حوارات ولقاءات

حسن إسماعيل: أنا السلم جايبو من بيتي وما في زول بيسحبو مني


حسن إسماعيل شاب لا يشبه في مسيرة حياته جعفر الصادق ولا عبد الرحمن الصادق المهدي، بل هو من الريف تقريباً درس جامعة الخرطوم بجدارة وهو الآن على كرسي وزير، بعيون راصدة ووجه حاسم يخفي شيئاً ما، مستعد للحديث عن شعب البيرو وعلاقة الصوماليين بالموز وأسرار محبة سيدنا عمر بن الخطاب لأبو عبيدة بن الجراح، جيل حسن معجب بالقمر بوبا نعياً ناعماً للحركة الأهلية، وبإصرار مسنود ربما تخلى حسن عن طريق الآيدولوجيات وتوقف الحلم لإعادة إنتاج المهدية بصحوة إسلامية لم يمت الحلم ولم يقتل ولكنه العصر الحديث بكل إشكالياته تغير الكثير، إذن فحسن الفتى الذي رفع كعبيه ليقبل جبين الصادق المهدي وبكى في حضرته وحفظ كل مؤلفاته ونفس الفتى الذي طلب موية الملح وسط ركن النقاش مدافعاً عن الحزب الكبير، تحول بواقعية ظل يشرحها بشجاعة ويقول «لن أسجن نفسي هناك»، تحول لحيث يفهم المواضعة السياسية ولنرَ الحوار الساخن ونفهم.

