لسنا (قشاً) !!
*وأنا صغير كنت مبهوراً بالقوة التي تُنسب إلى اثنين من رفاقنا..
*كنت أنظر إليهما كما ينظر الناس الآن إلى بروك ليسنر وأندر تيكر..
*أو كما كان ينظر المصريون – أيام شباب نجيب محفوظ – إلى (فتوات بولاق)..
*ومن شدة إعجابي بهما كنت أفاخر بأنني رافقت مجدي إلى الجهة الفلانية مثلاً..
*أو أن بكري أعطاني حفنة من تمر (أبتي مودا) الذي كان يضعه في جيبه..
*أو أنني جالستهما الاثنين معاً حين كانا يخططان للانتقام من (صعاليك) حلة العرب..
*وعصر يوم وجدت نفسي أخوض معركة مع أحدهما لم أختر لها زمانها ومكانها..
*أو بالأصح ؛ ما كنت لأختار زمانها ومكانها أبداً لو أنني كنت (واعياً لنفسي)..
*أي مدركاً لهول الخطب الذي كنت بصدد إقحام (نفسي) فيه وقتذاك..
*ولكن نفسي هذه فوجئت بالذي كان يهاب (الأسدين) يفتك بأحدهما فتك السبع للظبي..
*وسمعت حينها صوتاً يصيح بجوارنا (باللاهي أتاريك انت قش؟!)..
*ولولا الغضب الذي عطل حاسة الخوف بداخلي لما اكتشفت – والصائح هذا – أن فلاناً (قش)..
*ولما أدركت حجم (الوهم) الذي كنت أعيش فيه – والرفاق- سنين عددا..
*و(هم) أن مجدي وبكري أقوى من صاحب هذه الزاوية – وصبية الحي كلهم – بكثير..
*وانقلب الانبهار من جانبي تجاههم إلى (احترام) كبير من تلقائهم نحوي..
*وكذلك (الأقوياء) في بلادي- عدا قلة – يتوهمون أنهم محض (قش) قياساً إلى الأخرين..
*وأعني بالآخرين هنا الذين نحس إزاءهم بعقدة النقص من الشرقيين والغربيين والأعراب..
*أما مفردة (الأقوياء) فاقصد بها المتميزين في المجالات المهنية كافة..
*فلننظر إلى مصر القريبة هذه لنرى كيف يشعر المبرزون فيها بقيمتهم..
*وشعورهم بقيمتهم هذا ينعكس إيجاباً في تقويم – ولا يصح أن نقول التقييم- الآخرين لهم..
*وللسبب هذا اشتهر الكثيرون منهم – خارج الحدود – في مجالات الطب والعلوم والأدب والصحافة..
*اشتهر-على سبيل المثال- مجدي يعقوب وأحمد زويل وفاروق الباز ونجيب محفوظ وأنيس منصور..
*وكل واحد من هؤلاء قد يكون لدينا مثله – وأكثر- ولكن يُقعد بنا توهم التضاؤل حيال (قوة) الآخرين..
*فلننفض عن أنفسنا غبار وهم الخوف من (قوة) الآخرين هؤلاء لنشعر بقيمتنا..
*فقد نصيح عند اكتشاف أننا الأقوى (باللاهي أتاريكم قش؟!).
الصيحة
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة