منوعات

التفــاصيــل الكــاملة لانضمام «آية» لداعش


ربما لم يتخيل أحد ان الفتاة الخجولة الطيبة «آية» التي تدرس بالمستوى الثالث طب بجامعة العلوم الطبية، ولا يسمع الكثيرون صوتها حتى وان كان من اقرب ذويها، ربما لم يكونوا يعتقدون او حتى في ابعد تصورهم عنها، انها ستسعى للانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وعلى الرغم من تدينها المعتدل الذي لم يكن يشي بأمر فيه نوع من التطرف، وعلى الرغم من ان ظهور ظاهرة الانضمام الى داعش وسط الشباب ربما تنتج بسبب الفراغ، الا ان احداً لم يعتقد أن «آية» ستنضم لداعش، ولذا كان الذهول والاندهاش هو سيد الموقف لدى الجميع.
وصلت الى منزل آية بدعوة من احد اقربائها عند الساعة السابعة مساءً في اليوم الثالث لاختفائها، وكان الحزن والصمت هو المسيطر على افراد الاسرة والموجودين في المنزل، وعلى الرغم من امتلائه لا تسمع صوتاً الا همساً، ربما لأن الجميع لا يجد ما يقوله، فعبارات المواساة لن تجدي احياناً للتخفيف عن مآل الحال، ولكن لعل الرابط بين الجميع حالة من الانجذاب الروحي وتلبس حالة الدعاء ايماناً بأن الله يعرف حال الجميع، وحاولت البحث عن والدتها لاخذ القليل من المعلومات عن آية وان لم اجد، فكانت مواساتي لها ستخفف عني حالة الحزن التي اعترتني وانا داخل منزلها وكأنني احد اقربائها المقربين، ولكني فشلت في مسعاي بسبب حالة الانهيار التي تسيطر على الأم المسكينة، فبحثت عن والدها فلم أجده، وعلمت أنه ذهب للتحضير للسفر لتركيا ممنياً نفسه بالعثور على حبيبته «آية»، فرابطت بالمنزل مثلي مثل الموجودين نتشارك حالة واحدة هي حالة الحزن.
وبينما أنا اجلس بداخل المنزل في انتظار والد «آية» حضرت جدة «آية» وهي خالة والدتها، ونقلت الي ان «آية» اكبر اخوتها البالغين خمسة «ثلاثة اولاد وبنتان»، وبدت حزينة جداً وهي تتذكر «آية»، وهي تتحسر وتتمنى لو أن «آية» كانت قد دخلت في علاقة عاطفية تشغلها بدلاً من الانضمام لهؤلاء الارهابيين. وقالت لي: «ياريت يا ولدي البت دي لو حبت ليها ولد كان شغلها وما فكرت تسافر»، واوصلت قائلة: «لكن مشكلتها انها مسكينة ومؤدبة ومتدينة شديد، وما بتأكل مع ود خالتها في صحن واحد». وعند تلك العبارة حضر الوالد، فتركت الجدة وتوجهت صوبه، وعرفته بنفسي ورغبتي في اخذ معلومات قليلة عن «آية» لعلها تساعد في العثور عليها او تحرك قضية انضمام شبابنا لداعش عند الدولة فتجد لها علاجاً، فعند ذهاب الدفعة الاولى من الشباب لداعش حسبناها الأخيرة، ولكن يبدو ان الله يريد شيئاً آخر. وتحفظ الوالد في البداية، ولعل حدة احد اقربائه الموجودين في التعامل معي ــ وهي حدة متفهمة لاعتبارات كثيرة ــ جعلته يذعن قليلاً ويطيب خاطري باعتباري في منزله، ويوافق على منحي بعض المعلومات المفتاحية عن ابنته وعن حالها قبل سفرها للانضمام لداعش، وعند بدء حديثه معي تيقنت تماماً ان قلب الأب كان يحس بأن هناك خطباً ما سيحدث، وهذا ما سنعلمه من خلال الحديث اللاحق، لذا ساترككم أعزائي القراء مع والدها وهو يسرد روايته.
«1»
