زاهر بخيت الفكي

على رصيف القنصلية المصرية..!!


مشهد يدل على ما وصلت إليه حالة البؤس فى بلادى ..
ما يراه المارة فى كل صباح منظر لا يسُر..
المكان وسط الخرطوم عاصمتكم الحضارية وفى أحد شوارعها الرئيسية ( الجمهورية) والمجلس التشريعى لولاية الخرطوم ومن هم فيه يُشاهدون ما يجرى فى الناحية الجنوبية المقابلة لهم ، نعم نوابنا الكرام يُشاهدون ولا يتحدثون ولم يُحالفهم الحظ يوماً فى الوقوف على ما يجرى بالقرب منهم ، انصرفوا إلى قضايا لا تعنى هذه الشريحة ولن تُعالج أو تحُل لهم قضية وهؤلاء قضاياهم شائكة مُعقدة وهم مُستقبل هذه البلاد إن كان هُناك من مستقبلٍ يُنتظر،يأس أصابهم فى وطنٍ لم تُنجب حواءه غير ثُلة بيدهم الحكم فى يومنا هذا ، هؤلاء لم تمنعهم الشيخوخة وأمراضها من ممارسة الحكم ولا التفريط فيه ، لا أمل يلوح فى أن يستلم الشباب يوماً الحكم فى وجود هؤلاء العباقرة..
قنصلية جمهورية مصر العربية أعنى يا أعزاء..
مئات الشباب يفترشون الأرض فى سبيل الوصول إلى نافذة مُعاملات تُفتح عند التاسعة صباحاً ربما تفتح لهم نوافذ من أمل فى مهاجر أخرى توفر لهم ما عجزت عنه بلادهم فى حال أن حالف التوفيق أحدهم فى الوصول إلى نافذة المعاملات العصية على من لم يستمتع بالمبيت ربما أكثر من يوم على الرصيف ، رهق بادٍ على وجوههم بسبب السهر لم يستمتعوا بالنوم خوفاً على موقع فى صف طويل حتماً سيفقدوه وبعض ضعاف النفوس ومن بهم أنانية بالمرصاد لمن يُفرط..
أحلام وأحاديث يقتلون بها الوقت ويقاومون بها النوم..
أوروبا ومغامرات بعضهم فى محاولة الوصول إليها عبر القاهرة والاعجاب الظاهر بمغامرة السودانى هارون الذى استطاع الوصول إلى بريطانيا عبر النفق المستحيل والكل يُمنى نفسه بالوصول إلى ما وصل إليه هارون أعطوه الأنجليز أو منعوه الجنسية سيظل مثال حى يُحتذى ، ثقافة عالية جداً بجغرافية أوروبا وأوقات الهجرة إليها وما سيُجنى منها ، أحلام أخرى يتحدث بها بعضهم مع اتفاقهم جميعاً على الهروب من واقع لن يُحقق لهم من أحلامهم شيئا..
سبقهم إليها الكبار من أساتذتنا الأجلاء وأطباء أفذاذ ..
لم يمنعهم أحد من الهجرة بل أسهمت الدولة فى دفعهم إليها وهى تعلم ضعف المقابل وقد أجزل لهم غيرنا العطاء وأمثالهم يستحق ، بالباب خرجت الكفاءات وعبر النوافذ يخرج شباب تنقصهم الخبرة وتدفعهم قلة الحيلة للخروج هكذا إلى مستقبل مظلم ومخاطر جمة وأرصفة تنتظرهم لا يعباءون بها ، فقط الخروج ولا غير بأى شكل وبأى وسيلة هو الهدف والأمل الذى ينتظره هؤلاء فى أن يتحقق يوماً ما وليته يتحقق ..
والله المستعان..
بلا أقنعة..
صحيفة الجريدة..