استشارات و فتاوي

ما حكم الحلف على الخدمة الوطنية ؟


فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله… أنا طالب وتخرجت من الجامعة، وبعدها كما هو معروف في بلدنا أن نؤدي الخدمة الوطنية.. حاولت البحث في قسم قريب من دراستي حتى أستفيد أثناء تأدية الخدمة ولكني لم أجد، ومرَّ كثير من الزمن وأنا على هذا الحال، بعدها وجدت شخصاً قرر مساعدتي، ولكن في مجال بعيد من مجالي، وبدأت الإجراءات وتم توزيعي..
بعدها وجدت فرصة للتدريب في شركة قريبة من مجالي، ثم تم تفريغي للتدريب هناك بعلم من المؤسسة التي أقضي الخدمة بها، وعند نهاية الخدمة تم إعطائي خلو طرف لنهاية الخدمة، وعند ذهابي لمنسقية الخدمة طلب مني الحلف على أنني أكملتها من دون تفريغ ولكن وقتها لم أشعر بنفسي وحلفت كذبًا على ذلك، وبعد منحي خلو الطرف وخروجي من المنسقية شعرت بندم شديد ثم سألت عن كفارة اليمين الغموس وما يترتب عليها، ولكن لا زال هذا الندم يراودني كلما أتذكر الحليفة وأنني حلفت كذبًا.. فهل هذه الحليفة ستؤثر علي كسب رزقي مستقبلًا؟ وهل تدخل في مفهوم ما بني علي باطل فهو باطل، بمعنى أن أي وظيفة أتحصل عليها يكون كسبها حرام عليَّ؟ وماذا أفعل في هذه الحال؟

الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فهذا الحرج الذي يقع فيه الناس سببه عدم وضوح الأنظمة واللوائح مع عدم المراقبة على القائمين على إنفاذها مما يفضي إلى التلاعب المؤدي إلى التضييق على الناس في نهاية الأمر وإلجائهم إلى الحلف الكاذب، إذ كيف يحصل تنسيب الطالب في مجال بعيد عن تخصصه الذي درسه؟ ثم كيف تأذن له الجهة المخدمة وتفرغه للعمل مع مؤسسة أخرى ثم تعطيه شهادة الإكمال؟ ثم ثالثة الأثافي يطلبون منه اليمين على تأديته الخدمة كاملة دون تفريغ؟!! وهذه كلها من التعسير والتضييق الذي ما ينبغي اللجوء إليه.
ومهما يكن من أمر فقد أخطأت أيها السائل في اليمين التي حلفتها على خلاف الواقع الذي تعلمه، والمطلوب منك التوبة النصوح مما كان، ثم لا تأثير لذلك على رزقك مستقبلًا ما دمت تؤدي العمل الذي كلفت به على الوجه المطلوب، والله الموفق والمستعان.