صلاح الدين عووضة

(تاااني) يا عثمان؟!


*لعلكم تذكرون قصة تأسيس زميلنا عثمان ميرغني لحزب سياسي..
*وتذكرون أيضاً قصة تلاشي الحزب هذا ما بين غمضة (خطبة) وانتباهتها..
*ولكن لا أحد منكم يعرف قصة ما بين القصتين هاتين التي قادت لوأد الحزب..
*فصديقنا العزيز عثمان سكت- ببساطة- ولم يشرح للناس أسباب نهاية القصة..
*لم يقل لهم إنها أسباب أمنية – مثلاً- أو مالية أو تنظيمية أو نفسية..
*وحين سكت الناس بدورهم – عن المطالبة بالشرح – اقترح عليهم قصة جديدة..
*قصة جديدة لفكرة قديمة خلاصتها أن لا بد من حزب وسطي يملأ الفراغ..
*بل وشرع فعلياً – كما سمعنا – في إنشاء الحزب المذكور ما يعني أننا موعودون بالخطوات ذاتها..
*الخطوات التي تبدأ باجتماع (جامع) يستضيفه مقر طيبة برس لصاحبه محمد لطيف..
*ثم قد تنتهي عند شارع مغلق يجعل الناس يهمهمون عنده (يا لطيف)..
*ولا نهدف من وراء حديثنا هذا تثبيط همة زميلنا عثمان بقدر ما هي نصح له..
*فهو لديه من القراء ما هو أكبر من عضوية كثير من أحزابنا السودانية..
*وتأثيره في قرائه هؤلاء أشد من تأثير رؤساء الأحزاب المشار إليها..
*وميزانية تواصله مع قراء زاويته لا تكاد تذكر قياساً لميزانيات الأحزاب..
*فلماذا يريد القفز من ضفة (جنته) هذه إلى الأخرى ذات الجحيم والحميم و(الشجن الأليم)؟..
*فإن كان يريد رئاسة فليصعد على أكتاف – وأصوات- قراء له بالألوف..
*وإن كان يريد وزارة فما عليه سوى أن يسلك سكة زميلنا حسن إسماعيل..
*وإن كان يريد إصلاحاً سياسياً فصحافتنا – باعتراف الراحل نقد- أقوى من كل أحزابنا المعارضة..
*وإن كان يريد شهرة أكثر فنخشى أن يفقد هذه التي لديه ليصير مثل النور جادين..
*ولمن لا يعرف النور جادين نقول إنه زميل سابق قرر أن يدخل السياسة من (أوسع أبوابها)..
*فخرج- سريعاً- من (أضيق نوافذها) وقد فقد السياسة والصحافة معاً..
*أما إن كنت مصراً رغم نصحنا هذا – يا عثمان – فأنت مطالب بشيء قبل (أي شيء)..
*مطالب بأن تشرح للذين لبوا نداءك الأول لم تركت (أفعال المدينة) وعدت إلى (حديث المدينة)..
*فإذا لم تر ضرورة للشرح فتهياً لسؤال منطقي سيطرح عليك عاجلاً..
*سؤال حتمي فحواه (تاااااني يا عثمان؟!!).
الصيحة