هيثم صديق

عجاج البحر


* كان الناس يظنون أن القط قد تبلّى على الفأر يوم قال له (ما تكتِّح) وقد كانا في مركب في منتصف البحر قبل أن يغني مصطفى سيد أحمد لعجاج البحر فتأكد الناس أن للبحر عجاجاً فحنجرة مصطفى يمكن أن تقنعك بأن رأسك مقطوع.
* نانسي عجاج أيضا قد أثبتت لنا أن العجاج يمكن أن يكون قرنفلا وياسمين لما أعطت بصوتها الجميل لبعض أغنياتنا ألقا زيادة ورشت من عطرها على قمصان طربنا المكوية فقشرنا وساوى داخلنا قشرنا.
*بلا صخب يقدم الطيب مدثر أغنياته المجيدة ويشربها (نزّا) ومن طميه يبدل تربتها.. ابن جبل أولياء أعطى مع الهادي الجبل لجنوب الخرطوم جنون الإبداع وصارا مثل الجبل واشتعلا على رأسه.
*بعد حنان النيل حاولت ألف فتاة أن تترك بصمة مختلفة فنجحت منهن قليلات وإن بقي مكان الآسرة شاغرا يحن الناس إلى أغانيها ومدائحها ومناجاتها.
*كلما قالوا عن بارا قولا لاح عثمان خالد لعله باؤها فهو وعوض أبوالعلا من نقلوا للأشعار كلية تبرعا عن محبة.. عثمان خالد أهدى العيون واستراح وأهدى حروفا “ما قالا زول” فلا يزال الآلاف والمئات يتخبطون ما بين الإجادة والبلادة يريدون طفلا وسيما كـ(أنساك إنت بتتنسي ما إنت روحنا وحبنا).
وإن كان أبو العلا ليس من بارا لكنه كان بارا بالشعر فأعطاه رضاه والخلود ومن تتبع أحمد المصطفى وسيد خليفة أدرك بعض الشذا من وردة ذبلت قبل أوانها.
*أحد القراء أرسل للعزيز مزمل يرجوه أن يضمن كتاب في جريدة في اليوم التالي ولقد كان أستاذنا (الباز) من فعل ذلك في بعض الصحف التي تولى رئاسة تحريرها فكنا ننتظر الأربعاء بفارغ الصبر.. إلا أن مفاجآت المزمل قادمة في جميلة الصحف هذه.
*طوف برنامج أغاني وأغاني على كل الفنانين وجرب كل الإيقاعات ولكني أستغرب كيف لم تقع عين السر قدور على عبد العظيم حركة لتقف الحركة يوم عرض أغانيه والكسلاوي الحنين يطرز الأوشحة ويوزع الحب للحمائم والحب للعشاق.
*أغرب ما في بلادنا هذه أنها تتمنى المدح من الخارج أيا كان المادح ولو كان شعبان عبد الرحيم.. إن بلادا أنجبت مصطفى سند لا يمكن أبدا أن ترضى بمادح أقل منه قامة وكقامة مصطفى لا يوجد الآن في كل الوطن العربي في الفسيح من أهل العجمة فيه والفصيح.
*يمكن أن أطرب لأغنية ورا ورا فقط لو غنتها سميرة دنيا.