سعد الدين إبراهيم

نختلف أو نتفق


قال (السيد) في اتهامه للصحافيين إنهم واحد من ثلاثة: يجهلون المعلومات.. أو لخصلة الحقد فيهم.. أو لطلبهم المنفعة.. أما الجهل بالمعلومات فبسبب تغييبها عمداً أو تكاسلاً وقد صرح بمعلومات كثيرة وفندت.. والجاهل يتعلم ولابد من تمليكه المعلومات حتى يذهب جهله والمرء عدو ما جهل إن بدت من البعض عدوانية .
أما الحقد فهو صنو الحسد .. لديه أرضيته ومناخه الصحافي يمكن أن يحقد على زميله أو منافسه وليس على رجل أعمال في مجال آخر، وإلا لشمل كل رجال الأعمال وبعضهم صدورهم مكشوفة أكثر من سيادته بما يسهل انسياب سهام الحقد على صدورهم ولكنهم ما شكوا من ذلك.. إلا إن كان حقداً طبقياً وهذا سلوك يغذيه صراع الطبقات بما يدين الطبقات المحقود عليها فهي لم تدرأ الحقد بإنفاق سراً أو علانية أو بتخفيف حدته في تحويله من حقد طبقي إلى تعايش سلمي وقد تغذي الحقد أقوال مثل (عجبت لمن لا يشهر سيفه ليتحصل على قوته) والفقر يقول للفقراء (إنها قسمة ليست عادلة فاهجموا وثوروا واقتنصوا حقكم المعلوم للسائل والمحروم). والسائل لأن يده هي السفلى لا يثور لكن المحروم ماذا يفعل خاصة إن أجج الحرمان سلوك بذخي مترف وتعامل لا إنساني، وهذه مسؤولية مجتمعية لا تعالجها إلا العدالة والمساواة وحرية الخبز و(الغموس).
أما انتظار المنفعة فكلنا يسعى إليها وما بذله (السيد) من حدة في الخطاب وفجور في الخصومة فذلك للمحافظة على المنفعة، وإن كانت ثمة منفعة وتم احتكارها للبعض وحجبها عن البعض فالمحروم يغضب وينفس عن غضبه بما يتاح له.
تصرف بسيط لو فعله (السيد) لما هبت العاصفة التي لم ينحنِ لها والحكمة لا تقره على ذلك ما ضره لو عقد مؤتمراً صحافياً وقدم فيه أركان حربه من المستشارين في مؤسسته بمختلف ضروبهم وملكوا المعلومات للصحافيين في المؤتمر، وأجابوا على الأسئلة بوثائقهم ومستنداتهم وتقديراتهم وختم (السيد) بكلام طيب.. والاقتصادي الناجح والمؤسسة ألاقتصاديه المحترمة تقنع الناس بمصداقيتها وشفافيتها ومقاصدها النبيلة.. صحيح أن الاقتصاد السوداني ربما يخسر كثيراً لو انسحب (السيد) أو نفض يده عن العمل الاقتصادي في السودان والمتضرر الأول والأخير هو الجمهور من العاملين بمؤسساته والمواطن الذي حتماً سيعاني من جراء الفراغ الذي سيحدث ولن يتحصل على خبزه ودقيقه إلا بشق الأنفس.. اقترح أن تتم مصالحة حقيقية بين (السيد) والصحافة يبدؤها بالاعتذار وهو من شيم الأقوياء ولا شك أن (السيد) قوي بما ورثه من أجداده العظماء (شبكة .. وشبتاكا.. وتهراقا.. وبعانخي)، ولا أعتقد أن محصلة أهل الصحافة أن يكابروا ويرفضوا المصالحة، لأن هدفهم الحقيقة وهم لا يتربصون بالرجل وليس بينهم وبينه ثأرات.. تعالوا مرة واحدة نتفق على التسامح ونختلف على البغضاء غير المبررة !