داليا الياس

بنك الأعذار


مكالمة صباحية لطيفة.. من الصديق العزيز والمخرج المميز (شكر الله خلف الله) أثلجت صدري وتهللت بها أساريري وهو يواسيني في ما تعرضت له مؤخرا من أذى معنوي جسيم تسبب فيه مناضلو (الكي بورد) الرعاع الذين لا وازع لهم ولا ضمير.
و(شكر الله) المعروف بأنه لا يجامل ولا يداهن يفترض أن السبب المباشر وراء ما يناوشني بين الحين والآخر من الأقرباء والغرباء على حد سواء هو التميز الذي أحققه بوتيرة مرتفعة!.. وهذه قطعا شهادة أعتز بها من خبير إعلامي له ثقله في الساحة، ولا يحتاج أن يجاملني على الإطلاق والشاهد أنه الوحيد الذي نجح في تقديمي للعمل التلفزيوني باحترافية خلال حلقات (دعوة ليكم) في رمضان المنصرم بفضائية السودان والتي تركت أثرا طيبا في نفسي ونفوس الآخرين .
المهم.. أعجبتني حد الطرب الفكرة البسيطة التي ابتدعها للتخفيف عني.. فقد اقترح عليّ ببساطة فتح حساب جار في البنك الافتراضي الذي أنشأه منذ زمن ليجابه به مثل تلك المواقف والتي ظل يتعرض لها باستمرار طوال سنوات عمره المهني الطويلة، هذا البنك الذي أطلق عليه اسم (بنك الأعذار) يستقبل الشيكات التي نحررها لهؤلاء المتطاولين و(يسحبها) لهم من رصيد (الحسد)!!
بمعنى أنه كلما طالك وجع ما من شخص ما يكيل لك هجوما غير مبرر.. ويحاول التنكيل بك بالتعرض لحياتك الشخصية وخلافه.. أو يجتهد في إلحاق الضرر المهني بك عبر مايعرف ب(القص) و(الحفر) – وهما أشهر مصطلحين يتم تداولهما في مجالات العمل حاليا – لا عليك الا أن تحرر له صكا بنكيا معتمدا بقيمة (حسد) باهظة، لصالح شخصه الوضيع ممهورا بتوقيعك يسحب من (بنك الأعذار) ذاك!
وهو البنك الذي لا تحتاج – لتكون من عملائه المميزين – لأيتها شروط.. عدا أن تكون سوداني الجنسية، مقيما في السودان، تعمل في العمل العام، ولك بعض النجاحات فقط!.. .بناء علي هذه الشروط تستطيع أن تجري كل معاملاتك، وتتمتع بالخدمات المصرفية المتطورة التي يقدمها سيد أعذار المصارف !
وأعتقد أن الكثيرين منكم يحتاجون للالتحاق بركب بنكنا هذا!.. ليخففوا عن أنفسهم مغبة الحنق والأسى بسبب ما يتعرضون له من أوجاع وخذلان وجحود ونكران وبهتان!.. نحتاج أن نجد مبررا واضحا يريحنا من رهق التفكير المتواصل حول الأسباب المنطقية التي تجعل أحدهم يناصبك العداء ويبدأ في ممارسته فعليا دون سبب!!
أشخاص تعرفهم – أو لا تعرفهم – يبذلون جهدا كبيرا لإلحاق كافة أنواع الضرر بك وبأسرتك، ولم يسبق لك علي الإطلاق أن تعرضت لهم من قريب أو بعيد.. وليس بينكم مصالح متقاطعة.. أو مسائل معلقة.. أو مواقف حادة!
هكذا فقط.. دون مبرر.. تجدهم مسكونين بالبغضاء.. نظراتهم شذرة.. وسلامهم باهت.. وحديثهم ماسخ.. لا يكفون عن انتقادك.. ولا يكتفون باغتيابك.. ولكنهم أيضا يختلقون القصص والحكايات التي توحي للآخرين بسوئك أو ابتذالك أو فشلك!
حينها.. لا أنصحك بالانفعال والثورة – فلم يجديا معي نفعا -.. كما لا يمكنك أن تواجههم مباشرة لأنهم أجبن من الاعتراف.. فلا يعد أمامك سوى خيارين، إما البكاء والاستسلام لآلامك والنكوص عن تميزك – ولن يتركوك أيضا وشأنك-.. أو أن تحرر لهم شيكات (على بياض) تسحب من بنك (الأعذار) مبررا لنفسك دوافعهم بالحسد المريد وتمضي قدما في طريق مجدك وأنت تبتسم مشفقا عليهم.
تلويح:
النار تأكل بعضها.. إن لم تجد ما تأكله!!
شكرا (شكر الله).


تعليق واحد

  1. يا استاذه متعك الله بالصحة .. ما تشتكي منه وما يصلك من اذي صباح مساء انما هي ضريبة الشهرة .. فما عليك الإ بالمثل السوداني ( الجمل ماشي والكلاب بتنبح ) …