محمود الدنعو

متى يُغلق غوانتانامو


بعد أن كانت خطة البيت الأبيض لإغلاق سجن غوانتانامو سيئ السمعة دولياً على وشك التنفيذ، أصحبت اليوم مع الذكرى الرابعة عشرة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر بعيدة المنال أو على الأقل ليست في المنظور الزمني القريب.
وتعود الأسباب وراء تأجيل إغلاق السجن حتى الآن، رغم إعلان الرئيس الأمريكي المكرور، عزمه الوفاء بالوعد الانتخابي منذ ولايته الأولى بإغلاق هذا السجن، تعود – بحسب مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون – إلى البحث عن سجن عسكري أو مدني أمريكي يكون بديلا لغوانتانامو من أجل استيعاب الـ116 سجيناً حالياً بالسجن حين الإغلاق.
وبحسب موقع (ديفينس ون) الأمريكي المختص في أخبار الدفاع، بأن مسحاً تجريه وزارة الدفاع لإيجاد سجن بديل لاستقبال معتقلي الحرب على الإرهاب، يعد (الخطوة الأخيرة) لإغلاق السجن، لم يستقر حتى الآن على بديل مناسب، وإن انحصرت الخيارات في خمسة سجون عسكرية منها ليفانورث وشارليستون وسجن البحرية الموحد في شيسابيك.
وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض لصحيفة (هوفينغتون بوست) الأمريكية طالباً عدم الكشف عن هويته، لأن المسح لا يزال في طور الإعداد: “لدينا خطة جادة لإغلاق غوانتانامو، ولكن مسح الموقع الذي يجريه البنتاغون هو المكون الرئيس لهذه الخطة”
قبل ست أسابيع تقريباً من حلول الذكرى الرابعة عشرة لأحداث 11 سبتمبر، قالت الإدارة الأمريكية، إنها في المراحل الختامية لإعداد خطة الجزء الحاسم فيها الاتفاق مع الكونغرس لإغلاق السجن، وبعض التقارير أشارت إلى أن البيت الأبيض ربما بعث بالخطة إلى الكونغرس قريباً جداً، ولكن المسؤول الكبير بالبيت الأبيض، يقول: “نود أن نؤكد أن خطتنا لإغلاق آمن للسجن غطت كل الأساسيات، ولكن ليس لدينا تحديد لتاريخ إرسالها إلى الكونغرس”.
ويرى الكثير من المراقبين بأن إغلاق السجن سيستغرق وقتاً طويلاً حتى تتوصل وزارة الدفاع ووزارة العدل التي تشرف على جميع السجون بما فيها العسكرية، إلى اتفاق حول تحديد المواقع الأولية لسجن البديل التي يجب أن تتوافق مع المطلوبات، ومنها المرافق المدنية التي شدد عليها الرئيس باراك أوباما خلال ولايته الأولى.
فريق المسح من قبل البنتاغون المكلف بالعمل على إيجاد البديل المناسب لسجن غوانتانامو توطئة لعرض خطة الرئيس أوباما على الكونغرس للمصادقة عليها، والبدء في تنفيذ عملية الإغلاق، يعمل هذا الفريق تحت ضغوط عامل الزمن، خشية أن تنصرم فترة ولاية الرئيس أوباما الثانية دون الوفاء بوعده إغلاق السجن الأشهر في العالم المعاصر.
السؤال بعد أن كان: هل سيُغلق؟ بات اليوم: متى يُغلق؟ وعلى الرئيس باراك أوباما الإسراع في الإغلاق حتى ينال شرف إغلاق أسوأ المعتقلات الأمريكية.