ويروي والد الطالبة آية الليثي الحاج يوسف بعبارات ثابتة ولكن نبرة الحزن تغلب عليها لـ «الانتباهة» التفاصيل الكاملة لاختفاء ابنته، ويرجع بنا الليثي لفترة قليلة سابقة لالتحاق ابنته بالجامعة، ويشير الى انها لم تكن على الاطلاق متشددة، ويصف طبعها بالعادي جداً، فهي ترتدي الملابس الحديثة كشابة، ولكن يبدو ان «آية» بدت علامات التغير عليها عقب «7» اشهر فقط من دخولها الجامعة، ولكن كان تغيراً ايجابياً من وجهة نظره كأب، ولا يوجد من يعترض عليه، فقد بدأت «آية» في التحجب، ويوضح انها بطبيعتها هادئة وكتومة، واستمرت على هذا النهج لما يقارب السنة ونصف السنة، ويؤكد انهم لم يعترضوا على سلوكها الديني واصبحت منتظمة في صلواتها، وصادقة في حديثها، ولم نعهد منها كذباً، لذلك اطمأننا إليها كثيراً.
«2»
وتستمر رواية الليثي، ويشير الى ان مؤشرات التغيير استمرت على ابنته، فبدأت تتعرف على صديقات جديدات لم نكن نعلم عنهن شيئاً كسابق صديقاتها اللائي كنا نعلم عنهن اي شيء، ولطبيعة الانشغال بالعمل لم تتح لنا الفرصة للتعرف على صديقاتها الجديدات، ويبدو أن قلب الوالدة يشعر بأن هناك خطباً ما قادم، فقد بدأت بالتواصل مع ابنتها في الجامعة عبر الزيارات المتكررة لها للاطمئنان إليها، ويشير الليثي الى ان معدلات الاهتمام ارتفعت في المنزل بصورة كبيرة عند انضمام صديقتها «سجى» لداعش، فازداد التركيز عليها، ويشير الى انه اصبح يجالسها أكثر فأكثر، ويوضح انه كان يناقشها على الدوام في امر صديقتها التي انضمت لداعش، ويقول انه كان يسألها عن لماذا تفعل صديقتها مثل هذا الامر بوالديها، ويبغلها ان ما قامت به «سجى» بدون رضاء والديها يتعارض مع تعاليم الاسلام، ويمضي الليثي في التأكيد على ابنته ــ حينها ــ بأن على الابناء مراعاة والديهم وبرهم، وان اي شيء يضر بهما ليس من الدين.
«3»
ويمضي الأب المكلوم في روايته ويشير الى حدوث بعض التغييرات الايجابية على ابنته عقب انضمام صديقتها لداعش، فرجعت «آية» لطبيعتها الاولى واصبحت ترتدي ملابسها الاولى الحديثة، واصبحت تذهب الى المناسبات، ولكي يتم اخراج الابنة من اجواء «داعش» فقد تم ترتيب رحلة لها ولكل الأسرة للقاهرة في رمضان الماضي بغرض اخراجها من الاجواء التي تعيشها، ويؤكد أن الرحلة كانت ناجحة، ويشير الى التغيير الجديد الذي بدا يظهر عليها ايضاً بإغلاقها المستمر للواتساب، ويقول إنني حمدت الله على ذلك، وقلت «مادام الواتس مقفول مافي مشكلة»، ويبدو ان دوام الحال من المحال، فعقب عيد الفطر بدأت والدتها في ملاحظة انها رجعت مرة اخرى إلى استخدام الموبايل استخداماً كثيراً، الا اننا حسبنا انه «انفتاح شباب علي التكنلوجيا»، ويشير الى ان والدتها لاحظت ايضاً ان «آية» تستخدم برنامج «التلغرام» بدلاً من الواتس، ويبدو ان للأمر علاقة بانضمامها لداعش، فيقول: في ايامها الاخيرة قبل السفر كانت لديها اتصالات كثيرة بالتلغرام، ويبدو ان قلب الأم كان الاكثر قلقلاً، فقد كانت امها تصر على ان اقوم بتفتيش هاتف ابنته لاحساسها بأن هناك خطراً قادماً، ويضيف بكل حزن الدنيا علي وجهه: «للأسف الزمن لم يسعفنا للبحث في هاتفها».. وعند هذه النقطة احسست بأن الليثي لا يستطيع ان يواصل الحديث، فحاولت ان اتوقف الا انه اصر على الاستمرار.
«4»
ويرجع بي الوالد لليوم السابق لسفرها، فقد اخبرته بأنها تريد الذهاب للغداء مع صديقاتها في مطعم «سولتير» فذهبت بها للمطعم، ويشير الى انه اتصل بها لاحقاً للاطمئنان عليها، فأبلغته بأنها رجعت للمنزل، وبسؤاله لها لماذا رجعت بهذه السرعة اجابته ان صديقاتها لم يحضرن جميعاً، وعند عودته مساءً الي المنزل اخبرته بأن صديقاتها سوف يتجمعن في اليوم الثاني، وانها تريد الذهاب للقائهن.


