محمود الدنعو

100=841


بعد مرور مئة يوم على تسلمه السلطة في نيجيريا رئيساً منتخباً وإطلاقه وعداً بإنهاء جماعة بوكو حرام، لا يزال الرئيس النيجيري محمد بخاري يؤكد أن الجيش يحقق انتصارات ميدانية ضد الجماعة التي باتت محاصرة عملياً في غابة سامبيسا المعزولة بولاية برونو شمال شرق نيجيريا.
وتبدي الصحافة النيجيرية تفاؤلاً كبيراً، وتؤيد السياسة التي يتبعها بخاري في القضاء على الجماعة، وفي ملفات البطالة والفساد، رغم أنه بعد مرور مئة يوم على السلطة لم يشكل – بعد – حكومته التي تستطيع تنفيذ هذه السياسات التي بموجبها نال أصوات الناخبين النيجيريين في انتخابات أبريل الماضي، مسجلاً سابقة في تاريخ البلاد بأن يفوز مرشح المعارضة على الرئيس، وهو في السلطة. وكان الرئيس السابق جونثان غودلاك شهد عهده تراجعاً وتدهوراً كبيريْن في الأمن، مما سمح لجماعة بوكو حرام بالتقدم في الكثير من مواقع العمليات، ونفذت أكبر وأبشع عملية اختطاف عندما اقتادت نحو أكثر من مئتي تلميذة من مدرسة شيبوك نحو غياهب المجهول، وحتى بعد مرور أكثر من 500 يوم على اختفائهن لا يزال مصيرهن غير معروف.
100 = 841 هذه ليست ألغازاً في عملية حسبابية معقدة، ولكنها نتاج جردة حساب لمئة يوم من تسلم الرئيس بخاري السلطة وتجديده الوعد أثناء مراسم أداء القسم بالقضاء على الجماعة نعم تعرضت الجماعة إلى ضربات موجعة، ولكنها لا تزال قادرة على مواصلة نشاطها الدموية، وتقول الإحصائيات إن الجماعة حصدت أرواح (841) من الأبرياء، بحسب صحيفة (ديلي ترست) النيجيرية، بينما هلك من الجماعة 40 مقاتلاً وجرح نحو 376 آخرين، وأمسكت الصحيفة عن خسائر الجيش النظامي النيجيري خلال المواجهات الأخيرة مع الجماعة التي توسع نشاطها جغرافيا ليشمل الكميرون وتشاد المجاورتين، بجانب تشكيل قوة إقليمية من دول الجوار النيجيري في محاولة للقضاء على هذه الجماعة التي توصف بـ (داعش أفريقيا).
وفعلا 100=841 ولكنها في الوقت نفسه الـ100 أصغر من الـ841 بعكس منطق الرياضيات، ولكنها بمنطق الرضا والتفاؤل من قبل النيجيرين بأن الجنرال بخاري سيفي بوعده، ويدحر الجماعة المتشددة إلى الأبد بحلول نهاية العام الجاري 2015.
ولكن ديفيد أوتو الخبير في مجال محاربة الإرهاب ومدير(تي جي اس) للاستشارات الاستخباراتية يرى أن الحملة العسكرية لوحدها لا يمكن أن تقضي على جماعة بوكو حرام. ويضيف في حديث إلى (انترناشينال بزنيس تايمز) أن أفضل استراتيجية للقضاء على الجماعة هو تطوير برامج توعية توفر للشباب قدرة على محاربة الأيدولوجيات، وأن على الحكومة أن تتناول عوامل مثل الفقر وقلة التعليم وفرص العمل التي تشجع الشباب على الانضمام إلى الجماعة على أمل تحسين ظروف حياتهم.