استشارات و فتاوي

عبد الحي يوسف: ليس في ترك الأضحية إثم؛ حتى على القادرين على ثمنها


فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أخت تسأل: هل من الواجب على الزوجة التي لديها مال أن تشتري ضحية العيد في حالة عدم توفر زوجها على المال؟ وهل عليها إثم إن لم تفعل ذلك؟ وجزاكم الله خيرا.

الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

فليست الأضحية بواجبة – في قول جمهور العلماء – بل هي سنة مؤكدة، وليس في تركها إثم؛ حتى على القادرين على ثمنها، وعليه فليس على الزوجة أن تبتاع الأضحية من مالها، لكنها لو فعلت فهي مأجورة مشكورة، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله من هراقة دم، وإنه لتأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها، وإن الدم ليقع من الله عز وجل بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا بها نفساً} رواه ابن ماجه والترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب. وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله ما هذه الأضاحي؟ قال: سنة أبيكم إبراهيم، قالوا: ما لنا فيها؟ قال: بكل شعرة حسنة، قالوا: فالصوف؟ قال: بكل شعرة من الصوف حسنة. رواه أحمد وابن ماجه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من وجد سعة فلم يضح فلا يقربن مصلانا. رواه أحمد وابن ماجه، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنفقت الورق في شيء أفضل من نحيرة في يوم عيد. رواه الدارقطني.


‫3 تعليقات

  1. السؤال ما حكم من لديه سعة من المال ولم يضح ؟
    الإجابــة
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

    فالأضحية هي: ما يذبح من بهيمة الأنعام في أيام الأضحى تقرباً إلى الله عز وجل، وقد اختلف العلماء في حكمها على قولين:
    الأول: أنها سنة مؤكدة، وهذا قول الجمهور.
    الثاني: أنها واجبة، وهو قول الأوزاعي والليث، ومذهب أبي حنيفة، وإحدى الروايتين عن أحمد.
    ومن أدلة القائلين بالوجوب قوله صلى الله عليه وسلم: ” من وجد سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا” رواه أحمد وابن ماجه والدارقطني والحاكم.
    وقوله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة: “يا أيها الناس إن على أهل كل بيت أضحية وعتيرة”.
    قال الحافظ في الفتح: أخرجه أحمد والأربعة بسند قوي. وقال الحافظ: ( ولا حجة فيه لأن الصيغة ليست صريحة في الوجوب المطلق، وقد ذكر معها العيترة وليست بواجبة عند من قال بوجوب الأضحية) اهـ.
    والعتيرة هي الشاة تذبح عن أهل البيت في رجب، وقد جاء في الصحيحين: ” لا فرع ولا عتيرة” وروى أبو داود والنسائي وابن ماجه وصححه الحاكم وابن المنذر عن نبيشة قال: نادى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إنا كنا نعتر عتيرة في الجاهلية في رجب فما تأمرنا؟ قال: اذبحوا لله في أي شهر كان…..) الحديث. قال الحافظ في الفتح ( ففي هذا الحديث أنه صلى الله عليه وسلم لم يبطل الفرع والعتيرة من أصلهما، وإنما أبطل صفة كل منهما، فمن الفرع كونه يذبح أول ما يولد، ومن العتيرة خصوص الذبح في رجب.) انتهى.
    واستدل الجمهور بقوله صلى الله عليه وسلم: ” إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظافره” رواه مسلم.
    وبأن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى عن أمته، وبقوله ” ثلاث هن علي فرائض ولكم تطوع: النحر والوتر وركعتا الضحى” أخرجه الحاكم .
    واستدلوا أيضاً بما صح عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أنهما كانا لا يضحيان مخافة أن يظن أن الأضحية واجبة.
    وقد صرح كثير من القائلين بعدم الوجوب بأنه يكره تركها للقادر.
    ولا شك أن تارك الأضحية مع قدرته عليها قد فاته أجر عظيم وثواب كبير .

  2. قبل أيام من العيد ذهب رب عائلة متوسط الدخل للسوق لشراء أضحية العيد و بعدما اختار الأضحية و دفع ثمنها التقى بأحد أصدقائه و طلب منه ان يأخذ الأضحية الى منزله لأنه كان مشغول و كان صديقه متوجه الى ناحية بيته .
    الصديق لم يكن متأكد من موقع المنزل بالضبط فأخطأ و أخذ الأضحية الى جيران صديقه و أعطاهم اياها قائلا هذه الأضحية لكم دون ان يذكر مِن مَن الجيران فقراء لا يملكون المال لشراء الأضحية ففرحوا كثيرا ظنا منهم أنها من احد المحسنين الى درجة ان زوجة صديقنا انتبهت لهم من شدة الفرحة و تسائلت في نفسها من اين لهم بالمال لشراء الكبش .
    عندما عاد الى المنزل توقع ان يجد اولاده فرحين بالكبش لكن كل شيء عادي دخل المنزل و سأل زوجته فردت عليه ان لا أحد اتى بالأضحية و تذكرت جيرانها، و قالت له اعتقد ان صديقك اخطأ و أخذ الأضحية لجيراننا فاذهب و آت به.
    فرد عليها ان الله قد كتبها لهم و لا يحق لنا ان نسلب فرحة الأولاد الفقراء، وقرر ان يذهب لشراء أضحية أخرى عندما عاد إلى السوق وجد أحد البائعين يحط رحله فذهب اليه و قال في نفسه سأكون اول المشترين عليه عسى ان يساعدني في الثمن .
    فعندما وصل عنده قال له البائع في الطريق وقع لي حادث و نجوت انا وماشيتي بأعجوبة و نذرت نذرا أنه سأدع أول زبون يختار أفضل أضحية و يأخذها بدون ان يدفع شيء
    فسبحان الله قال تعالى ” ومن يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب ” .

  3. سبحانك انت الرازق (نسال الله ان يزين قلبك بالايمان والتقوي يا المحايد في سردك هذا