صلاح احمد عبد الله

أنقذونا.. تاني..؟!!


* يا ترجعونا محل ما لقيتونا.. في ذلك اليوم.. وذلك الشهر.. وفي تلك السنة.. يا تلموا عزالكم وترحلوا.. أنتم والشركاء من أصحاب الفتات.. وحلال عليكم سلطة وثروة أكثر من ربع قرن..؟!!* بدون زعل.. وواقع الحال يحكي ويقول إن شعار إنقاذ الوطن.. وهي لله ولا للسلطة ولا للجاه.. وأمريكا وروسيا قد دنا عذابهما.. وقمحنا كتير بكفينا.. ولو أن بغلة عثرت في شوارع الديم.. لخاف من أجلها المعتمد.. أن يسأل الله.. والكثير من الشعارات (الضاربة).. كل ذلك عفا عليه الزمن ويكذبه الواقع..
* ذهب ثلث البلد.. مساحةً وسكاناً.. بعد اتفاقية نيفاشا.. كما ذهب البترول والقليل المتبقي لنا.. اختفت عائداته في ظروف غامضة.. ولكنها ظهرت داخل بطون وكروش ضخمة غصباً عن أصحابها.. خارج البلاد أو داخلها..!! حتى أن قطبي المهدي أحد أقطاب المؤتمر الوطني.. يصفها بأنها كانت اتفاقية (غفلة).. وهناك اتفاق خفي صاحبها.. رغم أن هذا القائل كان ذات يوم أحد أساطين المخابرات.. وله قضية عملات أجنبية كثيرة اختفت من دولاب ملابسه وداخل غرفة نومه.. بواسطة أحد حراسه الشخصيين..؟!! (أخبار القضية شنو؟)!!* في الوقت الذي تم في السنوات الأولى إعدام مواطنين سودانيين في عملات أجنبية هي نتاج كد أهلهم وثمرة كفاحهم.. وُجدت داخل خزائن منازلهم.. كما تم إعدام شهداء رمضان من العسكريين بتهمة الاشتراك في محاولة انقلابية.. ليلة العيد.. والسنوات تمر وتنهار بنيات الدولة الإسلامية.. التي حمتها السنين الطوال من الفاقة والفقر.. مشروع الجزيرة.. السكة الحديد.. النقل النهري.. النقل البحري.. سودانير.. المخازن والمهمات.. النقل الميكانيكي.. وقبل كل هذا.. الكفاءة والخبرة السودانية التي ذهبت إلى الصالح العام.. أو الشارع العام.. وما ترتب على ذلك الكثير من المآسي الاجتماعية..!!* القبضة الجديدة تشتد.. ويسقط الضحايا في بورتسودان.. وكجبار.. وتهون النفس والأرض على الأهل في الشمال.. تعويضات مروي.. واعتصام المناصير.. والحقوق المهدرة.. والنيران تشتعل في دارفور.. وجنوب كردفان.. والنيل الأزرق.. وقلق في الشرق.. وأكثر منه قلقاً في الشمال البعيد.. الذي كان هادئاً.. ووادعاً.. ومسالماً..؟!!
* ونواب البرلمان في وادي الصمت.. أو أخدود المصالح.. والتصفيق والتهليل.. والبرلمانات الولائية.. ومجالسها التشريعية (كلها).. ومجلس الولايات.. الكل يعيش في عالم خاص.. من المصالح الخاصة.. لا يشعرون كيف يعيش الشعب.. ويعمل.. ويكتسب قوت يومه.. مادامت مخصصاتهم تصل حتى عتبة دورهم..؟!!* الخرطوم تشتعل في سبتمبر 2013م.. الغلاء يطحن الناس.. الشباب يخرجون إلى الشوارع.. الرصاص يحصدهم.. يبكيهم أهلهم.. ولا أحد ينعيهم.. ويتنكرون حتى لأرقام وأعداد الضحايا.. والدولة تقول إنها تحقق في ذلك..؟؟ وستقتص لهم.. ولا جديد رغم تعاقب الشهور.. والأيام.. ويبشروننا بعد ذلك بالمزيد من الزيادات.. الأخبار (وشمارات) الاقتصاد تقول إنها تشمل (الدقيق) والغاز.. والله يكضب الشينة.. والإنقاذ مازالت مستمرة.. في (إنقاذنا) من شنو ؟ ..لا أحد يعرف حتى سر الصمت الرهيب.. وقبول طأطأة الرؤوس.. والإذلال..؟!!
*ينقذون من؟.. من؟!.. من؟.. (نعم) لقد أفلحوا في إنقاذ أنفسهم (جداً) من أيام الجوع والمسغبة.. والمعيشة في الشوارع الخلفية للمدن والدساكر البعيدة.. وتغير الحال العام والخاص.. والأكثر خصوصية.. وبعد أن تمكنوا جيداً من مفاصل الدولة سلطة وثروة.. تفرغوا تماماً لمشاريعهم الخاصة.. دون النظر إلى حال وبؤس شعبهم.. وبعد ذلك يتكلمون عن المشروع الحضاري.. وأنهم رسل العناية الإلهية اللأرض
*الإنقاذ.. ماذا تريد من شعبها بعد كل ذلك؟ ..(حوار)؟ .. لماذا ومع من ؟ هل لتقاسم السلطة .. والثروة ومع من؟ .. وهل الحركات المسلحة تريد فعلاً الحضور والمشاركة؟ وهل حضورها من أجل أهلهم.. وأهلنا في دارفور؟ أم أن الأمر برمته لا يخلو من (حركات) مثلما حصل في فندق السلام (روتانا) ما بين جماعة السيسي.. وجماعة أبو قردة.. وهل ما حصل تقاسم أدوار.. أم من أجل أموال؟.. وأمام عدد من الدبلوماسيين الأجانب؟!!
*بصراحة.. الإنقاذ هذه.. اكتفت وأعطت كل ما عندها؟! بدليل أن منسوبيها من الكبار تجولوا في ردهات السلطة ومكاتبها ودورها.. أكثر من ربع قرن.. الكثيرون منهم قادونا من فشل إلى آخر.. انعكس كمثال واضح في تردي خدمات ولاية كبرى كالخرطوم.. يحاول واليها الجديد أن يفعل شيئاً؟!
*رغم أن (الحتات) كلها باعوها.. أو كما قال؟!!
الجريدة


تعليق واحد