سعد الدين إبراهيم

إنهم يشيعون الفاحشة


اعتدت أن أروق المنقة ولا ألفح الكلام وأجرى بي.. لذلك لم أعر أغنية (خبر الشؤم) اهتماماً حتى أسمع الناس.. وسمعت.. أخيراً طلبت من أبنائي أسماعي هذه الأغنية.. في موقع فنانتها (وأنا حزين لأن أبنائي استمعوا إليها ولا استطيع منعهم)، التي أخذتها العزة بالإثم .اندهشت من نسبة اللحن إلى شاعرها (إن كان شاعراً) بصفته ملحنها.. هذا ليس لحنه هذا لحن تراثي معلوم من قديم الزمان هي أغنية (السوط.. السوط أحر من الموت يا جنا)، وهذا اعتداء على الملكية الفكرية الشعبية وسرقة لأغاني التراث.
المفاجأة التي لاحظتها أن الأغنية لا تحارب الشذوذ بل تعلن عنه وتوطد له فلا يوجد وصف يدين الظاهرة سوى إدانة لخبر لم يوضح كنهه “خبر الشؤم.. وخبر الروم فاح واتناقلوا الحروم”.. هنا الإدانة للمرأة التي تهتم بالأخبار التافهه وتروج لها وتتناقلها… والأغنية تروج لأفعال الشذوذ.
رسم الحنة خته الروج
قص الحاجب سايق فوق
ثم تتحدث عن ظاهرة زواج المثليين ولم تشهدها بلادنا بعد فهي ظاهرة غربية
الدبارة يا دراج شيتاً جابلو عقد وزواج
وإذا أردت أن تتعلم فنون الشذوذ فهي من تقليد المرأة في زينتها
خت الشملة زيت ونطع
وطبق البوخة فعلو بشع
البنات بعاينن لي خشمو فلقة نضمي صقع
ركاكة متناهية هذا ليس شعراً غنائياً، هذا سجع سخيف ليس فيه من فنون الشعر ما يشفع له.. تستمر الركاكة والانحطاط..
اسعد قليلو سوسو سعاد
ناقصو التوب ويتبلم
لم تدن الأغنية الشذوذ بل وصفته كما أن الأغنية تدين الرجال دون ذنب جنوه.
الكلام بجيبلو كلام
يا خشمي الفصيح نضام
ندمني الرجال قدام
كما تدين السفارات دون ذنب جنته.. السفارة شغلك ني.. اشرتيلو كايرو دبي
تستمر الأغنية المنحطة في السجع السخيف
كسر العين هو نان كيفن
قولك قول شراب علقم
عموماً لم أجد بيتاً واحداً إن كانت هذه أبيات شعرية فيه ولو ذرة من فنون الشعر
تناولت الأغنية السودانية مرة.. حادثة خداع شاب لفتاة تخلى عنها بعد أن اخطأ معها.. وذلك في الأغنية المعروفة (خدعوك وجرحوا سمعتك). بفنية عالية ودون إسفاف عالجت المشكلة وخلدت الأغنية وتأثيرها فعال في تحذير الفتيات من هذا الفعل الشنيع.
ثم من قال إن الأغنية من وظائفها محاربة الظواهر الشاذة بهذا السفور، فأعمل أغنية للزنا أليس حراماً.. وأغنية للمثليات أليس هو شذوذ.. ثم أخشى ما أخشاه أن تكون هذه الأغنية من أغاني (المغارز).. وأن المقصود بها (زميل) شاعر وملحن يعاني من هذه الظاهرة والمقصود إغاظته وليس إدانة الظاهرة ولا يمكن وصف هذه الأغنية وشاعرها بالتمرد.. والتمرد سلوك سالب ضد قيم المجتمع وقيود السلطة الأبوية الخيرة فتعاطي المخدرات وشرب الكحول تمرد.. وتحدى قيم المجتمع وثوابته تمرد والانضمام إلى (داعش) تمرد.. هنالك نوع من الثورة على بعض الأوضاع يمكننا تسميته تمرد ايجابي.. مثل ثورة الشباب على الشيوخ التقليديين ومثل تمرد الفنانين الحديثين على نمط الحقيبة السائد والثورة عليه بإبداع الأغنية الحديثة.. ولكن هذا ليس تمرداً بل وبدون مؤاخذة (قلة …..).. عجبت أن تكتفي المصنفات بإيقاف الأغنية وما معنى إيقاف الأغنية بعد أن عمت القرى والحضر وسمعها القاصي والداني.. كيف توقفها بأثر رجعي دون إلحاق عقوبة صارمة لمرتكبي هذه الأغنية المنحطة.. إنهم يشيعون الفاحشة.. أغثنا يا الهي!


