أ.د. معز عمر بخيت

للشمس قضية


الآن سأختم قصة سفري

نحو الشمس

من حيث ركبت هنا

في هذي الأرض قطار اليأس

أحسست بحبك

كان جبالا من أمواج ٍ

ظلت ترقد خلف الليل

تشد حبال الصوت

تطرق عصب الرأس

في هذا اليوم

و بنفس الوقت

أودّع شوقي

و الإحساس بنبض السيل

و أرسم نفقا ً تحت خليج الزمن

لأخرج منه

وأنبذ من أعماقي سحب الويل

حين تحدّى الوهم حدود اليأس

شيطان الغيرة نام بحد الفأس

وسوف أقاوم كل همومي

ألعن كل طيوف الحلم القادم

من أعماق الأمس

لن أعتزم دوام الإلفة

حين سرقت من الأحزان

بديع حواسي

و حين قطعت العصب الأوّل

من أنفاسي

وحين توشّح نغم الرحلة

شكل الهمس

أحرقتيني فوق الرمل

وشتتيني بين الخوف

وبين الأمل الأكبر وحدي

ثم عصبتِ عيونيِ عنيِّ

وسبقتيني نحو الوردةِ

تمتلكين بقايا العرس

كان البعد الفارق من أعماقي

يرد حدود الشوق إليك وحيدا ً

يصبح أكبر من آفاقي

لم يملكني صوت أنين الجرح بقلبي

حين رميت القول علىَّ

و تركتيني دون هويّه

وكسيتيني بالأشجان ِ

ونهيتيني عن أفراحي كل عشيّه

و قد اعتدت عليك فهل تدرين

بأن الشعر ختام جنوني والمرثية

وسحرا ً ظلل شفق البيتِ

لعلى أذكر أنك كنت

أميرة وقتي

يبدو أنى قد اخترت طريق ظنوني

قلقي الأوحد أنى أكثر من أوهامي

أنا والمطر سنبدأ عهدا ً

تبقى السحب عليه ندية

ساق العشق إليك سلاما ً

ظل يهاجر من أحزاني

حين تدثر معنى الحب بسقف هوانى

عذرا ً صمتي

إن مزّقت عليك ثيابى

حرقت الغيرة في أعصابي

سقطت ْ كل جراحي حينا ً

فامنح قلبى أمن الله وحُسن النيّه

وسُق من أرقي

نار القلق ِ

نام الشوق و أومأ برقي

وظلّ الأفق الأخضر حيّا

تركتك زمنا ً أدرك فيه

بأن الله أظل خياري

بارك فيّا

سيرن الهاتف نصف الليل إليك كثيرا ً

لكن دوني

أنا و فنوني

فاذهب عني

ليبقى الليل الرابط

خيط وجودك

مثل الكوكب

أقواس العلم ستبقى المذهب

من حيث بدأت أتم حديثي

في هذا الوقت

كتبت إليك العذر الأول

حين دلفت إليك

إلى أخدودك

وبنفس الوقت بنفس الغرفة

الأمل إليك تحوّل

ولآخر مرة فى إحساسي

لن أتجمل

فأنا قدّرت طريق خلاصي

فاسحب منّي كل جنودك

واستودع حبِّى

إن الشمس تموت الآن

فلا تستغرب

موت القمر بليل عهودك

حتى تذبل كل ورودك

سئمت الموت ببحر شرودك

فاعذر كلماتي

رد نجماتي

إني أطمع

أن أقتلع جسورك

وأن أنتزع من الأعماق جذورك

فانسى شجني

واهجر زمني

ليل الحيرة كيف يقودك

ما عاد الحب القادر ينمو

ما عاد الأمل إليك جريئا ً

يا حلما ًمات بعهد جدودك

يا حلما ً دفن بأرض خلودك

يا حلما ً بُعث كطيف صمودك

يا حلما ًمات بدون وعودك

يا حلما يبقى قبل وجودك.