عبد الباقي الظافر

سر المهنة..!!


أغمضت سهير اعينها كالعادة بعد ان وجدت مقعدا مريحا في الحافلة المتجهة للخرطوم..هذه العادة تمنحها فرصة للخلو مع نفسها وكذلك تجاهل رفاق الرحلة..سهير كانت تكره الفقر الذي لا يحبه احد..باتت في حالة بحث عن فارس مغوار يحملها من حى الدروشاب الشعبي الى حيث لاعين رأت ولا اذن سمعت..ربما لذلك اختارت ان تدرس محاسبة بنوك..حتى بعد عملها في مصرف النيل تجاهلت مشاعر زملائها..كانت تراهم اقل من طموحها.. مداخيلهم الشهرية لا تعادل هذا الجمال الطاغ.
اشرعت سهير شبكتها لتصطاد عميلا من زبائن المصرف كانت تلك دائرة البحث الاولى.. الدائرة الثانية كانت وسط عشيرتها الاقربين..لم يكن شرطها المال وحده بل وضعت شروطا اخرى..تريده وسيما لا يكبرها بسنوات تزيد على عقد من الزمان .
ابتسمت حينما مر عليها اشرف في (كاونتر) البنك يطلب فتح حساب ..تعليمات مدير الفرع ان الصيد الثمين يجب ان يتلقي معاملة خاصة.. كوب من الليمون او فنجان من القهوة بعد دعوته الى مكتب (الباشكاتب) الذي يتولي اكمال المعاملة..كانت هيئة اشرف تدل على انه ابن عز اكثر من كونه رجل اعمال..في بداية الثلاثينات ..طريقة لبسه شبابية..عربته انيقة..حسابه المصرفي لايحمل مالا كثيرا ولكنه في حالة حراك دائم..نادرا مايكتب شيكا لاخرين.
وقع اشرف في شباك حسناء المصرف..كان يدرك ان نقطة ضعفه في مهنته..لذلك كان حريصا ان يخفي المعلومة عن حبيبته ..استمسك في مقولة شعبية تقول ان رأسمال الرجل في (جيبو)..اقنع نفسه ان مهنتة شريفة يحتاجها المجتمع..يتذكر اصدقائه واقاربه الذين اضاعوا وقتا طويلا في التعليم الجامعي ومازالوا في عداد الباحثين عن العمل.
حاولت سهير اكثر من مرة ان تزوره في مكتبه ولكن اشرف كان يعتذر دائما بلباقة..من (الونسة) ادركت ان لفارس احلامها اكثر من مكتب ..واحد بشارع اوماك بالخرطوم شرق والاخر بشارع الانقاذ ببحري وانه يبحث عن موقع جديد في امدرمان..اخبرها اكثر من مرة ان مجال عمله في بيع العقارات يعتمد بشكل كبير على الموقع الجيد والطبقات الثرية التي تدفع دون ان تسأل عن الثمن.
فجأة صرخت سهير تطلب من الكمسارى ان يتوقف..بدأت وكانها تذكرت شيئا مهما او انها لمحت شخصا على قارعة الطريق كانت تبحث عنه لزمن طويل..اتجهت بشكل مباشر نحو عربة حبيبها التي كانت تتوقف امام محل انيق يكسوه رخام ويظلل بابه زجاج غامض اللون..رفعت بصرها لتقرأ لافتة صالون الفتى الطائر..ارادت ان تفاجئه وهو بين يدي الحلاق ..ولجت ووجدت حبيبها في الداخل يصرف التعليمات لطاقم من العمالة الاجنبية ويرتدي ذات الزي المميز للعاملين بالمحل..وقعت سهير عند مدخل المحل واصيبت بحالة من الهستريا كانت تصرخ وتقول (لا دا مش اشرف).


تعليق واحد

  1. بصراحة في تقدري .. انك ترجمتا لينا النكتة البتقول .. مختصرة .. انو واحد خامي واحدة انو هو دكتور .. يوم مشت البوستة لقتو ورا الكاونتر يختم في الظروف .. قالت ليهو دا شنو دا !!؟؟.. رفع راسو وسريع قال ليها .. مااااا نــقلونا …