احلام مستغانمي

الجزر.. حريم البحر ! (2)


كيف صدّق البعض أنّ البحر جاهز للتفريط في حريم من الجزر؟ هو الذي ربّاها منذ التكوين على موجه، لتكون جاهزة لمدّه و جزره، و وصاله و صدّه، لمداعباته المسائيّة.. كما لنوبات غضبه الخرافيّة.
لا أستاذ في الجغرافية تجرّأ بأن يخبرنا، أنّ الجزر ابنة البراكين البحرية، و شهقة البحر لحظة انصهار و وصال. حدث في سالف الأزمان أن قذف بها إلى الأعلى ، لتنطفئ على مهل، محتفظاً بنصفها السفلي رهينة نزواته السريّة.
المقاول الذي اشتراها، لا يملك منها سوى ما بدا، و ما أراد له البحر أن يملك. فخصرها لم يُخلص لغير حُضن البحر، جاهزا في أيّة لحظة للرقص على هزّات الزلازل. ذلك أنّ كل جزيرة تخفي خلف بهجة أشجارها المورقة، و هدوئها الأنثوي الكاذب.. حمماً جاهزة للتدفق محرقة في طريقها كل شيء .. فما من جزيرة إلا و تجلس على هودج بركان !.