مزمل ابو القاسم

الحب في ذاتو مبرر كافي


* لي قناعة لا تتزعزع، مفادها أن السودانيين يحبون كرة القدم أكثر من البرازيليين، المصنفين كأكثر شعوب الأرض عشقاً للمستديرة.
* عشق البرازيليين لكرة القدم مبرر ومفهوم الدوافع، لأنهم ينجبون أفضل المواهب، ولأن منتخبهم الأكثر فوزاً بلقب (المونديال)، ولأن فرقهم تبرز في مونديال الأندية، وتتفوق في مسابقات (كوبا أميركا والليبرتادوريس) وغيرها، كما أن ملاعبهم الجميلة، ومنشآتهم الفخمة تُحِّول مبارياتهم إلى كرنفالات للفرح.
* أما عندنا فلا توجد مغريات تذكر في عوالم كرة القدم، بخلاف الحب الصافي، و(الحب في ذاتو مبرر كافي) للتعلق (بالمجنونة) عند السودانيين.
* لا ملاعب مجهزة، لا إستادات جاذبة.. الدخول في عنت، والخروج بمشقة، والجلوس على (الجابرة)، والصفوف طويلة ومتداخلة.
* الوصول إلى المدرجات المتهدمة عبر البوابات المتآكلة كولوج الجمل في سم الخياط.
* الإمكانات هزيلة، والإنجازات شحيحة ولا أدل على ذلك من أن كل حصاد السودان في البطولات القارية انحصر في بطولتين فقط، واحدة ظفر بها المنتخب الوطني في العام 1970 (قبل أن يعرف الأفارقة كرة القدم كما ينبغي)، والثانية على صعيد الأندية، وحصل عليها المريخ قبل أكثر من ربع قرن.
* لو فرضت الظروف على البرازيليين أن يدخلوا إستاداتٍ تفتقر إلى أبسط المقومات وأقل الخدمات، ولا تتوفر حتى على مرافق صحية.. لو أجبروا على أن الوقوف عدة ساعات، لمتابعة مبارياتنا، والفرجة على فرقنا ولاعبينا لانصرفوا عن متابعة كرة القدم إلى الأبد.
* السودانيون ينتزعون المتعة من جوف المعاناة، ويزدادون هياماً بالمستديرة كلما خذلتهم أنديتهم، وأوجعتهم منتخباتهم بالهزائم، فهل يمكن أن نقارن عشقهم للعبة بمن تهيأت لهم كل ظروف المتعة، وتوافرت لديهم كل مقومات الفرجة على أجمل كرة قدم في المعمورة؟
* قبل أيام تقدم مدرب المنتخب الوطني (مازدا) باستقالته من تدريب المنتخب على شاشة قناة (بي إن سبورت)، بعد لحظات من نهاية مباراة خاضها منتخبنا أمام نظيره الجابوني في تصفيات كأس أمم أفريقيا (الجابون 2017)، وانتهت بهزيمة كارثية للسودان (رباعية نظيفة)، معللاً قراره بغياب دعم الدولة، وضعف الإعداد، وعدم تعاون الأندية مع المنتخب.
* المنتخب يتدهور ويتلقى أسوأ الهزائم، وأنديتنا متفوقة في دوري أبطال أفريقيا، لأن الفرق تحظى بما لا يتمتع به المنتخب من عناية وتحضير وتحفيز.
* ينفق إداريو المريخ والهلال المليارات على إعداد الفريقين، وقادة الاتحاد السوداني لكرة القدم مهمومون بالسفريات، ومشغولون بالمناصب، والمنتخب يأتي في قاع اهتماماتهم، بدليل أنهم أفقدوه من قبل ثلاث نقاطٍ غالية حصل عليها من بطل أفريقيا بخطأ كارثي، عندما أشركوا لاعباً موقوفاً أمام منتخب زامبيا!
* تصحيح مسار الكرة السودانية يبدأ بإقناع الدولة بتحسين حال بنياتها الأساسية المنهارة، وزيادة معدل الإنفاق على الرياضة عموماً، والمستديرة على وجه الخصوص، مع إبعاد رموز الفشل من ساحاتها، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.


‫3 تعليقات

  1. تصحيح مسار الكرة السودانية يبدأ بمنع أمثالك من الكتابة وبث التعصب ونشر البغصاء والتربح من جيوب السزج المساكين …

    إتق الله فى ما تكتب …

  2. الاتحاد الحالي ابن شرعي للمريخ لكن عشان ما أدوك النقاط قملت تنقلب عليهم
    الدولة لا تستطيع تغيير الاتحاد وانت تعرف هذا
    لكن المريخ هو من يتبنى هذا الإتحاد …. والآن ضرب من بيت ابيه