زاهر بخيت الفكي

الدولار مااااشى..!!


الدجاجة تبيض والدينار لا يبيض..
مقولة شهيرة جداً كانت ضمن الفصل الاقتصادى فى نظرية القذافى العالمية التى جاء يُبشر بها لحل جميع مشاكل العالم مع نظريات أخرى احتواها كتابه الأخضر ، جُملة انتشرت فى طُرقات المدن الليبية آنذاك وكثيراً ما كانت تتداولها أجهزة اعلام جماهيرية العقيد القذافى وهى تحُث الشعب الليبى على الانتاج وعدم الاعتماد على عائدات النفط وحدها ربما تجف حقوله يوماً ما وينضب بعدها مورد الدينارات ، الدينارلا يبيض أبداً كعُملة ورقية بل يُبيض ويُنجب إن استثمرناه فى ما يُفيد من مشروعات مُنتجة ذات عائد اقتصادى يوفر مزيداً من الدولار ، نعم الدجاجة تبيض وهذه طبيعتها تبيض وتُنتج أضعاف قيمتها ..
ارتفعت قيمة الدولار الأمريكى وارتفعت تبعاً له بقية العُملات الأخرى ارتفاع كبير خصماً على الجنيه السودانى وسيستمر فى ارتفاعه بلا رادع..
إلى متى سيظل هذا الحال وهل من حلٍ ننتظره..؟
هل تكفى الودائع الدولارية المليارية ولو صدقت..؟
هل ياتُرى ستحُل تصريحات المسؤولين والاتفاقيات (الذهبية) المليارية التى تحدث عنها الناس واختلفوا حولها هذه المشكلة..؟
ماذا عن الاستثمار ( المزعوم ) أين ذهبت عائدات مشاريع الوهم التى حدثونا عنها..؟
ربما جعجعة اعلامية كانت وبلا طحين ..
الزراعة جميعُنا يعلم ما بها وما عليها وفى خبر كان أضحت مشاريعها الكبرى الألية منها والمطرية بعد أن صيروها يبابا..
الصناعة ومشاكل المواد الخام وندرتها وصعوبة استيرادها وشح الكهرباء والماء والجبايات المُتعددة بالكاد تُغطى تكلفة الانتاج مع هامش ربح يُعين فى دوران عجلات المصنع ثانية إلى حين الحل النهائى إن كان هُناك من حلٍ يُنتظر..
كيف لها الدجاجة أن تبيض يا هؤلاء ونحن كذلك..؟
لن يتراجع الدولار ولن ينهض الجنيه إن لم يسعى أهل الشأن فى توفير المُعينات التى تُبقيه جُنيهاً ذا قيمة حقيقية يُنافس بعدها غيره من العملات ، لن ينهض بالامنيات والأحلام وكثرة طلة أهل الاقتصاد بمناسبة وغيرها يُحدثوننا نظرياً عن النماء المنتظر ومحاربة الغلاء الفاحش والتضخم الهائل ، وأنّى لهم محاربة هذه المعضلات وهم بلا أدوات أو وسائل تُعينهم على مُحاربتها..
تكدست حاويات الوارد بكميات هائلة فى ميناء بورتسودان فى الأشهر القليلة الماضية وكل ما تحتويه هذه الحاويات فى داخلها من بضائع تم شراؤها بدولار من السوق السوداء خارج النظام المصرفى ، إذ لم يعُد للمصارف دولار كما كان من قبل يُمكن تحويله للخارج لصالح المستورد ، ومن أين لها المصارف بالدولار وحركة الصادر صارت بطيئة جداً وعائداتها لا تكفى والدولار مااااشى..
جاء النفط وذهب وذهب الذهب أيضاً ولم يبيض دولار عائداتهما..
جبر الله كسركم أهلنا فى السودان ..
بلا أقنعة..
صحيفة الجريدة..