‫6 تعليقات

  1. سلام عليكم
    إن الحكومات والمصنفات والدايات والرايات والدبابات، (وغير ذلك) لا يغير شيئا. لقد أنزل الله الكتب وأرسل الرسل، والناس هم الناس. والعلاج الوحيد هو شهادة الحق والحكم العادل. وهذا فعل الطيبين والطيبات ضد الخبيثين والخبيثات.
    وقول الأخ سعد (م أخشى ما أخشاه أن تكون هذه الأغنية من أغاني (المغارز).. وأن المقصود بها (زميل) شاعر وملحن يعاني من هذه الظاهرة والمقصود إغاظته وليس إدانة الظاهرة)؛ هذا صحيح ولكن المقصود مجاراة ومصالحة تلك الصحفية التي تجرأت بنبش الحكاوي التي تسيئ وتدين بعض المجهولين، وبعض المعروفين بما فيهم فنانة خبر الشوم.

  2. لن اقول الله يلعن ندي القلعة لكين اقول الله يرضى عليكم الرجاء ان نجر خط احمر ونقاطع البنت اكلة اموال ومدخرات ابناء الشعب المسكين وسمنت وتورمت وهي تبتسم فرحة بذلك اللحم من خيرات واموال الشعب والذهب الذي تتبجح به ايضا من مال الشعب المسكين وقس علي ذلك من لبس وحناء فيا اهل السودان نساء قبل الرجال فالنهب جميعا بمقاطعة جادة وكبيرة فلا حفلات عامه ولا حفلات زواجات ارجو ثم ارجو ان نتقي الله في انفسنا ياناس والله سوف تحاسبون يوم لاينفع مال ولابنون ،،مع الشكر

