أ.د. معز عمر بخيت

على امتداد الأسى


على امتداد الأسى

رقم القصيدة : 64661 نوع القصيدة : فصحى ملف صوتي: لا يوجد

أشرقت شمس الأماني

في عيون الحق وانتفض المُحال

وتحوّل الصمت الجريح براثنا ً

تصطف من فوق التلال

وهجٌ تمدد في اتجاه الريح

فتحا ً زاحفا ً

حف الجداول والظلال

ماذا سنفعل ُ والهُدى

قد تاه في بحر الخطايا

غام في زخم الضلال..

مأذا سنفعل ُ في هوان الناس

في الوطن الرحال

الغصة الحمقاء تحمل كل آلالم اللّظى

والطفل يفقد روعة الحس البرئ

يساق قهرا ً للقتال

في كل شبر ٍ حكّم الإخفاق

نهر الحزن فينا

في امتداد الأرض والغابات

والليل المخيم في الجبال

باسم الحضارة

نهج وثبتنا الفتية

قد تحولنا جماداً

واكتئابا ً وانعزال

وتمزق الوطن الجميل

ومات إحساس الجمال

نهشت وحوش الذل منا

لقمة العيش الحلال

واحترقنا في لهيب الخوف

مات الشوق فينا

حلم يقظتنا الأبىِّ

ووثبة الآمال والغضب الوبال

وتكاثر الدينار في الطرقات كالسرطان

وابتاع القضاة الدَّين منا

زيّن الدولار قصر المترفين

وودّع الحق اليقين

وباتت الشمس الجوى

زُجّت جهارا ًفي كهوف الإعتقال

من آمنوا بالحرب

فازوا بالجنان

و بالجواري

مارسوا بالجهل فرض الامتثال

يا فضل ظهر الموت اخرج

من شعار الزيف

واكشف وجهة الشيطان

تلقى في المرايا هيكل الايتام

يطلع من تواشيح الرجال

لا تحسبي يا ثورة الأوراق عفوا ً

أن غصن الحلم يوما ً

قد تداعى واستمال

لاتحسبي مجد المواقف قد تراخى

أو تساقط واعز الإعزاز منا

أو توانى

والمداخل لم تعد بعض احتمال

نحن من جوف الصخور النار قدْرا ً

نملأ الطوفان موجا ً عارما ً

يمتد في أفق الزوال

نحن رغم الجرح والضعف الهزيل بعودنا

أملا ًمن الوثب الجرئ

و ماردين من العطاء

و هاجسين من النضال

سيسجّل الميلاد عصيان المدائن

يشعل الإيمان ألياف البدائل

حارة الأورام و النهج البدائي

الخرافة والزكاة الاحتيال

يا سلة التاريخ هل يسع اتساعك

لاحتواء دوائر الأوهام في وطني

ودنس الإحتلال

هدّوا البيوت وأعدموا حس الاصالة

أهدروا ثمرات خير الارض

قد حرموا النهار ضياءه

و العرس معنى الاحتفال

مزجوا الشهادة بالهوى

أغووا صبايا الجائعين بعرسهم

عند الجنان

وهرّبوا مال اليتيم

وعزة الفقراء في أرض الكرامة

وادعوا نور الصحابة

والمهابة

والجلال

حتى الصلاة تحوّرت بوابة لخداعهم

والليل في الأفق البعيد توشّحت

نجماته خِرق السواد

وتاه ضؤ الشمس

وانتحر المجال

والحق صار ضياعنا المرسوم

في كل الوجوه

وفي مياه البحر

والنيل العظيم

وفي الأغاني والمعاني والخصال

وتغرّب الإنسان في كل الربوع

وفي محيط الذل سطح مهانة الآمال

نعش طموحنا

والسّجع والقصص الطوال

حتى عظام الموت في الطرقات

سارت بين أشلاء الرمال

والخارجون من القبور

الداخلون جزيرة الغليان صدر النار

جرحا ًهزّه وجع السؤال

الريح والأمواج في شعب الجسارة

والخطوب تطيّبت

حين أغتسلنا بالسنا

وتهيّب الزلزال منا والمجال

وعدا ً بأنّا سوف نقدم خلف

أضواء المساء

وفوق أعراش الطليعة

شاطى الأجراس عنقود النوال

سنعود والتاريخ يسقط من حسابات

الخرائط حائط الوهم المرابئ

و احتقانات النزال

و نسطرّ الزحف المقدس

في دهاليز المدينةِ

سوف نرسم في فضاء الصبر

أقواس الكمال

ونعود بالأحلام شعلة فرحةٍ

ترد السهول وتمسح الآلام عنّا

تجعل الوطن المثال

و القدوة الحُسنى ومعنى الحق

و النصر المؤزر والمقاصد والوصال

و نهدّم السجن الورق

و مذابح الليل الأرق

و بيوت أشباح الهزيمةِ

و المقاصل و الحبال

و يعود للأوطان معنى أن تكون

و أن تظل

و أن يطوف الخير فينا صحوة

تنمو زهاءاً فى الجنوب

و في الشمال

و الشرق و الغرب الرؤى

وجزيرة النيلين ترضع

من عصارات النوى

وجداول الماء الزلال

حتى الحمائم والفراشات التى قد هاجرت

ستعود تطرق بابنا

وببيتنا

تلقى الوسائد

تهتدي بالصدق

ترسم في تواشيح الشعور

الفجر نورا ً لا يزال

يسمو بكل سحابة

مرّت على وطن المواجع

واستقت من عتمة الليل القصائد

صدّرت للشمس عنوان المقال

حتى توارت في الضحى الوسنان

أنغام الشذى

وتوحّد البركان فينا

واستعاد الفجر هيبته الوقورة

لم يعد في العمق

شرخ و انفصال

فإليك يا وطني سماح

في عميق الأرض يرحل

في المجّرات البعيدة ِ

في حنايا الشوق

والعشق الطويل

و في التحية

و انحناءات التجلة

مسجدا ًلصلاة نهضتك الأبية

أذّنت أوقاتها صدحا ً

تؤضأ عند مقدمه هلال

فهلم عد و احمل لنا

من نجمة السعد المنال

فالوعد إما أن نعيش

على دروب الفتح خيرا ً

او نموت على زوايا الحلم

والصبر ابتهال

فالحق لايُعلىَ عليه

و لاشموس العزّ تخبو

فى جبين البحر تسقط

أو سماؤك تختفي

خلف الرماد ِ

ولا لقدرك يا بلادي

غير عرش ٍ لا يُطال.