تحقيقات وتقارير

أسواق الموبايلات والحواسيب ..جربندية وغياب التخصص..!


في عصر الاتصالات وانفجاره وازدهار أجياله المتعاقبة من المنتجات للهواتف الذكية والحواسيب بمختلف أنواعها يتم طرح العديد من الأسئلة حول أسواق انتشرت بكثافة في تجارة جلب واستيراد وبيع وصيانة هذه الأجهزة إلا أن اللافت للنظر في أسواق الخرطوم أنه بجانب وجود شركات كبرى ومتخصصة تعمل في هذا المجال إلا أن السوق الكبير للبيع والشراء والصيانة هو سوق بلا تخصص أو ضوابط سوق مفتوح للتجريب والتعامل مع تكنولوجيا متقدمة بطلق عليه السودانيون (الجربندية) وهو تعبير ربما يعود الى مفردة من مفردات اللغة التركية المنتشرة في السودان منذ خروج الأتراك من السودان.

ألوان قامت بجولة في أسواق الهواتف الذكية والحواسيب وملحقات كل ذلك من صيانة قطع غيار في زمن أعلنت فيه وزارة الاتصالات بأن هناك 22 مليون سوداني يحملون الهاتف السيار.

في جولة ألوأن وقفنا على حجم هذه الأسواق المتمركزة في وسط الخرطوم السوق الأفرنجي وأسواق الشهداء بأمدرمان وسوق بحري وبين الأطراف ويمكن أن تجد أي شئ من الهواتف والاكسسوارات ومن يعملون في الصيانة بلا مؤهلات معتمدين على خبرتهم الطويلة في التعامل مع هذه التكنولوجيا ومعظم هؤلاء لم يحصلوا على دراسات علمية في هذا المجال.

المواطن علي سليمان يعمل في مجال التعليم وجدناه في انتظار معالجة هاتفه السيار بأحد المحلات بالخرطوم يقول لألوان نحن نأتي الى هنا مع وجود شركات محدودة تابعة للماركات العالمية ولكن الصيانة تتم بمبالغ كبيرة تساوي أحياناً ثمن الجهاز بالإضافة الى أننا نسأل عن خبرات وتجارب بعض الشباب الذين نجحوا في هذا المجال وأجادوا المهنة وندفع القليل من المال ونتحصل على نتائج جيدة.

بينما يقول صديق علي صاحب محلات موبايلات وحاسوب بسوق الخرطوم إن الأمر ليس كما يصوره البعض نحن نتعامل مع بضاعة مرغوبة ومطلوبة ومعظم الذين يتعاملون في الجوانب الفنية لديهم خبرات تؤهلهم للتعامل مع تقنية الحواسيب وصيانتها والموبايلات والذين لا يكنهم ذلك يدلونك أحياناً على الجهة التي يمكن أن نجد فيها متخصصون في هذا المجال.

وفي ذات السياق يقول سامر الفكي ويعمل في صيانة الموبايلات لماذا تتهمون مجالنا هذا أليس الكثير بل الغالبية تقوم بصيانة سياراتها عند فنيين جربندية وأصحاب خبرة بينما هناك شركات للسيارات لديها اختصاصيون في هذا المجال.

وفي قلب الخرطوم عند منطقة برج البركة أكبر تجمع لسوق الموبايلات يقول منتصر أحمد إنه من المهتمين منذ الصغر بالأجهزة الإلكترونية وهو الآن يمارس هذا العمل في مجال التجارة والصيانة أيضاً لخبرته الطويلة التي اكتسبها في هذا المجال ويقول إنه يمارس المهنة منذ أكثر من عشرة أعوام ولم يتلق دراسات أكاديمية في هذا المجال.

ويقول عادل عبد الرحيم خريج من جامعة السودان علوم حاسوب إن سوق الجوال في انتعاش مستمر وأن المجال مفتوح وتظهر في كل وقت أنواع جديدة وموبايلات حديثة لذلك يجتاج الامر الى الدقة ولابد من التخصص ودراسة علوم الحاسوب والتكنولوجيا، أما منتصر الدمياطي مصري الجنسية قدم إلى السودان للعمل مؤكداً بأن الاسواق هنا منتعشة كثيراً وهو يختصر عمله على التجارة في الشراء والبيع.

ويبقى إن نعلم أننا أمام سوق تتجاذبه مشكلات بين التخصص الفني المهني ووصول آخرين يعملون بالهواية واكتساب الخبرة عبر الزمن والمواطنون يبحثون عن استمرار خدمة أجهزتهم ولايسألون عن التخصص.

الخرطوم ـ ألوان: هيبات الأمين


تعليق واحد

  1. عجبن لكم ايهاالسودانيون اذا جلس الشباب عاطل قالو لم يبحس عن عمل واذا وجدعمل تقولوجربندي