عالمية

كيف تسبب طليق غادة عبد الرازق في حبس وزراء مصريين ؟



لم تكن إقالة وزير الزراعة المصري صلاح هلال والقبض عليه فور خروجه من مجلس الوزراء اليوم الاثنين، بسبب قضية فساد بوزارته هي الأولى التي يخضع فيها وزير مصري للإقالة أثناء وجوده في منصبه والقبض عليه ومحاكمته سبقه كثيرون أبرزهم مصطفى السعيد وزير الاقتصاد الأسبق ومحيي الدين الغريب وزير المالية وماهر الجندي محافظ الجيزة .

وبعد ثورة يناير كان خبر إحالة وزراء للمحاكمة والحكم عليهم في قضايا فساد أمرا مألوفا في وسائل الإعلام المصرية، منهم أحمد المغربي ومحمد إبراهيم سليمان آخر وزيرين للإسكان في عهد مبارك وعاطف عبيد وأحمد نظيف آخر رئيسي وزراء في عهد مبارك أيضا، إضافة لوزير الزراعة يوسف والي ووزير الداخلية حبيب العادلي ووزراء آخرين هاربين مثل رشيد محمد رشيد وزير التجارة ويوسف بطرس غالي وزير المالية .

لكن الشيء اللافت للنظر هو أن إقالة وزراء أثناء وجودهم في مناصبهم لم تتكرر إلا قليلا كان القاسم المشترك في سقوطهم شخص واحد هو محمد فودة طليق الفنانة غادة عبدالرازق فقد تسبب من قبل في إقالة محافظ الجيزة من منصبه وإحالته لمحاكمة وحبسه واليوم تسبب في إقالة وزير الزراعة والقبض عليه، تمهيدا لمحاكمته.

محمد فودة ظهر لأول مرة منتصف التسعينيات حين أفردت له بعض الصحف المصرية مساحات ضخمة، لنشر أخباره وتحركاته وكان يشغل وقتها منصب سكرتير وزير الثقافة فاروق حسني وبدا كأخطبوط له علاقات متشعبة بدوائر المال والأعمال والسياسة حتى فوجئ الجميع بخبر القبض عليه متورطا في قضية رشوة .

فاورق حسني وزير الثقافة الأسبق

الأجهزة الرقابية المصرية لاحظت تضخم ثورة فودة رغم أن راتبه من عمله لا يزيد عن مئات الجنيهات شهريا، ومع ذلك ووفقا لتحريات الأجهزة الرقابية تبين أنه يمتلك وقتها 3 ملايين جنيه، لذلك بدأت في مراقبته حتى تم ضبطه متلبسا بوساطته في قضية رشوة بين المستشار ماهر الجندي محافظ الجيزة وقتها ورجل الأعمال عمرو خليفة، لإنهاء إجراءات تخصيص130 فدانا بطريق مصر – إسكندرية الصحراوي ووجهت له النيابة تهمة أخرى، وهي استغلال النفوذ والكسب غير المشروع خلال سنوات عمله بالوزارة.

وزارة الثقافة قامت بتقديم مستندات تثبت أن مجموع ما حصل عليه فودة من رواتب ومكافآت خلال السنوات التسع لعمله في الوزارة لم تتعد 51 ألف جنيه وهنا تم تضييق الخناق على فودة وبدأ في الإدلاء باعترافات خطيرة، حيث كشف أمام النيابة تفاصيل علاقته بمحافظ الجيزة وأنه ارتبط بعلاقة وثيقة به منذ أن كان يشغل منصب محافظ الغربية‏,‏ وتوسط لديه لكي يحصل لرجل الأعمال عمرو حليقة على قطعة أرض مساحتها ‏130‏ فدانا بطريق مصر إسكندرية الصحراوي، مشيرا في اعترافاته إلى أن محافظ الجيزة طلب رشاوى لنفسه من أجل إنهاء تخصيص هذه الأرض وكان يمنحه في كل مرة يلتقيه فيها ما بين ‏10‏ آلاف و‏30‏ ألفا إلى أن وصلت جملة المبالغ التي تقاضاها المحافظ منه‏ 100‏ ألف جنيه‏.‏

فودة في اعترافاته أيضا ذكر أسماء رجال أعمال آخرين تورطوا في الحصول على أراض مقابل رشاوى واكتشفت النيابة أثناء التحقيق معه تورطه في واقعة رشوة واستغلال نفوذ أخرى قام فيها بتقاضي أموال لتوصيل الكهرباء لمزرعة في الطريق الصحراوي لشخص يدعى ممدوح الجوهري وحاول فودة توريط علي حسن رئيس هيئة الآثار السابق في هذه القضية، حيث قال إنه توسط لديه للتوقيع علي أوراق تفيد خلو هذه الأرض من آثار ونفي علي حسن ذلك.

ماهر الجندي

وبعد إحالته للمحاكمة قررت المحكمة حبس محافظ الجيزة الأسبق ماهر الجندي وحكم على فودة بـالسجن 5 سنوات، وغرامة 3 ملايين جنيه، كما قررت المحكمة ضم زوجته كمتهمة في القضية وطالبتها برد 3 ملايين أخرى.

بعد خروجه من السجن بسنوات قليلة فوجئ الجميع بزواج فودة من الفنانة غادة عبدالرازق في مارس 2012 وباستضافة بعض الفضائيات له باعتباره كاتبا صحافيا وهو ما نفته نقابة الصحافيين وتقدمت ببلاغ ضده للنائب العام، كما خصصت له صحيفة مستقلة عمودا ثابتا لكتابة مقال يومي، ولوحظ أن هذه الصحيفة تفرد مساحات وصورا لجولاته ولقاءاته مع بعض رجال الأعمال والوزراء، وكما كانت تنشر له حوارات صحافية مع الوزراء مثل وزيري البترول والزراعة .

في فبراير الماضي تقدم فودة بأوراق ترشحه لانتخابات مجلس النواب عن دائرة زفتى مسقط رأسه في محافظة الغربية وفي الشهر نفسه طلق زوجته الفنانة غادة عبدالرازق للمرة الثالثة، بسبب خلافات بينهما وبعد طلاقه ترك منزل الزوجية وأقام بصفة مستمرة في جناح خاص به بأحد الفنادق الكبرى والشهيرة في القاهرة وهو الجناح الذي اقتحمه رجال الأمن الأسبوع الماضي للقبض عليه بعد ثبوت تورطه في قضية الفساد الكبرى بوزارة الزراعة بالاشتراك مع محيي قدح مدير مكتب الوزير ومسؤولين آخرين بالوزارة، حيث اشتركوا في التوسط لرجال أعمال كبار في الحصول على أراض لهم مقابل رشاوى وعمولات ضخمة .

التحقيقات مع فودة تسربت فيها أسماء مسؤولين وشخصيات لامعة وصحافيين ولكن وفقا لقرار حظر النشر الذي أصدره النائب العام في القضية فلم يكن متاحا معرفة كل الأسماء وتفاصيل التحقيقات، لكن ما تأكد منه اليوم الاثنين هو تورط وزير الزراعة نفسه في القضية وهو ما عجل بإقالته والقبض عليه واقتياده لأحد المقار الأمنية لاستجوابه، ومن ثم إحالته لمحاكمة قد يتم الحكم عليه فيها بالحبس
القضية ستطال مسؤولين آخرين، وقد يكون السجن مصيرهم ليصبح محمد فودة الشخص الذي بات متخصصا في إسقاط وزراء ومسؤولين مصريين ببئر الفساد.

وزير الزراعة المصري صلاح هلال

اخبار العربية


‫2 تعليقات

  1. هنا تكمن القيمه الحقيقيه للعدل فيقال ان العدل هو اساس الحكم فدولة القانون هي تلك الدوله التي يحترم فيها فالكل سوا الوزير قبل الوزير فلو طبق القانون دونما تفريق بين الخاضعين عليه لساد العدل كل مناحي الحياه. ولما احتاج للجان لمكافحة الفساد لنبدا فسادا اخر يتدثر في جلباب القانون فمجرد اليقين بوجود الفساد فالدولة ليست بحاجه لتكوين لجان لمكافحته بل هي مطابله باطلاق اليد الطولي لكبحه وهو القانون ولضمان عدله وجوب استقلال السلطه القضائيه والناي بها من التبعيه للسلطه التنفيذيه التي طالما اقعدتها عن القيام بدورها المناط بها ووجوب تعديل قانون الاجراات الجنائيه الماده ٥٨ التي تبيح لوزير العدل بسحب الدعوي الجنائيه ومجلس قضا عالي يملك حق التعيين والفصل والتاديب لا رئيس السلطة التنفيذيه فهنيئا لكم ياهل مصر بدولة القانون وما سادت الدول الغربيه الا بعد سيادة القانون فهو حلم نحلم ان تكون بلادي السودان كذلك

  2. و الله انت طيب يا عمر يا فاضلابي ، ياخي دي وهمات بتاعة مصريين ساي ، كل وزراء مبارك المتهمين تمت تبرئتهم ، السيسي نفسه قبض ٤٠ مليار دولار لم تدخل خزينة الدولة و لم تظهر في الميزانية انت ما سمعت التسريبات ولا شنو ؟ القضاء المصري هو الأسوأ في كل العالم و الساسة المصريون هم الأفسد ، انت ما سمعت السيسي و عباس يعدوا في أموال الرز الخليجي و يقولوا حلال علينا البلد ؟ بالمناسبة القضية الأخيرة تشمل ٩ وزراء وجدت تسجيلات لهم مع الصحفي لكن وزير الزراعة هو كبش الفداء ، الزند وزير العدل من بينهم و أتحدى أن تتم محاكمته و إدانته ،