‫11 تعليقات

  1. كل الجرايد والمواقع صارت مثل الدار !!!!!!
    هسع دي تفاصيل كامل دي

  2. والله يا جماعة دا ناقوس خطر

    ياخي البنات ديل ما بفهمن داعش شنو ودا شنو البحصل في الجامعات دا

    داعش خطر على البشرية كلها ديل لو احتلوا السودان حـ يعدمونا طافي النار يقتلوا في الناس بدون اعذار
    ويكفروا بكيفهم
    بعدين جهاد البنات الطلع لينا دا شنو كمان ( هسي مصيرن شنو الطلعن ديل ) الواحده تستر عرضها مع اهلها وله طلع ما معروف البحصل شنو هناك الله يستر عليهن
    لكن مع الهمج ديل ربما يقتلوهن بسبب غلطه صغيرة والناس ديك ما بتهظر سيفهم ينقط دم مابعرفوا اي عذر
    نسأل الله السلامة

  3. جهاد النكتح يا نقااي !الواحدة قبلما تتحرك بتكون عرفت انها زوجة منو، وبعدين بعد شهرظاو اقل تمارس جهاد النكاح،يتم تداولها بين ازواج كثر،وهذا ما قالت به ناجيات من داعش!!!

  4. ***الحكومة تتحمل كل ماحصل وكل ما صيحصل لاحقا
    ***حكومة الإنقاذ دمرت البلد وشعب السودان ، وتتحمل وزر ضياع وانحراف هؤلاء القوارير عن الطريق القويم
    ***وهم السبب الأساسي في هدم سلوكهم القويم ، الإنقاذ رفعت شعارات جهادية براقه وجازبه ، وفي بعد عدة سنوات ظهر وجه الإنقاذ القبيح من فساد وقتل وانتهاك لحقوق الإنسان بإسم الدين ، وفساد قادته ونهبوا ثروات البلاد وخيراتها وكنزوها في البنوك الخارجية وسكنوا القصور وصاروا تجار ومستثمرين ، وقرتهم الدنيا وأحبوا إمتلاك وسخ الدنيا
    ***وفوق ذلك سنوا قانون الحريات الأربعة لجلب النبت الشيطاني ( المصريين ) وغيرهم من المجرمين والسفلة من البنغال والباكستان … لنشر الفساد والمخدرات ( الشاشمندي والهيروين والأفيون ) بين أوساط الشباب لتدميرهم وضياعهم ، بالإضافة إلى تفشي ظاهرة الجريمة المركبة والأمراض المستعصية والكبد الوبائي
    ***ونتيجة كل ذلك تكون فراغ فكري وسيكولوجي ، نتاج تحور سلوك وفكر الجبهجية الانقاذيين ، بإستخدامهم الدين كوسيلة للوصول إلى منافع ومكاسب دنيوية
    ***لذلك تكون هذا الشرخ الفكري والديني ، المنحرف في فهم وتفسير الجهاد بمنظور من صدم أو من يعاني

    1. أيوا أي موضوع نقول الحكومة قلة التربية نقول الحكومة ، قلة الادب نقول الحكومة هي الشماعة التي نلقي عليها كل أخطائنا , بعدين دي حرية شخصية تنضم لداعش تنضم للقاعدة

  5. والله بت سمحة ماتستاهل كيف بعملوا ليهم غسيل المخ ديل الله لا يكسبهم

  6. ما فى حل الا زواجهم ده اثناء دخولها الجامعه وهى برلومه بكده تنشغل باولادها وقرايتها

  7. يوسفني جدا ان اراء انا بناتنا يزهبنا الي خارج الوطن، الي داعش من هو داعش ،العميل الصهيوني الزي لم ولا يرحم البشريه منذ بداية مايسمي بدولتة الاسلاميه واتمنا من ابناء وطني ان لا يقعو في فخ مايسمي بتنظيم الاسلامي.

  8. ***الحكومة تتحمل كل ماحصل وكل ما سيحصل لاحقا
    ***حكومة الإنقاذ دمرت البلد وشعب السودان ، وتتحمل وزر ضياع وانحراف هؤلاء القوارير عن الطريق القويم
    ***وهم السبب الأساسي في هدم سلوكهم القويم ، الإنقاذ رفعت شعارات جهادية براقه وجاذبه ، وبعد عدة سنوات ظهر وجه الإنقاذ القبيح من فساد وقتل وانتهاك لحقوق الإنسان بإسم الدين ، وفساد قادته الذين نهبوا ثروات البلاد وخيراتها وكنزوها في البنوك الخارجية وسكنوا القصور وصاروا تجار ومستثمرين ، وغرتهم الدنيا وأحبوا إمتلاك وسخ الدنيا …
    ***وفوق ذلك سنوا قانون الحريات الأربعة لجلب النبت الشيطاني ( المصريين ) وغيرهم من المجرمين والسفلة من البنغال والباكستان … لنشر الفساد والمخدرات ( الشاشمني والهيروين والأفيون والحشيش ) بين أوساط الشباب لتدميرهم وضياعهم ، بالإضافة إلى تفشي ظاهرة الجريمة المركبة والأمراض المستعصية والكبد الوبائي
    ***ونتيجة كل ذلك تكون فراغ فكري وسيكولوجي ، نتاج تحور سلوك وفكر الجبهجية الانقاذيين ، بإستخدامهم الدين كوسيلة للوصول إلى منافع ومكاسب دنيوية
    ***لذلك تكون هذا الشرخ الفكري والديني ، المنحرف في فهم وتفسير الجهاد بمنظور من صدم أو من يعاني