عثمان ميرغني

نظرية (ذيل) الحمار!


أشعر بالحزن المرير من فرح وسعادة بعض أحزاب المعارضة بما تحقق في أديس أبابا من فوز بـ (البيان) الذي أصدره مجلس السلم والأمن الأفريقي وأمهل فيه الحكومة السودانية (90) يوماً للانخراط في حوار منتج مع القوى السياسية السودانية.
مصدر حزني أن مثل هذا الموقف من الأحزاب المعارضة هو إشهار لحالة عجز كامل.. ويأس من السند الجماهيري في الداخل، وانتظار العالم الخارجي؛ ليحقق أحلامهم السياسية..
الاتحاد الأفريقي أو حتى مجلس الأمن يستطيع أن يصدر ما شاء من بيانات.. ويمنح ما شاء من مواقيت.. لكن السوابق أثبتت أن أقصى ما يمكن أن يصله سقف الضغوطات الدولية لن يستطيع أن يغير من المعادلة الداخلية شيئاً.. ثم – وهو الأهم- ما الداعي للاستغناء عن (رافعة) الشعب السوداني؟.
لو كان هناك ما يفرح فهو موقف بعض الفصائل الحاملة للسلاح الذين أبدوا موافقتهم على الحوار داخل السودان.. هذا موقف متقدم جداً.. ويضع ملف (الحوار الوطني) كله في المحك.. محك الصدقية والجدية..
المشهد السياسي مثير للدهشة.. صاحب الأرض والبلد- الشعب السوداني- غائب مغيب من الطرفين.. الحكومة لا تعوِّل على الشعب في شيء.. وأصدق ما قيل في تأكيد ذلك هو ما قاله الدكتور أمين حسن عمر لصحيفة التيار (الشعب غير راض عنّا.. لكنه يقبل بنا.. مثل قبول المريض بتر رجله).. والمعارضة تنتظر القدر السعيد على أية طامة جاء.. من الاتحاد الأفريقي أو مجلس الأمن أو حتى من كوكب المريخ.. المهم أن تغمض المعارضة عينيها وتفتحها لتجد المؤتمر الوطني وحكومته ذهبا مع الريح..
لماذا الشعب السوداني غائب ومغيب؟.
الإجابة؛ لأن الطرفين لا يعرفان الشعب السوداني حق المعرفة.. فالحقيقة قالها الرئيس البشير في اجتماع شورى حزب المؤتمر الوطني.. الشعب يصبر ويصبر ويصبر.. حتى تتحول طاقة الصبر الكامنة إلى طاقة حركية كاسحة.. ثم تنفجر..
من الحكمة التعوِّيل على الشعب السودانيّ.. فهو من أكثر شعوب الأرض استنارة ووعياً.. لكنه يحدق في الملعب أمامه يتفرج على المشهد البائس الذي يعرض في أرضه ودياره.. بصبر وضجر.. ومن مصلحة الأحزاب والساسة أن تقترب أكثر من الشعب بخطاب مباشر مسنود بمسلك صادق وجاد.. ولحسن الحظ حاسة الاستشعار لدى الشعب عالية الحساسية تلتقط الإشارات بسهولة وذكاء..
هل تنوي المعارضة انتظار مهلة الـ (90) يوماً الأفريقية لتكتشف أن (يوميات) السياسة السودانية لم تتغير.. ولم تتبدل.. لماذا ننتظر رؤية الذنب إن كان الحمار أطل برأسه من النافذة (على رأي المثل الشهير)..
الرهان على الشعب أضمن وأفضل.. من الاتحاد الأفريقي، ومجلس الأمن..


تعليق واحد

  1. والله يا استاذ عثمان رغم ان مقالاتك فى بعض الاحيان متضاربه فاحيانا يكون قلمك صوت حق واحيانا تكون اعمدتك ملتويه عن الطريقه التى عهدناك واحيانا اخرى تكتب كانك وكيل شخص اخر بمعنى تكاتب انابة عن شخص صلتك لتكتب قد اكون فى عمر ابنائك ولكن الحق يقال فنحن الشعب السودانى لازلنا نقرأ ما يكتبه المحترفين امثالك والذين تعج بهم بلادنا امثال البونى,ساتى,ضياءالدين البلال,اسحق احمد فضل الله,الرزيقى ……..الخ فانتم بامكانكم تحريك الشعب اكثر من المعارضه لعلمنا التام انها تسعى فقط للسلطه ……. فقط السلطه دون خدمة الشعب او البلد فكم حكومات تعاقبت لم نسمع بمحاكمة ابنائهم على استخدام نفوذ ابائهم او اخوانهم دون محاكمات او محاسبات حتى على سبيل الخدمه المدنيه يكثر فسادهم اكثر من المسؤملين الذين يدعمونهم وعلى سبيل المثال لا الحصر عصام الترابى واحتكاره لاسمنت ربك حتى دمر الصرح الاقتصادى واصبح كما نعلم كلنا عبئا ليس الا …. والدقير وكيفية استغلال اخوانه لنفوذ اخاهم جلال ومصانع حديد التسليح والذى بلغ سعر طنه ما يقارب الثمانى الاف جنيه…. وعلى كرتى والمتعافى واسامه عبدالله ………الى اخر المطاف اخوان رئيس الجمهوريه وحتى زوجته التى لم تكن فى يوم من الايام فى حياة زوجها المغفور له باذن الله ابراهيم شمس الدين . كثير من الامثله لا تحصى ولا تعد عن فساد كل من ياتى الى السلطه بانقلابات تحت مسمى الاصلاح ومحاربة الفساد وسؤالى بعد طرحى هذا كله الآ يوجد فى بلادى شخصا او شخصيه كماو امبراطور الصين ومنقذ اقتصادها او مثل اتاتورك تركيا دكتاتوريا ولكن فى مصلحة بلاده وشعبه وغيرهم من الرؤساء الدكتاتوريين الذىن يقدمون مصالح البلاد والعباد على مصالحهم الشخصيه …..وهنا لا يسعنى شئ سوى الترحم على رئيسنا الراحل جعفر نميرى ويعلم الله اننى لا انتمى الى اى من الاحزاب او اميل لشخص او حزب بعينه ولكنى ابكى كل يوم سودانيتى ………..فاليحفظ الله ماتبقى من بلادى سالما امنا مستقرا لا يتجازبنا مريض سلطه او طامعا فى كرامة الشعب لك الله ياوطنى لك الله ياوطنى لك الله ياوطنى