مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : حضن الحوار أفضل.. والفتوى غير ضرورية


> مشاركة بعض الحركات المسلحة في الحوار الوطني كما جاء في الأخبار، تعني أن الضغوط الحكومية أتت ثمارها على الصعيد الميداني. وأن هذه الضغوط ما جعلت مجالاً للتماسك الميداني للمتمردين.
> ونقول هذا حتى لا نسقط من اعتباراتنا دور القوات المسلحة في إعادة الأمن والاستقرار بعد أن تآمرت عليهما القوى الأجنبية من خلال استغلال العامل النفسي لمن تمردوا ضد الدولة ثم راحوا يتمردون على أنفسهم.
> ولكنا نتذكر مؤتمر حسنكيته فقد كان إضعافاً شديداً لقوى التمرد ضد الدولة.. فقد كان السبب من ورائه أكبر من دواعي التمرد أصلاً. كان من أجل إلغاء قيادة عبدالواحد محمد نور للتمرد رغم إنه كان هو (قرنق الآخر) الذي نقل به قرنق الحرب من الجنوب الي الغرب.
> وبعد مؤتمر حسكنيته واتفاقية أبوجا ثم اتفاقية الدوحة والانشقاقات ما بعد (الدوحة) دخلت حركة التحرير والعدالة بنفس ذاك السبب الذي انشقت به حركة تحرير السودان.. فذهب عبدالواحد بكرت معسكرات النازحين وذهب مناوي بكرت معسكرات اللاجئين في تشاد.
> وثلاثة عشر عاماً قضتها الحركة هذه تجارب وتحارب.. تحارب بيد واحدة بعد الانشقاقات. ولولا هذه الانشقاقات لأسباب غير موضوعية وغالباً هي أسباب نفسية.. وإلا ما وقع الانشقاق لصالح الذي يعتبرونه جميعاً عدوهم.
> فالعدو أصبح مشتركاً لأكثر من عشر مجموعات مسلحة وهو يبدو انه أهون منهم كأعداء لبعضهم.
وبالفعل هي – أي الحكومة – العدو الأهون لها. والآن بعضها يروق له مشروع الحوار الوطني.
> لماذا لا يروق لبعضها الحوار الوطني وقد راق لقادة قبل قادتها أمثال ابوقردة ودبجو وبنّات. فهؤلاء أهم ما وجدوه في السلام والحوار معاً هو إنه يحافظ على الشعور بانتمائهم الى الوطن.
> والشعور بالانتماء الى الوطن الواحد كان قد افتقده (الجنوبيون) بسبب مسألة تقرير المصير وشعارات الاستقلال. ولو كانت اتفاقية نيفاشا مثل اتفاقية أديس أبابا 1972م، لما حدث ما حدث الآن ويحدث للجنوبيين من إزهاق للأرواح بشكل يومي.
> كل هذا كان يحمله رحم الاستقلال الذي احتفل به الجنوبيون. وإقليم دارفور بعشرات الحركات المسلحة. فتصور كيف سيكون مصير دارفور لو إنها تركت لها تحكمها لوحدها وهي تتناحر الآن؟!!
> لكن من خلال الحوار الوطني يستطيع الكل أن يطرح ما يريد طرحه ويجد الإجابة لكل سؤال ويحظى طلبه بالتلبية الحكومية اذا كان يصب في اتجاه المصلحة العامة وأغفلته الحكومة وكل الحركات التي وقعّت على اتفاقيتي السلام في ابوجا والدوحة.
> (حركات مسلحة تشارك في الحوار الوطني بالخرطوم).. عنوان لخبر ما كان ينتظره او يرقبه أحد.. لأن الحركات المسلحة اذا ما ارادت أن تجلس مع الحكومة فهي تجلس خارج البلاد وتضع سقفاً مرتفعاً جداً للمطالب.
> اية مطالب يمكن أن تشعر الحكومة بقسوتها لن تجد الاستجابة منها بعد التطورات على المستويين المحلي والإقليمي.. فمحلياً اجتهدت المؤسسة العسكرية أيما اجتهاد في دحر المتمردين وابعادهم عن اهدافهم. وعلى المستو« الإقليمي ليس هناك دولة تملك الآن امكانية توفير حضانة آمنة للمتمردين. فكان الانسب حضن الحوار الوطني.
الفتوى غير ضرورية
> ونقرأ لهيئة علماء السودان فتواها بإباحة شراء الأضحية بالدين. فهل (الأضحية) فرض وواجب وركن من الأركان الإسلام يحتاج التعامل معه بفتوى اذا تعذّر الإلتزام به؟!
> (السنة) لا تحوِّجنا الى إصدار فتوى فإما تيسر فعلها وإما لم يتيسر فتُترك ليسر الدين.. والدين يسر. وفتوى لها.
> وفتوى الهيئة «الموقّرة» تقول بأن «الدّيْن» إذا لم يكن للسمعة أو الرياء او المظهر الاجتماعي.
> اذن.. لماذا لا تسمّي (كرامة) عادية مثلاً؟ فالدين لن يخرجها من كل هذا، لأنها أصلاً سنة. والفتوى غير ضرورية.
غداً نلتقى بإذن الله