مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : نجاة تنظيمية للمؤتمر الوطني


> أفادت نائبة الأمين العام للحركة الإسلامية الدكتورة رجاء حسن خليفة، بأن الحركة الإسلامية تشكل إثنى عشر بالمائة من عضوية المؤتمر الوطني.. وهذا يعني ثلاثة معانٍ.
> المعني الأول هو أن قيادات الحركة الإسلامية في الصفوف الأولى استطاعت أن تستقطب لحزب المؤتمر الوطني رقم عضوية ضخماً جداً.. عجزت عن إستقطاب جزء منه قبل حكومة الإنقاذ الوطني وقبل أبريل 1986م حيث لم تكسب انتخابات الديمقراطية الثالثة. وقد حصدت أقل من خمسة وخمسين مقعداً بالبرلمان.
> وهنا ينشأ سؤال تحليلي وليس بالضرورة أن يكون اتهامياً. والسؤال هنا ما الذي جذب أكثر من خمسة وثمانين بالمائة من أعضاء الحزب الحاكم إلى حزب الإسلاميين الأوسع «الوعاء الجامع»؟!
> المعنى الثاني أن عدد أعضاء الحزب الحاكم الذي أطلقه ذات مرة البروفيسور إبراهيم غندور حينما كان نائباً لرئيس الحزب بنسبة تمثيل الحركة الإسلامية هذي قريباً من الحقيقة. وكان قد قال إن عضوية حزبه عشرة ملايين في سياق تصحيح رقم ظنه خطأ شائعاً وهو «ستة ملايين عضو».
> إذن تقريباً نقول إن عدد أعضاء الحركة الإسلامية داخل عضوية المؤتمر الوطني يصل إلى مليون ومائتي عضو.. هذا بحسب ما قاله «غندور» وما قالته «رجاء» وإن كان عدد العضوية «ستة ملايين».. فإن أعضاء الحركة الإسلامية فيها تقريباً يكون سبعمائة ألف وخمسمائة عضو.
> لكن نظراً إلى ما كسبته الحركة الإسلامية من مقاعد برلمانية أهلتها لتكون القوة الحزبية الثالثة بعد حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي.. ونظراً إلى نسبة المشاركة في الانتخابات الفائتة، يمكن أن نقدر نسبة تمثيل الحركة الإسلامية في الحزب الحاكم بأنها تصل إلى أكثر من ثلاثين بالمائة.
> ونذكر هنا ما تخوف منه رئيس الحزب حينما أعرب عن خشيته من أن يصبح مثل الاتحاد الاشتراكي.. ونسبة اثني عشر بالمائة من جملة عشرة ملايين عضو أو حتى ستة ملايين عضو تبقى نسبة مرجفة فعلاً ومثيرة للمخاوف إذا صحَّت.
> لكن هل اقترب تقدير دكتورة رجاء من الحقيقة حتى يشعر قادة المؤتمر الوطني وعضويته من الإسلاميين بالخوف؟! والاتحاد الاشتراكي كان في عضوية مكتبه السياسي حسن الترابي حينما كان زعيماً للإسلاميين.
> وبهذه النسبة التي قدرتها دكتورة رجاء لا يمكن القول إن الإسلاميين يمكنهم لوحدهم اكتساح الانتخابات وهم يخوضونها باسمهم.. وهذا يجعل بعض أصحاب التحليل السياسي يرون أن الإسلاميين في السودان لاحظ لهم في هذه المرحلة والمراحل السابق في الوصول إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع مثل إخوتهم الإسلاميين في الجزائر وفلسطين ومصر وتونس والمغرب وتركيا.. وأن الرقم الانتخابي الأعلى ما زال يحتفظ به «الأنصار» مع غيرهم في حزب الأمة.
> والمحللون يمكن أن يروا أو يرى بعضهم أن الـ «88 في المائة» من عضوية المؤتمر الوطني وهم من غير الإسلاميين كان يمكن أن يكسبهم أي حزب غير الحركة الإسلامية سواء كان يمينياً أو يسارياً إذا وصل إلى السلطة بنفس الطريقة الذي وصل به الإسلاميون.
> والسؤال هنا هو: ما دام أن زعيم الإسلاميين السابق حسن الترابي قد ظهر كمشارك في صناعة القرار في وقت مبكر بعد التغيير في 30 يونيو 1989م.. لماذا إذن لم يسمَّ الحزب الحاكم بنفس الاسم «الحركة الإسلامية»؟!
> وإن كان هذا الاسم لا يرى مناسباً ليكون هو اسم الحزب الحاكم، لماذا إذن كان إظهار الترابي في وقت مبكر، وضرب بنصيحة عضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني ورئيس اللجنة السياسية بالمجلس العميد حقوقي عثمان أحمد حسن عرض الحائط؟!
> إن النسبة التي قدرتها دكتورة رجاء لو كانت قريبة إلى الحقيقة نقول إن الحركة الإسلامية نفسها تحتاج إلى تغيير اسمها واستبداله باسم يستوعب كل المتدينين أو أغلبهم، فهذه هي النجاة التنظيمية.
غداً نلتقى بإذن الله