استشارات و فتاوي

أخذ المضحي شيئاً من شعره أو ظفره.. هل ينقص ذلك من أجره؟ أم يلحقه إثم؟ وهل أضحيته صحيحة؟


السؤال:
إذا أخذ المضحي شيئاً من شعره أو من أظفاره متعمداً أو ناسياً،هل ينقص ذلك من أجره؟ أم يلحقه إثم؟ وهل أضحيته صحيحة؟

الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..
فالواجب على مريد الأضحية أن يجتنب أخذ شيء من شعره أو أظفاره منذ أن يدخل شهر ذي الحجة لما رواه مسلم من حديث أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره)) ولا خلاف بين أهل العلم في أن من خالف هذا النهي النبوي ثم ضحى فأضحيته صحيحة مجزئة، لكنهم اختلفوا في دلالة النهي فقال الشافعي وأصحابه: هو مكروه كراهة تنزيه وليس بحرام، وقال سعيد بن المسيب وإسحاق وأحمد وبعض أصحاب الشافعي: يحرم عليه أخذ شيء من شعره وأظفاره حتى يضحي.

أما من فعل ذلك ناسياً فلا شيء عليه لقوله تعالى: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قال: (قد فعلت) رواه مسلم في صحيحه. والله تعالى أعلم.

فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم


‫2 تعليقات

  1. سائل: بالله عليكم، لو سمحت فضيلة الشيخ، فيه حديث عن ام سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس شعره وبشره شيئًا ” وفي رواية: “فليمسك عن شعره وأظافره” فما مدى صحة هذا الحديث؟ وإذا كان هو صحيح ما هي الحكمة من عدم قص الشعر والأضافر لمن أراد التضحية حتى يوم العيد؟ بارك الله فيكم.

    د. يوسف القرضاوي: هذا الحديث يا أخي العزيز هو رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أم سلمة رضى الله عنها، كما ذكر الأخ، ولكن السيدة عائشة
    -رضى الله عنها- عارضت أم سلمة في هذا، وقالت إنني يعني كنت أفتل يعني قلائد هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- فما كان يحل.. يعني يحرم شيئاً حلالاً عليه إلى آخره، والعلماء اختلفوا، أكثر المذاهب لم يأخذوا بهذا الحديث وأخذ به الحنابلة والحنابلة بعضهم اعتبر الأخذ من الشعر أو الأظافر في الأيام العشر حرامًا وبعضهم اعتبره مكروهًا كراهة تنزيهية، وأنا أميل إلى هذا، إن هو مجرد مكروه، والكراهة تزول بأدنى حاجة لأننا لو قلنا إنه حرام سنحرم كثير من الناس، ويقولك إذا كان حرام طب أن بأعمل أضحية لكي أكسب أجرًا فأرتكب حرامًا؟! خاصة الناس اللي بتقص أظافرها وتقص شعرها وتعمل لحيتها، فإنما إذا قلنا إنه مجرد مكروه تنزيهي وأنه يستحب أن يفعل هذا أن يترك شعره وأظافره، والحكمة في هذا العلماء قالوا أنه نتشبه بالمحرم، يعني أنه بيتشبه بأهل الإحرام، المحرم بيترك شعره ويترك أظافره فنحن نتشبه به، إنما حتى المحرم الأيام دي، خصوصًا المتمتع المتمتع يروح يطوف بالبيت ويسعى بعد ساعة أو ساعة ونصف يكون انتهى من العمرة ويحلق ويعمل لحد يوم تمانية ذي الحجة ولو حتى يوم تسعة يجوز له، فهذا حالق قعدوا عشر أيام لا يفعل هذا، فهذا تشديد في الواقع.. فلذلك يعني نقول هو يستحب له أن يفعل هذا والحنابلة أنفسهم قالوا لو فعل هذا.. لو فرض إنه خالف هذا الحديث وأخذ من شعره أو من أظافره فلا شيء عليه إلا أن يستغفر الله تبارك وتعالى وبعض الناس هنا في قطر وفي المملكة في البلاد اللي هي يشيع فيها المذهب الحنبلي، حينما يأتي العشر الكل يحرم، يقول لك أنا هاضحي فلازم أحرم هو وزوجته وأولاده يحرموا، لأ هو مش إحرام، لأن لو كان إحرامًا لحرم عليه أن يتعطر أو يتطيب أو يتصل بزوجته إنما لأ .. كل هذا أمر جائز هو فقط الامتناع عن أخذ من الشعر والأظافر.

  2. قبل أيام من العيد ذهب رب عائلة متوسط الدخل للسوق لشراء أضحية العيد و بعدما اختار الأضحية و دفع ثمنها التقى بأحد أصدقائه و طلب منه ان يأخذ الأضحية الى منزله لأنه كان مشغول و كان صديقه متوجه الى ناحية بيته .
    الصديق لم يكن متأكد من موقع المنزل بالضبط فأخطأ و أخذ الأضحية الى جيران صديقه و أعطاهم اياها قائلا هذه الأضحية لكم دون ان يذكر مِن مَن الجيران فقراء لا يملكون المال لشراء الأضحية ففرحوا كثيرا ظنا منهم أنها من احد المحسنين الى درجة ان زوجة صديقنا انتبهت لهم من شدة الفرحة و تسائلت في نفسها من اين لهم بالمال لشراء الكبش .
    عندما عاد الى المنزل توقع ان يجد اولاده فرحين بالكبش لكن كل شيء عادي دخل المنزل و سأل زوجته فردت عليه ان لا أحد اتى بالأضحية و تذكرت جيرانها، و قالت له اعتقد ان صديقك اخطأ و أخذ الأضحية لجيراننا فاذهب و آت به.
    فرد عليها ان الله قد كتبها لهم و لا يحق لنا ان نسلب فرحة الأولاد الفقراء، وقرر ان يذهب لشراء أضحية أخرى عندما عاد إلى السوق وجد أحد البائعين يحط رحله فذهب اليه و قال في نفسه سأكون اول المشترين عليه عسى ان يساعدني في الثمن .
    فعندما وصل عنده قال له البائع في الطريق وقع لي حادث و نجوت انا وماشيتي بأعجوبة و نذرت نذرا أنه سأدع أول زبون يختار أفضل أضحية و يأخذها بدون ان يدفع شيء
    فسبحان الله قال تعالى ” ومن يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب ” .