هويدا سر الختم

العداد الذكي.. والمنهج البليد!!


المثل السوداني يقول (الغلبها راجلها دايرة تحكم نسيبها).. وزير البنى التحتية بولاية الخرطوم الأستاذ أحمد قاسم قال: إذا دفعت الحكومة مبلغ (34) مليار عجزت هيئة المياه بدلاً من دعمها للاتصالات وغيرها من الخدمات الأقل أهمية من المياه ستقدم الهيئة خدمة المياه مجاناً للمواطن.. وبما أن الحكومة لن تدفع.. أكد الوزير بأنهم سيستخدمون (العداد الذكي) الذي يتحكم في المياه أسوة بالدول الأروبية وقال إن المواطن يدفع رسوم وضرائب في خدمات أقل من المياه). فلما لا تعصر آخر نقطة من زيت المواطن ليدفع أيضاً للمياه برسوم جديدة (ورجله فوق راسه) طالما هناك عداد (ذكي) يحرمك من المياه أن تقاعست عن الدفع.!
الحكومة الفعلية هي المواطن.. هو الذي يحل كل أزمات الدولة.. كيف ومن أين.. هذه ليست قضية الحزب الحاكم.. المهم يحلها (وخلاص).. حتى رفاهية المسؤولين في الدولة يوفرها المواطن (وإنشاء الله يحرق).. فهل للحكومة خيار آخر يمكن أن تتجه له غير المواطن.!
توقف الإنتاج والصادر وارتفع معدل الاستيراد ولا توجد استثمارات والعملة المحلية أصبحت (مجرد ورق) لا قيمة له.. والحروب والمفاوضات وسفريات الوفود الرسمية تستهلك أموال الديون والمنح وأموال الأتاوات التي يدفها المواطن.. باختصار لا تملك الحكومة مالاً فائضاً عن برامجها الخاصة لتصرف به على الخدمات التي تقدم للمواطن.. والوزراء كل همهم تقديم الطاعة والولاء (للباب العالي).. حتى لو يقدم المواطن (قرباناً) لهذه الطاعة.. فاليخبرنا وزير البنى التحتية.. هل هناك بنىً تحتية للمياه والطرق والجسور.. أين هي هذه المياه التي تريدون التحكم بها وتحميل المواطن أعباء إضافية للصرف عليها.. هل هي المياه التي يتحصل عليها البعض بسحبها من على بعد مئات الأمتار عن طريق (الموتورات).. ويفقدها الأكثرية ويصرفون ما يملكون وما لا يملكون على شرائها من (تناكر الحمير).. أم هي المياه الملوثة التي أصابت رعاياكم بالسرطانات والفشل الكلوي وتسمم الدماء وأمراض البطن..؟؟
عن أية مياه يتحدث هذا الوزير الذي لا يملك ما يديره.. طالب حكومتك أولاً بتغيير شبكة المياه المهترئة وتوصيل شبكات جديدة للمساكن التي ملأتم بها العاصمة بلا خدمات والعمل على تنقية المياه وكلورتها وإيصالها لمستوى الاستهلاك الآدمي، وحينها سوف يدفع المواطن من (مال فقره) طائعاً مختاراً الرسوم المفروضة عليه.. أين أنتم من أوروبا التي لا تجلس فوق كل الأنهار والمياه الجوفية والسطحية التي نجلس عليها وعلى الرغم من ذلك توفر مياهاً صحية آمنة وبخدمة مستمرة.. أو عليك التنحي عن موقعك إشفاقاً على المواطن حتى تنتبه الحكومة حينما تقرع الأجراس.!
كل المشاريع والخطط الحضارية التي انتهجتها الحكومة فشلت في تحسين الخدمات ورفع العبء عن المواطن.. الكهرباء في السودان على الرغم من تشييد السدود واستخدام التقنيات الحديثة وتسليمها للقطاع الخاص فشلت في إدارة عجلة الصناعة والزراعة وتغطية استهلاك المواطن.. وأصبح الصرف على بهارج الشركة والموظفين والسفريات والدورات التدريبة من عائداتها.. وجف الإمداد لتوقف عمليات الصيانة ومواكبة التطوير.. والمواطن هو من عليه تحمل كل ذلك بالمال والمعاناة وتلف الأعصاب.. طالما أن حال البلد متوقف وخزينة الدولة تفتح (فمها) في انتظار أموال المواطن لن ينصلح الحال لأن المواطن نفسه لن يتحصل على راتبه غداً والذي يصرف منه على خدمات الدولة.. اقترح تركيب هذا العداد الذكي عند بوابة مؤسسة الرئاسة.
الجريدة


تعليق واحد

  1. اجمل كلام فى الصميم وليت هؤلاء يفهمون يااختى كاتبة المقال بان الامر ليس فى زيادة التعرفة الامر هو فشل هؤلاء وكل واحد فاشل ما قادر ياتى بخطط يقول لك لابد من زيادة فى التعرفة .هى أصلا المويه مافى وقاطعه طول الخط أبقى الحل زيادة التعرفة ؟منطق غريب ينم عن جهل وليس جاهل قصدى وزير الكهرباء ببعيد قالوا له الكهرباء عذبتنا بالقطوعات قال لازم نرفع قيمة التعرفة !! انظروا منطق هذا الوزير الجاهل الله باخذكم أخذ عزيز مقتدر .. أمين .