٭ وأنت كيف اقتربت من الإمام وهل عرفته ولم تصبر عليه؟
– أنا أكثر من قرأ في هذه الدنيا لما كتبه الإمام، وعملت بحث التخرج في تأليفاته، كانت رؤيته مراجعي.
٭ قرأت له كل شيء ثم واجهته بسيفك بدل الزهور؟
– قرأت له وشفت مقدار الإنحراف في الحيطة والضل.
٭ كيف شاهدت الصادق لأول مرة وكيف كان انطباعك؟
– كنت في أولى جامعة وفي منتدى بود نوباوي، كنت أطير من الفرح.
٭ شاهدك الناس وأنت تقبله على جبينه في منصة العودة بعد تهتدون؟
– كان أطول مني قامة فقبلته على جبينه وكانت بيننا حميمية تستحق.
٭ هل بكيت في حضرته؟
– نعم مرة جاء المناقل فقدمته بخطبة عصماء وبكيت وأثنى عليّ من المنصة وكان أبي هو سبب الحنان الفيّاض ولن أنسى بكاء أبي وهو يغلق التلفزيون حينما كان الصادق معتقلاً يدلي بأقواله وكان يعتقد أن المشهد لا يتحمله.
٭ زعل الصادق من مبارك أعمق من الاختلافات السياسية وأعمق من الموقف نحو النظام الحالي؟
– زعل الصادق من مبارك سيمتد لعقود لو عاشا تلك العقود القادمة.
٭ العفو بين الناس وارد؟
– نهائي بين هؤلاء الاثنين غير وارد.
٭ يمكن مبارك غلطته كبيرة شوية على الإمام؟
– مبارك سياسي كامل الدسم ويتجاوز الخلافات القديمة بسرعة وينسى المحطات ويتجاوزها والصادق يعلق صور خصومه في باب الذاكرة ولديه في كل خلافته موقفان، واحد معلن في الإعلام وآخر متعلق بالبأس، الصادق بأسه الداخلي شديد.
٭ مرة وقفت أمامه بمسجد ود نوباوي وهتفت ضده.. هل يفعل ذلك عاقل، يحتج على الإمام وفي ود نوباوي وفي مسجد السيد عبد الرحمن؟
– أنا فعلتها وهتفت.. الديمقراطية قائمة والأخ مبارك عائد.
٭ كيف دخلت المجال الصحفي؟
– كنت أجادل الصحفيين فقالوا لي «كلامك دا أكتبو»، وأنا قريت كتير جداً ولديّ زخيرة من المعلومات والتجربة دعمتني.
٭ إسحاق قال عن مبارك «إننا»، أي الإسلاميون هم من رفعوه ثم سحبوا منه السلم فوقع تلك الوقعة؟
– مبارك ما في زول طلعو.
٭ وأنت الآن تتسلق السلم نفسه؟
– أنا السلم جايبو من بيتي وما في زول بيسحبو مني.
٭ خرجت من الإصلاح والتجديد؟
– بالعكس حزب الأمة الإصلاح والتجديد هو المشى مني وكانت هناك رؤية لتوحيد أحزاب الأمة المشاركة لبناء حزب واحد متماسك.
٭ وصرت كاتب عمود؟
– عمودي أهم من أحزاب سياسية كبيرة.
٭ الآن أنت وزير؟
– قبل كدا طرحوني وزيراً بولاية الجزيرة وكانت هناك اعتراضات على شخصي واخترت بناء الحزب بدل الوزارة.
٭ هل طلبوا منك توقيف الكتابة؟
– لا لم يطلب مني أحد ذلك.
٭ كأن الوزارة لا تليق بك وأنت كادر سياسي؟
– أنا أصلاً إداري وعملت عشرة أعوام في إدارة شركة.
٭ الناس تستقبل أبناءها الوزراء بالذبائح بينما استقبلت الوزارة ببلاغ جنائي؟
– البلاغ قديم وتمت إثارته في زمن محدد كتعبير سياسي لا علاقة له بطلب العدالة.
٭ هل تقصد أن وراء البلاغ خصوماً سياسيين؟
– بل كنت متوقع ذلك.
٭ كيف اطمأن حسن إسماعيل حتى يعمل ضمن طاقم حكومة المؤتمر الوطني؟
– نمط التفكير اختلف وهؤلاء الجماعة قالوا عاوزين ناس أكفاء يتحملون المسؤولية لخدمة الناس.
٭ يمكن يكون دا استقطاباً متقدم الأطوار «مين عارف»؟
– أنا دي شغلتي «قاعد أستقطب».
٭ كيف دخلت مجلس الوزراء «بأي إحساس»؟
– سألت ناس المراسم بأنني لا أحب لبس الكارافتة وأنني جاي لهنا بلبس خمسة وأخيراً أحترمت وجهة نظرهم ولبست الكارافتة كعمل مراسمي.
٭ عاوز تعمل إيه في الوزارة؟
– الكثير خاصة أن هناك ترهلاً في الخدمة ومشكلات قديمة بين المحليات والوزارات وأنا شايف كويس إنو معظم المعتمدين جايين من خلفيات عسكرية وأمنية لأن الانضباط بيكون عالي جداً.
٭ سمعنا أنك في الطريق لتعيينك ناطقاً رسمياً باسم حكومة ولاية الخرطوم؟
– ما سمعت.
٭ ورأيك شنو إذا تم اختيارك؟
– أنا جاهز لأي تكليف.
٭ كل انتقاد قابلته من إخوانك في المعارضة بكل معانيها كانت بسبب تجربة أحمد بلال في الحكومة الاتحادية وأداء الرجل؟
– أسألني عن نفسي أجاوبك.
٭ لن تعيش في جلباب غيرك ولك وجهة نظر سياسية؟
– نعم لن أعيش في جلبابات أخرى وأنا أنسج جلبابي كما أريد وأرغب.
٭ مستحيل تغرد خارج السرب؟
– مافي مستحيل.
٭ هل شاورت أم العيال في محطة التوزير؟
– زوجتي سياسية وقانونية ومتفهمة.
٭ تغير برنامجك؟
– مفترض ما يتغير أي شيء في حياتي، لأنه لا شيء جديد.
٭ رشا عوض كتبت مقالاً وقالت تلبس طرحة بعد رضيت تشتغل مع الجماعة ديل؟
– أنا ومن زمن الأركان لا أحضر آراء الخصوم ويكون هناك عندي من ينقل لي الصورة للرد.. وطبعاً دي شتمة واضحة- إذا الشتيمة دي بتعمل ليها توازن نفسي «مافي مانع».
٭ ماذا ستفعل حيالها؟
– هذة محطة مشينا منها خلاص وما لازم أقول أي شيء مع أي زول وأنا مدرب في السياسة ودا كلو دعم حقيقي للديمقراطية لإكساب الساحة مزيداً من الحيوية.
٭ كنت تكسب من العمود ولكن الوزير مجرد موظف؟
– هذا صحيح.
٭ كنت حديث المدينة وأهم من تشكيلة الوزارة؟
– هذه من نعم الله علينا، فأنا لا أحتاج لتعريف.
٭ كيف تعاملت قيادات المؤتمر الوطني بحسن إسماعيل معارض من الفولاذ في بلاط الحكم والسلطة؟
– اتصلوا وهنأوا وشجعوا.
٭ بينما الفيس يشتعل احتجاجاً؟
– زي اللاعب المحترف حينما يأتي جنب مدرجات الخصم يسد أذنيه من الصخب.
٭ ماذا قال لك الفريق عبد الرحيم محمد حسين والي الخرطوم تحديداً؟
– قال لي ركز في شغلك ولازم تكون صافي الذهن.
٭ الظروف وضعتك أمام تحدٍ؟
– ولذلك لا يمكن أن أسقط في هذا الامتحان وغادرت محطة القول لمحطة الفعل.
٭ أنت الآن تدعم الإنقاذ؟
– هذا ما يتصوره الناس في المعارضة وهو خطأ مركب.
٭ هل ستضيق بالرأي العام؟
– لن أضيق بالرأي العام.
٭ كيف فكرت من فوق كرسي الوزير وأنت ببقايا المعارضة؟
– حاجة عجيبة فعلاً الأخوة في المعارضة لم ينتبهوا للتحدي الحالي من أجل مستقبل معارضتهم نفسها، فالنقد بعيد عن واقع الناس وما كنا جاهزين أو منتبهين للصورة دي، كنا فقط عاوزين نزح من في القصر ونجلس بدله.
٭ هل ممكن تنصح المعارضة؟
– أنصحها بضرورة تكوين وتنشئة كادر للحكم ولإدارة الدولة.
٭ يبدو أن العلاقة مع المؤتمر الوطني أقدم من عشرة أيام؟
– أنا كنت عضواً في مجلس الصحافة والمطبوعات ومرة قال لي بروف شمو بأن أخاطب جلسة بحضور علي عثمان، فقلت له أنا معارض وممكن تطلع مني كلمة جارحة، فقال لي «أنا واثق منك»، ومن ذلك الحين صار بيني وبين شيخ علي انطباع جميل،
٭ شيخ علي أم الأستاذ علي عثمان؟
– هذا ما نسمعه ينادى به.
٭ في عينيك بعض من القلق؟
– أنا ضميري مرتاح وما خنت زول ولا كنت جزءاً من حزب وما كسرت ضهر زول وكنت في المعارضة لخدمة بلدي وليس إرضاء أحد.
٭ كم مرة تتذكر في اليوم الوحد إساءات الفيس والواتس؟
– أنا فخور بإنتاج مواقفي من قناعاتي ولا يستطيع أحد حبسي في موقف معين.
٭ يعني تاني لن توجه نقداً للحكومة؟
– لا يمكن لأنني صرت جزءاً من الحكومة، ما كنت أكتبه يجب أن أفعله للناس والجمهور.

