احلام مستغانمي

كبيانو أنيق مغلق على موسيقاه، منغلق هو على سرّه


لن يعترف حتّى لنفسه بأنّه خسرها. سيدّعي أنّها من خسرته، وأنّه من أراد لهما فراقًا قاطعًا كضربة سيف، فهو يفضّل على حضورها العابر غيابًا طويلًا، وعلى المُتع الصغيرة ألمًا كبيرًا، وعلى الانقطاع المتكرّر قطيعة حاسمة.
لشدّة رغبته بها، قرّر قتلها كي يستعيد نفسه، وإذا به يموت معها، فسيفُ العشق كسيف الساموراي، من قوانينه اقتسامُ الضربة القاتلة بين السيّاف والقتيل.
كما يأكل القطّ صغاره، وتأكل الثورة أبناءها، يأكل الحبّ عشّاقه. يلتهمهم وهم جالسون إلى مائدته العامرة. فما أولَمَ لهم إلّا ليفترسهم.
لسنوات، يظلّ العشّاق حائرين في أسباب الفراق. يتساءلون: من ترى دسَّ لهم السمّ في تفّاحة الحبّ، لحظة سعادتهم القصوى؟ لا أحد يشتبه في الحبّ، أو يتوقّع نواياه الإجراميّة. ذلك أنّ الحبّ سلطان فوق الشبهات، لولا أنّه يغار من عشّاقه، لذا يظلّ العشّاق في خطر، كلّما زايدوا على الحبّ حبًّا.
كان عليه إذًا، أن يحبّها أقلّ، لكنّه يحلو له أن ينازل الحبّ ويهزمه إغداقًا. هو لا يعرف للحبّ مذهبًا خارج التطرّف، رافعًا سقف قصّته إلى حدود الأساطير. وحينذاك، يضحك الحبّ منه كثيرًا، ويُرديه قتيلًا، مضرّجًا بأوهامه.
” الأسود يليق بك ”