  3. التحية لكم سودانيز اون لاين وللاستاذ سعد الدين الطيب ودون اي مقدمات اولا نحن ليس من الصغار او المواهب التي تحبي علي بلاط خارطة الابداع السودانية الفنية نحن اصحاب تجربة عرفها الشعب السوداني والوسط الفني امتدت لمسيرة عشرون عاما حفلت بمئات الاغنيات التي خرجت عشرات المغنيين ورسخت عبر أصوات المع نجوم الغناء الشباب والكبار ويكفيني منها ثنائية مع الراحل محمود عبدالعزيز في 14 اغنية شاع سيطها وتربعت علي عرش الساحة وقلوب ملائين البشر التي شهدت لنا بالإبداع وكل ما هو شرف لنا من أهل ذوق وأدب وابداع فليس من اللياقة والاحترام ان تختار أسلوب جارح وتلميحات ومفردات مهينة لمثلنا نحن تربينا علي احترام الكبير ولسان الحكمة والأدب في خطاب كل من اتفقنا معه او خالفناه الرائ وعندما تتحدث عن الموسيقي والألحان كان ينبقي ان تحترم خيارات واختيارات ذوي الشان منهم  الخالدي ومحمود تاور ومحمود عبدالعزيز وعمار السنوسي وجمال فرفور ومئات الشباب الواعد الفنان  نساء ورجالا حينما آمنوا وشرعوا ان تعاملوا معي كملحن فما أحيل ان هذه الاسامي جاملت متسلق ومدعي وأن كانت توجد اسباب اخري فعلي العموم انا لست رجل اعمال امنح المال ليغنوا لي الكبار من ألحاني او كلماتي لأغنية التراث تلك الصوت احلي من الموت كسرت دهشتي وصمتي ضحكا علي قامات تخطت حدود درايتها والمامها بعلوم الموسيقي فليس هنالك غضاضة ولا غرابة أن تصوبني شاعرا او ناقدا واديبا او ابا واخا اكبر حبا وطواعية فحقا هو لك يا طويل الباع ولكن موسيقيا حدك فهي مشكلة استقلال المكانة والمنصب والكرسي والتخصص الذي ارهق السودان كثيرا ومازال يئن تحت وطئة قدميه مالم تعرفه انت الكثيرين أنني دارس واعزف الموسيقي ومطرب صاحب صوت مجاز منذ نعومة أظافري فكل هذه الاشياء لا يجوز أن تدفعني لسرقة لحن صوت وموت وياجنا وعموما هنالك مايسمي بالنوتة والتدوين ففي حضرة الماء يبطل التيمم لنري اما الصوت الاحلي من الموت طالني بسبب اتهامكم لي بسرقة لحن تراثي واما ارتد علي مذاعم  اهله اما عن التطرق للظاهرة فانتم تزينون الواقع الجميل وانتم تعلمون انه امر مما يتصوره كل من في قلبه نخوة وحمية ومروءة وغيرة علي العرض نعم الشعب السوداني بخيره وسيظل بخيره الي ان يرث الله الملك ومن علي البسيطة ولكن هذا لاينفي تفشي الظاهرة وانتشارها بين كافة الفئات العمرية والاوساط داخل وخارج البلاد باسم المواطن السوداني وباسم الاحرار والشرفاء فنحن تطرقنا لحرب وردع ظاهرة وليس افراد بعينهم فليس نحن من يكتب اغنيات المغارز فمن يبدا حياته بتوام روح وتروح انشاءالله في ستين واكتبي لي ومئات أغنيات الفراسة والشهامة والرجولة لا ينهيها في السبعمائة بأغنية غرزة يا استاذ محترم انت اسئت لكل الشعراء حينما أشرت لأنني قد أكون كتبتها في زميل شاعر يمارس تلك الظاهرة لأني حقيقة لا أعرف شعراء او مطربين وملحنين بهذه الأخلاق وليس لدي احتكاك بوسط الشعراء او المطربين نفسهم علي المستوي الشخصي مع احترامي لهم حتي يتثني لي معرفتهم بصفة وبشكل يقحمني في هذه المواقف التي أشرت إليها دع هذا كله جانبا واسمعها مني ردة فعل الشارع العام والمواطن كانت أكثر من إيجابية في الاعتراف بوجود الظاهرة ووجوب مكافحتها لتنعم المجتمعات بالاطمئنان علي أفرادها وأبنائها اللذين من ضمنهم كل ابناؤك وابنائ ان كان لي في المستقبل ابناء واخواننا فهم رجال الغد وحملة راية المستقبل المثالية في كل مجال سيكون منهم المعلم المربي والوزير والعامل والمدير ولا ننكر أن هنالك جهات اعتبارية وأشخاص مستنيرين وقفوا معنا مؤيدين ومشيدين بالدور الذي قمنا به كذلك هنالك من خالفنا بأدب ولم يسئ إلينا الا انه تحفظ علي أسلوب التناول وأولهم اعتبارية المصنفات التي لم نختلف معها وتقبلنا أمر الانصياع لقرارها في ترديد الاغنية والتزمنا بعدم تريد الاغنية ليس ايمانا منا بالاعتراف بالخطأ ولكن احترام لكيانها ولصلاحياتها الممنوحة لها وكان علينا طاعتها وفعلنا ما ارادته حفاظا علي روح القانون واحترام لسيادتها ولكن مااحزننا اراء بعض اصحاب الاقلام التي كنا نعول عليها في الوقوف معنا ودعهمها لنا من باب انه دور المبدع في اصلاح شان المجتمع وتمثيله للمرشد والمعلم في دولة حضارة ورقي كان سلبيا بل كان مجحفا في حقنا وان قلنا ماكتبه قلمك لا ياثر في موقف القضية ويعني  خزلان لنا وخسارة حقيقية نكون قد كذبنا علي انفسنا ولكن ليس لدينا مانقوله الا انه الرسل وجدت من حاربها وهي آتية بالكتب السماوية فكيف نحن هيثم عباس أتينا من قاع الانحطاط ومجتمع الغرزة كما وصفتنا ان لاتهدر كرامتنا ان لم يكن دمنا فاعلم انك يا استاذ سعد الدين تحدثت عنا وعن خبر الشوم الذي أتينا به وأنه حقا لخبر الشوم دون ان تعرج علي نبذ الظاهرة والوقوف ضدها ولو بكلمة فكانك تنكر وجودها وسقف ممارساتها من مظاهر علي مستوي العلانية فقد يعني لنا هذا واحد من امرين اما انك مثالي وبرئ ولاتدري بمايدور من حولك وحول المجتمع واما انك متنصل من واجب الوقوف ضدها عملا بفلسفة الحواف ربي عياله