عبد الباقي الظافر

حسنا..الحكومة لا تعلم..!!


في يوم ٢٣/٧/٢٠٠٦ كان هنالك مواطن سوداني قد أدى للتو صلاة المغرب..عقب ذلك كان هذا المواطن يتلقى اخباراً تفيد بانه قد بات غير مرغوب فيه في تلك الدولة الشقيقة..حظ ذلك المواطن جعله يتواصل مع احد المتهمين بقتل شهيد الصحافة السودانية محمد طه محمد احمد..بات الرجل ليلته بالخرطوم..لاحقا أخلت السلطات العدلية سبيله بعد ان تاكدت ان الامر لم يكن سوى بعض من الحظ السيء..بل تجاوز هذا المواطن الكريم المرارات وعمل بالسلطة الانتقالية في دارفور أمينا على الخزائن الى وقت قريب.
امس نقلت صحيفتكم اخر لحظة تعليقا يتيما للسيد وزير الدولة بوزارة الاعلام ياسر يوسف حول ملابسات اعتقال المواطن وليد الدود حسين بالمملكة العربية السعودية..الوزير الناطق باسم الدولة والحزب الحاكم اكد انهم لا يعلمون ملابسات هذا الاعتقال..وكانت الاسافير قد ضجت بهذا الخبر ..عدد من المناشدات طالبت بإطلاق سراح مؤسس موقع الراكوبة المعارض..من اشهر المناشدات ما خطه يراع الامام الصادق المهدي رئيس الوزراء السابق طالبا عدم تسليم الدود لحكومة الخرطوم ..مناشدة اخرى جاءت على لسان زوجة المواطن المعتقل اذ بثت بلسان عاطفي مبين رسالة الى جلالة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ملتمسة تدخل جلالته حتى يعود والد اطفالها الثلاث الى بيته او يختار من براح البسيطة موقعا.
حسنا..ان الحكومة لم تكن تعلم بخلفيات الحدث كما صرح ياسر بن يوسف..الان تناهت الى مسامع الحكومة ومسامعنا جميعا تفاصيل الرواية..بالرغم من ان السعودية لم تتحدث عن أسباب او مسببات الاعتقال ..رغم ذلك يظل وليد الدود مواطنا سودانيا في أزمة تقع مسئوليتها الاخلاقية على حكومتنا ممثلة في وزارة الخارجية وسفارتنا بالرياض..لهذا من الأوجب ان تخرج الخارجية ببيان يوضح ما حدث والجهد الذي بذلته حكومتنا مع تاكيد الاحترام لانظمة العدالة في المملكة السعودية.
تحليل الحدث يؤكد ان الحكومة ستكون اول الخاسرين من تصاعد هذه القضية التي تتجه بكلياتها نحو التصعيد .. الدود اتضح مؤخرا انه مؤسس موقع إلكتروني يقلق مضاجع الحكومة..التصعيد الاعلامي المدروس يؤكد ان حكومتنا ستقع في مطب إقليمي وربما دولي ..ستمضي أصابع اليد الى الخرطوم ثم ترتد لتحرج دولة شقيقة لها مواقف مشهودة مع الشعب السوداني..اجلا او عاجلا سيتم إطلاق سراح الدودو وسيجد له مسربا الى احدى دول العالم الاول ..ولكن سيزيد الإحساس بان حكومتنا تضيق بالراي الاخر .
غِل يد الدود لم يمنع الراكوبة من الصدور ..بل من المتوقع ان يزداد الموقع شعبية وانتشارا..لهذا من الأوجب ان تضع حكومتنا النقاط على الحروف وتبذل الجهود الكافية لاطلاق سراح الدود مع منحه حرية التجوال الدولي..بمعنى ان تقول حكومتنا ان هذا الرجل غير مطلوب للعدالة في السودان.