حوار : صديق دلاي :أخر لحظة


‫7 تعليقات

  1. ذي ده مافي زول يشتريه راجل كفوء وأمين. وداير يخدم البلد ولقي فرصة ماتخلوه في حاله والله عشان هو ماولد الصادق ولا ولد الميرغني ؟؟ كم حرامي شغال تحته بعملوا حسابهم ؟؟
    ولو جابوا زول غيره من الجماعة اياهم. الله يكون في العون

  2. ياامريكي إنت كاتب لي نفسك أمريكي وتقول للزول مرتزقة
    ياأخي الحكاية رؤي وأفكار م إتهامات هس ماممكن أقول ليك إنتذاتك المرالمرتزقة لأنك لا أمريكي ولا حاجة ويمكن م سوداني
    إنت أكبر مرتزقة

  3. السلام عليكم نتمنى للأخ حسن التوفيق في وظيفته الجديدة وموقعه الحالي ونوصيه بمخافة الله في العباد والعمل بكل إخلاص وتفاني لخدمة الوطن والمواطنين بعيد عن الكسب السياسي وليكن همه الوطن وأرجو من الجميع منح الأخ حسن الفرصة حتى تثبت ألايام ما هو فاعل في وزارته هل هو مع المواطن وجاء لخدمة الوطن والمواطنين أم جاء لمنفعة شخصية وبعدها يمكن أن نحكم عليه من واقع أفعاله في الوزارة