحقيقات وتقارير

شخبطة الحيطان.. إبداع الرغبات المكبوتة..


تنتشر بشكل كبير ومشين في بلدنا الحبيبة ولا يقتصر انتشارها في حمامات وجدران المدارس والجامعات فحسب إنما امتد انتشارها على المباني وأسوار المنازل بل حتى المساجد، وهي من الظواهر التي تنتشر وسط الشباب والمراهقين، بل أصبحت تمثل منحدرا سلوكيا سيئاً في بعض المواقف وهذا لم يأتِ من فراغ، لكن هناك عوامل متعددة وراء ذلك فالعوامل النفسية والانفعالية هي من يدفع إلى مثل هذه التعابير التي يعدّها البعض “محاكاة” مع النفس وتعبيرا عن الذات والآراء والخواطر الدفينة التي يرون أنهم من خلال ذلك العمل ينفسون عن أنفسهم ويفرغون شحناتهم المكبوتة.
لفت نظر
في البدء قال الطالب حسين أحمد: إن الكتابة على جدران الحمامات تكون قضيتها في أحايين كثيرة لفت النظر إلى المحيط الذي فيه الشخص خاصة مجتمع الجامعة، فكل شخص لديه الكثير يود أن يشاركه مع الآخر حتى يتفاعل معه وحين تضحى تلك الأشياء في كبت غير مصرح بالبوح به يفكر في أية وسيلة تشبع ما يجيش به سواء كان ذلك بطريقة صحيحة أم خطأ، ويعد الكثير أن من أقوى الدوافع التي تفضي للكتابة على جدران الحمامات هي توصيل رسالة للآخرين، إما إنها تعبِّر عن العاطفة تجاه البعض أو مشاعر غضب لهم، ونتاجها هو عدم المواجهة والقلق والاكتئاب، وقد يكون العامل وراء ذلك أيضاً لفت النظر أو تشويه سمعة الآخرين أو الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة أو تخليد ذكرى أو التعصب لأحد الأندية التي يشجعها، ليضيف زاهر: أنها ترجع إلى أسباب كثيرة قد يكون السبب الذي يدفع الطلبة لذلك هو عدم قدرتهم على التعبير اللفظي عما في نفوسهم بالكتابة على الجدران.
سلوك مشين
أما حنان السيد فقالت: إن انتشار هذه الظاهرة بشكل مخيف وهذا يعكس قلة الوعي والاهتمام بالممتلكات العامة ويجب اتخاذ إجراءات تقضي على هذه الظاهرة القبيحة والشاذة، وأرجعت مودة عل الظاهرة إلى أنها تمثل متعة لبعض الطالبات عند القيام بهكذا عمل فبعضهن لا يهتم بالأماكن العامة إذ أنه لا شأن لهن وهو لن يعود لها (في نظرها) بالخسارة في شيء، وربما لملء أوقات الفراغ أو حب إظهار الذات بطريقة غير سليمة وعند الكثيرات صيغة لإثبات قيمتها لدى صديقاتها وأنها صاحبة أعمال مشاغبة “شنة ورنة” وكدا، وتضيف وعند البنات أحيانا كثيرة ما يكون تعبيرا عن الانتقام من الآخرين أو إعجابا بالجنس الآخر، ونقل مشاعر الحب ويظهر ذلك بصورة أكثر على جدران المدارس والجامعات والداخليات الخاصة بالبنات، وعن شخصي أنا ضد هذه الطريقة في التعبير؛ لأنها لا فائدة منها رغم أنها أداة لتفريغ بعض المكنونات.
نظرة تربوية
يرى التربوي النور أن اختفاء فقرات الإذاعة المدرسية والجرائد الحائطية وعدم الثقة والقدرة على مواجهة الآخر وفقدان الجمال في المجتمع نتجت عنه هذه الأشياء، لذلك لا بد من تنمية مهارات الطلاب وقدراتهم وتهيئة الإمكانيات اللازمة من جديد؛ حتى تختفي السوالب من المجتمع، فظاهرة الكتابة على جدران المدرسة تفصح عن صعوبة بالغة في التعبير عن خبايا الذات ومعاناتها بصورة طبيعية، كما إن الكتابة على جدران المدرسة أو في دورات المياه تشير إلى تدني مستوى العلاقات بإبعادها المختلفة بين الطلبة وبين عناصر المجتمع المدرسي الأخرى، وتكمن صعوبة القضاء على الحالات الفردية لهذه الظاهرة في كونها تمارس بشكل سريع وبعيداً عن أعين الرقابة المدرسية؛ ولذا أصبح لزاماً على المدارس استحداث برامج وقائية عامة وبرامج علاجية خاصة للحد من سلبية هذه الظاهرة على الفرد والمجتمع.

 

 

التيار