فدوى موسى

خرشة .. إسكراتش


جاءتني في الواتساب هذه الرسالة التي تحكي عن قصة .. تقول الرسالة (بعد أن اصطبح بسيجارة من امها مرق قال يعزي نسوان جارهم حاج عبيد الله في موت راجلن.. عبيد الله عندو مرتين.. وهو اتذكَر انو ما عزاهن.. رجع حزين جداً وزعلان قعد في الكرسي الفي الضل وهو سارح.. حنان قاعدة تكنس في الحوش (غايتو يا حنان الدنيا دي مافيها خير مشيت عشان أعزي نسوان حاج عبيد الله.. واحد قريبهم قال لي ما بتقدر تقابلهن عشان هن في الحبس.. إنت يا حنان النسوان ديل محبوسات في شنو ؟)
استمر وهو في غاية الحزن وقرَّب يبكي وحنان جدعت المكشاشة وخلت الكنس ووقفت متمحنة.. في راجلا الطاشي دا .. (الغريبة السنة الفاتت مشن معاهو الحج.. إن شاء الله يكونن محبوسات في شيكات ما يكون محبوسات في عرقي وإلا نصيبة تانية .. (انتي يا حنان النسوان ديل حبسوهن قبال الوفاة وإلا بعد الوفاة) .. حتى هنا وانتهت القصة المرسلة والتي ملخصها في أول جملة (الإصطباح بسيجارة من أمها) حقيقة أمر المخدرات بات هاجساً للأسر، خاصة وأن هناك طرقاً كثيرة باتت تتم بها الاستقطابات للشباب تشيب الرأس عبر إضافة (الخرشات أو الإسكراتشات) كما يتعارف المستخدمون للمخدرات على تسميتها .. بل أن البعض يقول إن جرجرة الشباب للإدمان تتم دون أن يدروا عبر إضافتها في المشروبات الساخنة خاصة القهوة من قبل أصدقاء (الضرر).. الآن الشباب مستهدفون بالكثير من المخاطر، ولكن تدمير العقول واستلابها بالمخدرات أصبح هماً عالمياً، ونحن قوم نعشق كلمة (العالمية).. كنت من قبل قد كتبت ملاحظاتي عند زيارة إحدى الولايات التي يشتكي سكانها من خطر تعرض شبابها لخطر المخدرات، حيث تتوفر فيها (المادة المخدرة) من الدولة المجاورة وبسعر زهيد جداً، مما يجعل الأمر مغرياً لهم ليعيشوا لحظات سعادة زائفة في ظل بطالة وإحباط وطموحات مقهورة.. مهما قلنا أو كتبنا تظل عقول شبابنا أمام هذا الخطر الداهم مستهدفة ومقصد ومرامي للسهام عبر أقرب الطرق، وهم الرفاق الذين أيضاً ضحايا شبكات إجرامية .
آخر الكلام:
كم شاب نضر أو شابة نضرة كان يؤمل فيه وفيها، إنكسروا في نصف الطريق دون أن تكون هذه وجهتهما.. تحققوا من رفاق ورفيقات الأبناء والبنات وحاولوا أن تكونوا الأقرب لأبنائكم حتى تحيطهم بالأمان من مثل هذه الإبتلاءات..
مع محبتي للجميع.